موقع علاء السيد... طباعة


مقدمة

عليك أن تتذكر شيئاً هاماً جداً هنا:
عندما نقوم بأي عمل يخص قراءة المستقبل، من تنجيم إلى علوم التنبؤات.... الأبراج الفلكية... قراءة الكف وبطاقات الحظ والضرب بالرمل!.... كل هذه الطرق إذا كان بينها شيء علمي صادق... فهو يستند على قراءة لاوعي الشخص.... وهي مرتبطة بالماضي أكثر من المستقبل... لكن لأن المستقبل ينتج عن الماضي، صارت تُستخدم للتنبؤ....
والتنبؤ يصيب غالباً، لأن الناس يعيشون كالآلة... فإذا عرفتَ ماضي شخص معين... يمكنك بسهولة أن تتوقع ماذا سيحل به... إلا مع الشخص المستنير... وهنا بالضبط تتحقق: كذبَ المنجّمون ولو صدقوا....
قمة العلم والأسرار في هذا القول....
مالم يكن الشخص حكيماً مستنيراً... سيقوم بنفس الأعمال وتتكرر الحلقة وحتى الحياة ذاتها وهكذا.... مثل الخنفسة في الطاسة!... لذلك يمكنك بسهولة أن تتوقع إلى أين سيذهب وماذا سيحدث له...
إذا كان غاضباً في الماضي، فسيحمل الميل نحو الغضب معه، وهذا الميل سيؤثر على مستقبله....
هذه هي حال معظم البشر... كائنات غير واعية تكرر ماضيها باستمرار... تكرره كما هو تماماً لأنها غير قادرة على جلب أي شيء جديد... لا تملك الشجاعة للنهوض والتمرد والثورة الداخلية التي ترفع الوعي إلى أعلى سماء... ولهذا نجد أن علوم التنبّؤ تعمل جيداً!!
أما إذا اشتعل فتيل الوعي... وانفجرت قنبلة النور في حياتك... فستصبح أقوى من كل هذه العلوم المحدودة.... ستصبح واحداً من الأولياء والأنبياء والحكماء... الذين لا نستطيع توقّع أي شيء عنهم... لأنهم متحررون تماماً من الماضي... يعيشون اللحظة بكل يقظة وصحوة.... لدرجة أنه لا يوجد أي شيء لتقرأه!

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد