موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

لماذا لا يستطيع العلماء والإسلاميون العيش في بلادهم؟!

 

سؤال يحمل التاريخ إجابته على مرِّ الأيام.. لماذا لم يستطع المصلحون الاستقرار في بلادهم، أو العيش في أوطانهم، أو الهناء في ديارهم؟! رغم أنهم في شوق إليها، وعشق لها، وحدب عليها، ولله درُّ شوقي حين قال:

 

وطني لو شُغلت بالخلد عنه

نازعتني إليه في الخلد نفسي

شهد الله لم يغب عن جفوني

شخصه ساعةً ولم يخلُ حسي

أحرامٌ على بلابله الدوح

حلالٌ للطير من كل جنس؟!

يا فؤادي لكل أمر قرار

 فيه يبدو وينجلي بعد لبس

 

أيكون هذا لضيقٍ في أفق البعض، أو لضلالٍ في عقول الآخرين، أو لتسلُّطٍ وفسادٍ في سير الفراعنة والجاهلين؟!؛ ولهذا نرى بلالاً بعد أن أُخرج من مكة مهاجرًا إلى المدينة، يقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً

 بوادٍ وحولي إذخر وجليل؟

وهل أردن يومًا مياه مجنة

 وهل يبدون لي شامة وطفيل؟

 

وحين سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصف مكة من الصحابي أصيل الغفاري اغرورقت عيناه بالدموع، وقال: "يا أصيل.. دع القلوب تقرّ"، وما خرج أصيل وإخوانه من مكة لذنبٍ أو جريرةٍ: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ﴾ (الحج: من الآية 40.

 

وما أُخرج آل لوط من قُراهم إلا لأنهم أبَوا الفساد والظلم واقتراف المنكر: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) (النمل)، وهو الحديث نفسه الذي سمعه الرسول- صلى الله عليه وسلم- من ورقة بن نوفل؛ إذ قال له: "ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك"، فقال له- صلى الله عليه وسلم-: "أوَمُخرِجِيَّ هم؟" قال: "نعم.. لم يأتِ رجل بمثل ما جئت به إلا عُودِيَ، وإن يأتني يومك أنصرك نصرًا مؤزَّرًا".

 

والمفترض أن تفرح الشعوب ببنيها النابهين، وبرجالها الناهضين، فإذا لم تكن على فكرهم أو على منهجهم فالديار تسع الجميع، والأوطان تحتضن هذا وذاك، وصدق القائل:

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها

 ولكنَّ أخلاق الرجال تضيق

 

وفي القرن العشرين تبحث البلاد التي تسكن فيها أجناس عدة ومذاهب شتى عن وسائل للعيش في رحاب وطن واحد، وأساليب للتفاعل في ديار واحدة، وحسْب الإنسان نظامٌ يضمن الحقوق والكرامة والعيش الهنيء للجميع، ومن بَحَث عن شيء وجده، ومن أراد شيئًا عثر عليه، خاصةً إذا كان زمن الإخراج قد ولَّى، وأوقات الإرهاب والعسف قد ذهبت في الشعوب المتقدمة إلى غير رجعة.

 

فعندما زار رئيس أساقفة كانتربري السابق "جورج كاري" لبنان في الصيف الماضي، قال في ندوة نظَّمتها اللجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار، عُقدت في دار الفتوى في بيروت: "إن الغرض من زيارته هو الوقوف عن كثب على التجربة اللبنانية في العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين".

 

هذا، ويقدَّر عدد المسلمين في بريطانيا بحوالي مليونين ونصف المليون ينحدرون من أصول مختلفة: هندية، وباكستانية، وعربية، وإيرانية، وإفريقية، وتواجه دول أوروبية أخرى وضعًا مماثلاً؛ ففي فرنسا مثلاً يقدَّر عدد المسلمين بخمسة ملايين، وعن قريب يبلغ عشرة ملايين، أما في ألمانيا فإن معظم المسلمين ينحدرون من أصول تركية.

 

واستنادًا إلى ما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية في عدد 25 مايو 1995م، فإن عدد المسلمين يزيد على عدد اليهود والمسيحيين البروتستانت معًا في الدول الكاثوليكية: فرنسا، وإيطاليا، وبلجيكا، كما توجد جماعات إسلامية متنوعة الأصول والأعراق في الدول الإسكندنافية: السويد، والنرويج، والدانمارك؛ الأمر الذي لفت نظر الغرب بصورةٍ عامةٍ لعقد المؤتمرات والندوات، وإعداد الدراسات المختلفة حول الإسلام وأهله، وحول آفاق ومستقبل العلاقات بين الإسلام والغرب.

 

وفي هذا الإطار نظَّمت مؤسسة "ويلتون بارك" التابعة لوزارة الخارجية البريطانية بالتعاون مع مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية مؤتمرًا في لندن بعنوان: "الإسلام والغرب"، شارك فيه اختصاصيون من الدول الغربية والإسلامية.

 

واستهلَّ المؤتمر وزير الدولة البريطاني السابق للشئون الخارجية "بيتر هين" بمحاضرةٍ عنوانها: "الإسلام والغرب.. المصير المشترك في المصالح والقيم"، لاحظ فيها الوزير البريطاني أن مدينة لندن مثلاً أصبحت عالميةً؛ لأنها تضم أكثر من 25 جنسيةً، وأن الإذاعة البريطانية تقدِّم برامجها الداخلية بخمس عشرة لغة، وأن بريطانيا أصبحت دولةً متعددة الثقافات والأجناس والأديان.

 

ثم أعرب الوزير البريطاني عن اعتقاده بأن "ذلك يوفِّر لنا فرصًا لنتعلم من بعضنا البعض"، متمنيًا أن تسود قيم الإسلام، مثل مركزية الأسرة وأهمية الثقافة الأخلاقية؛ من أجل إقامة مجتمع صحي ومزدهر.

 

وقال الوزير: "إن البعض يفترض أن يكون هناك نزاع وصراع للحضارات، ولكن علينا أن نشير إلى أن العلاقة القائمة بين الدول الإسلامية وبيننا تجعلنا نوضح أنه إذا وجدت مشكلة في بلد إسلامي أو منطقة إسلامية، فإن ذلك لا يعني بشكل من الأشكال أنها بالضرورة مشكلة إسلامية".

 

أما عن المصالح المشتركة، فقد أبرزت الدراسات التي قُدِّمت إلى المؤتمر أن قيمة استثمارات المسلمين العقارية في منطقة لندن بلغت في عام 1998م ما يعادل 20% من السوق، وأن في لندن 36 مصرفًا عربيًّا، إضافةً إلى 100 مؤسسة مالية إسلامية، كما أن معظم الدول الإسلامية تودع مخزونها الذهبي في البنك البريطاني، وأن حجم اقتصاد الدول الـ57، التي تتألف منها منظمة المؤتمر الإسلامي، يزيد على 200 ألف مليار دولار، ويقدَّر حجم الودائع المالية التي تتحرك على أساس الشريعة الإسلامية بحوالي 90 مليار دولار وتنمو بنسبة 15% سنويًّا، وذلك يجعل السوق البريطانية تعمل على استقطاب هذه الودائع المالية.

 

وبعد.. هذا في الغرب الذي يحاول أن يستوعب المسلمين والإسلاميين، في حين تطاردهم بلادهم وهي على دينهم وجنسهم، ولا تستطيع الاستفادة منهم، ولهذا انعدم الأمن والأمان، وتمزَّق الجسد المسلم، وطارت الأموال ووصلت إلى بلاد الغرب، وما هذا إلا لأنها طوردت في بلادها، وأُمِّمت في ديارها، ونُهبت في أوطانها، فحطَّ الفقر، وعشَّش الغراب، وولَّت الكفاءات أو سُحقت، وما هذا إلا لأنهم يعملون لديارهم، ونحن نعمل لذواتنا وشهواتنا، وقد يكون لأمورٍ أخرى، والله أعلم.

نسأل الله السلامة، آمين.. آمين.

---------------------

عبدالله الخياط

 

السعودية تُرحّل الكاتب عبدالله الخياط بسبب مقالات سياسية تنتقد الحكومة المصرية علي الإنترنت

أمرت السلطات السعودية الكاتب والمعارض المصري المقيم بالسعودية عبد الله الخياط بمغادرة المملكة خلال أسبوع بسبب كتابته مقالات سياسية تنتقد الحكومة المصرية في مواقع الإنترنت، منها موقع جريدة الشعب المحظورة وصحيفة السفير اللبنانية... قال الخياط البالغ من العمر 72 عاما والمقيم في المدينة المنورة مع أسرته منذ 44 عاما إنه لم يرتكب أي مخالفة قانونية خلال إقامته الطويلة في السعودية، مضيفا أنه أرسل رسالة لعاهل السعودية، الملك عبد الله بن عبد العزيز يستعطفه فيها ويناشده الغاء قرار ترحيله الذي يعتبره بمثابة قرار إعدام له ولأبنائه وأحفاده المقيمين في المملكة.... وقال الخياط في تصريح لجريدة "القدس العربي" أمس إنه طلب من السلطات السعودية التحقيق معه إلا أن طلبه قوبل بالرفض القاطع .
ودعا مجدي حسين الأمين العام لحزب العمل (المجمد) كل المصريين والعرب الحريصين علي حقوق الإنسان وحرية التعبير للتضامن مع الخياط.. قائلا في تصريحات خاصة لـ«البديل»، بدأنا في عمل حملة للتضامن مع الخياط علي موقع حزب العمل علي الإنترنت، ونشرنا رسالة الخياط التي وجهها إلي الملك عبد الله بن عبد العزيز.ط وتوقع حسين أن تكون السلطات الامنية المصرية هي التي أوعزت لمثيلتها السعودية بإصدار قرار إبعاد الخياط ، مضيفا أن القرار جزء من حملة تعقب كل المعارضين والكتاب العرب في البلاد العربية في إطار التضييق علي الحريات خاصة حرية التعبير . ورأي مراقبون أن القرار السعودي يعكس توجها حكوميا للضغط علي المصريين في الخارج لعدم توجيه انتقادات لحكومتهم عبر وسائل الإعلام

 

هاتف الشيخ عبد الله الخياط

لمن يهمه الامر

00966507266336

 

أضيفت في:12-8-2008... فضيحة و نصيحة> صباح الصحوة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد