موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

السكر المكررر يضر الحيوانات والبشر

    قصة البحارة الغارقين في تحطم السفينة، الذين لم يأكلوا أو يشربوا شيئاً سوى السكر وشراب الروم لتسعة أيام متواصلة قد صدمت البعض... والحكاية التي كان لابد من روايتها خلقت مشكلة كبيرة لتجار السكر.

 

حدثت هذه الحادثة عندما غرقت سفينة تحمل شحنة من السكر عام 1793. البحارة الخمسة الناجون أنقذوا أخيراً بعد أن ضاعوا لمدة 9 أيام. كانوا في حالة مزرية بسبب الجوع واستهلاكهم للسكر وشراب الروم فقط.

 

ألهمت هذه الحادثة عالم الفيزيولوجيا الفرنسي البارز   F.MAGENDIEلإجراء سلسلة تجارب على الحيوانات، حيث غذى الكلاب بوجبات من السكر وزيت الزيتون والماء... فماتت كل الكلاب، ونشرت النتيجة عام 1816 .

 

    أثبت البحارة الغارقون وكلاب الفزيولوجي الفرنسي نــفــس الـنـقـطـة:

 

جرعات يومية متكررة من السكر هي أسوأ من عدم تناول أي شيء..

الماء البسيط يمكنه إبقاءك على قيد الحياة لبعض الوقت،

أما الماء الممزوج بالسكر يمكنه قتلك!!!

الحيوانات والبشر غـــيـــر قادرين على العيش على غذاء من السكر.

 

الكلاب الميتة في مختبر الدكتور F.MAGENDIE  نبّهت صناعة السكر (مافيا السكر) إلى أخطار البحث العلمي الحــر. وبدءاً من ذلك الحين وإلى اليوم، استثمرت صناعة السكر ملايين من الدولارات وراء الكواليس لدعم العلم والأبحاث المموّلة.... واستطاع ذلك المال شراء أفضل الأسماء العلمية، واستُعملت كلها على أمل أنهم في يوم ما قد يجدون أنباءً سارة حول استهلاك السكر المكرر، ولو كانت أبحاثهم مزورة وملفقة.

 

     لقد أثبتت التجارب والأبحاث، على أية حال، أن:

1-     الـــســـكــر المكرر عامل أساسي في تسوس الأسنان.

2-     السكر في وجبات أي شخص يسبب زيادة بالوزن .

3-     إزالـــة الـســـكـر من الوجبات قد عالجت أعراضاً من الشلل، العجز والضعف، مرض السكري، أمراض القلب، والـــســـرطــــان.

 

  FREDERICK BANTING  مكتشف الأنسولين، وهو باحث متنقل، لاحظ في عام 1929 في (بـنـمـا) أنه بين مالكي مزارع قصب السكر الذين أكلوا كميات كبيرة من مادتهم المكررة (المُصفاة)، كان مرض السكري منتشراً ومشتركاً بينهم. بينما لم يرَ أي مرض سكري بين قاطعي قصب السكر الذين وصلوا فقط إلى مــضــغ قصب السكر الخام.‍

 

  على أية حال، بدأت محاولات تنظيم العلاقات العامة لمنتجي السكر، في بريطانيا سنة 1808، عندما حضرت لجنة الهند الغربية إلى مجلس العموم البريطاني، وقد عرضت جائزة 25 ألف جنيه على أي شخص يجلب التجارب الأكثر إقناعاً: لإثبات أن السكر جيد لإطعام وتسمين الثيران والأبقار والخنازير والخراف.

فغذاء الحيوانات كان موجوداً في الموسم فقط ومرتفع الثمن، أما السكر في ذلك الوقت كان يُعتبر قذارة!!! وكان سعره رخيصاً جداً.... لأن الناس لم يكونوا يأكلونه بسرعة وشراهة بما فيه الكفاية مثل اليوم.

 

طبعاً، محاولة تغذية الماشية بالسكر ودبس السكر في إنكلترا في 1808 كانت كارثة... عندما قدّمَت لجنة الهند الغربية تقريرها الرابع لمجلس العموم.

ذكرَ عضو واحدٌ في البرلمان، بأنه حاول تغذية العجول بالسكر والدبس دون نجاح. واقترح أن يحاول شخص آخر في هذه التجارب بالسكر الرخيص والدبس مع الحليب المقشود الخفيف لتغذية الحيوانات.

ولو كان أي شئ إيجابي قد نتج عن تلك التجارب في تغذية الحيوانات، كن واثقاً بأنك كنتَ سمعت عنها كثييييراً.... لأنّ تجار السكر في الهند الغربية سينشرون الخبر حول العالم...

 

لكن بعد هذا الفشل في إدخال السكر إلى مراعي البــقـــــــر،

فإن تجار السكر في الهند الغربية اسـتـسـلــمـوا،

وبدؤوا بإدخاله إلى مراعـــــي البــــشــــــر......!

 

    بحماسها الباسل لزيادة طلب السوق على أهم منتج زراعي في الهند الغربية، تحوّلت لجنة الهند الغربية إلى وسيلة خدمة لتجار السكر لـ 200 سنة تقريباً: فقدّموا شهادات وأدلة غير متصلة بالموضوع، سخيفة جداً وواضحة التزوير، ومن الصعب عليهم برهان تلك الأدلة والشهادات بأوراق علميّة أو وثائق تؤيد مزاعمهم.

أحد أوائل المعلقين دعاهم بـ (( مُؤجري الضمائـر ))!..

 

يمكن لأي شخص أن يتأكد بأنه لا يوجد في بريطانيا أي طبيب بيطري يمكن أن يوصي بالسكر

لإطعام الأبقار أو الخراف أو الخنازير!!!!!!!

 

 

 

البروفسور (E.V.McCOLLUM) من جامعة (JOHN  HOPKINS  UNIVERCITY) الأمريكية

الذي كان يُدعى أحياناً بـالرائد الأمريكي الأول في مجال التغذية،  عندما كان يهيئ كتابه المنشور (تاريخ التغذية) عام 1957 والمحتوي على خلاصة تجاربه، قدّمَ مراجعةً لـ 200000 ورقة علمية منشورة لتجاربٍ على جميع أنواع الغذاء وخاصياتها وفوائدها وتأثيرها على الحيوانات والبشر. غطّت المادة المدروسة الفترة من منتصف القرن الثامن عشر إلى 1940 .

 

في هذا المخزن العظيم للأبحاث العلمية اختار MC COLLUM   تلك التجارب التي اعتبرها هامة،

"لكي يروي قصة التقدم في اكتشاف خطأ الإنسان في هذا القسم من العلم – أي علم التغذية – "

لكنه وحسب زعمه، أخفق في تسجيل أي تجربة علمية مدروسة على السكر بين 1816 و1940 .

 

للأسف، يجب أن نذكر أنفسنا بأن علماء اليوم، ومعظم الأيام، ينجزون القليل من الأبحاث من دون وجود ضامن أو ممول أو راعي مالي... حيث أدت الاتفاقيات العلمية الحديثة إلى مضاعفة تكاليف البحث العلمي.

 

وهكذا أصبحت غالبية الأبحاث العلمية عن الغذاء تموّل من الشركات الغذائية الكبرى، وبالتالي أي نتيجة لا تناسب هدفهم في زيادة استهلاك الناس لمنتجاتهم تجدهم يخفونها ويُعتّمون عليها .

 

    يجب ألا نتفاجأ عندما نقرأ مقدمة كتاب McCollum's A History of Nutrition ، ونجد أن المؤلف والــنــاشـــرين مـدينـون لـ مؤسسة التغذية الأمريكية، بمنحة نقدية قدمتها المؤسسة لدفع جزء من تكلفة نشر هذا الكتاب.... وقد تسأل باستغراب: مـــؤســســـة الــتـــغـــذيـــة الأمريكية؟؟!!

نعم! المؤلف والناشرون لا يخبرونك...

هذه المؤسسة، "بالمصادفة!"، لها الدور القيادي في المؤسسات والـتـكـتـلات الغذائية الداعمة لـ (((إنتاج السكر المكرر))) والتي تتضمن أيضاً:

 

   الشــركة الأمريكية لتكرير السكر وتصفيته ، شركة كـــوكـــا كـــولا ، بـيـبـسـي كـولا ، كيرتس كاندي ، غذائيّات جنرال ، نـــســـتــلــه وشركائها ، General Mills, Pet Milk Co. and Sunshine Biscuits ، و(( 45 )) من مثل هذه الشركات إجمالاً.

 

   لربما كان الشيء الأكثر أهمية في حياة Mc COLLUM هو ما تجاهله في كتابه

عام 1957: حيث قال بروفسور بارز في جامعة هارفرد الأمريكية، أن الجزء المحذوف هو

(( أحد تلك البحوث العلمية التاريخية التي تجعل كل باحث يركل نفسه لأنه لم يفكر بعمل نفس الشيء!! ))

 

في الثلاثينيات ، أحد الباحثين من ولاية كليفلاند الأمريكية وهو طبيب الأسنان Weston A. Price، سـافـر حول العالم من الإسكيمو شمالاً إلى جزر البحر الجنوبي ومن أفريقيا إلى نيوزيلاند وذلك لإنجاز دراسته وهي:

التغذية والانحطاط البدني: مقارنة بين نظام الغذاء البدائي القديم والغذاء الحديث وتأثيراتهما، وبحثه مزوّد بمئات الصور وقد نشر أول مرة في عام 1939.

 

    اعتبر الدكتور PRICE العالم بأكمله كمختبر... وكانت خاتمة كتابه صدمة قاسية، فقد سجّلَ وبالتفاصيل الدقيقة من منطقة لمنطقة أخرى ما كان أمراً بسيطاً جداً، وهو أن الناس الذين يعيشون في ظروف "بدائية" كان عندهم أسنان ممتازة وصحة عامة رائعة، أكلوا غذاءً طبيعياً وغير مصفى من إنتاج مناطقهم المحلية. وعندما استوردت الأطعمة المكررة والمحلاة بالسكر كنتيجة للاتصال بـ ((الحضارة))، بدأ الانحطاط والتدهور في الجسد والفكر بطريقة ما، وكان ذلك واضحاً حتى في جيل واحد...

 

    أية مصداقية لدى مستوردي وتجار السكر مبنية على جهلنا بأعمال مثل أعمال الدكتور برايس PRICE .. ويستمر منتجو السكر بالمجادلة.... آملين ‍! ومتبرعين بمنح كريمة لأبحاث الكليات والجامعات...

لكن مختبرات البحث لم تـأتي بأي شيء ملموس يستطيع صانعو السكر استخدامه للدفاع عـــن صناعتهم. ودائـــمـــاً.... كانت نتائج الأبــحــاث أخــبــاراً ســيــئــة لهم!

 

"دعــونـــا نتوجّه إلى المتوحش الجاهل داخلنا، لنعيد النظر في طريقة أكله، ولنكن حكماء"

قال البروفسور ERNEST HOOTEN من جامعة هارفارد في كتابه "القرود، البشر، والبلهاء"...

كما قال:

دعونا نوقف تظاهرنا بأن فراشي أسناننا ومعجونها أكـثر أهمية من فراشي الحذاء

ومواد تلميعه....  مخازن الطعام هي التي أعطتنا أسنان المخازن المهترئة!!!!

 

   عندما يعضّ الباحثون الأيادي التي تطعمهم، وتخرج الأخبار وتنتشر الفضائح، فهي محرجة للجميع!

 

في عام 1958 ذكرت مجلة TIME MAGAZINE  بأن متخصصاً في الكيمياء الحيوية من جامعة هارفارد ومساعده، عملوا مع آلاف الفئران لأكثر من 10 سنوات على بحث ممول من قبل SUGAR RESEARCH FOUNDATION  "مؤسسة أبحاث السكر" بمقدار 57 ألف دولار لاكتشاف كيف يسبب السكر نخر الأسنان وكيف نمنع ذلك...

أخذ البحث منهم 10 سنوات لاكتشاف أنه لا يوجد أي طريقة لمنع السكر من نخر الأسنان....

وعندما أعلن الباحثون تلك النتائج في (مجلة جمعية أطباء الأسنان)، سحبت المؤسسة الممولة دعمها المالي فوراً... والأمر الذي أثار إحباط الباحثين أكثر من توقف الدعم المالي، هو أن تجار السكر حولوا المال عن أبحاثهم وتوجهوا إلى: رجال الإعلان.

 

 

الصحوة يا إنسان....

أضيفت في:12-7-2007... فضيحة و نصيحة> السكر المكررر
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد