حين يأتي أحدهم ويقول: "أنا أؤمن بالله" فهو ببساطة يخبرك بأنه غير قادر على معرفة
الله.. لكنه لا يمتلك الشجاعة ليقولها بتلك الطريقة.. ليس شجاعاً كفاية ليرى جهله
ويقبله ويعترف به.. لذلك يقول: "أنا أؤمن"... ما الفائدة من قول ذلك إن كنت
تعرف؟؟..
كيف للمعرفة والعرفان أن يتحولا إلى جهل وإيمان..
اللهم زدني علماً وتحيراً فيك.. العلم يبقى علماً مالم يكتمل.. وإنما يخشى الله من
عباده العلماءُ..
أنا لا أؤمن بالله.. فأي علاقة قائمة على الإيمان غير صحيحة.. أنا أعرف الله.. لكن
الشرط الأساسي لمعرفة الله هو ألا أكون "أنا" موجوداً..
عندما تنجلي أنت يتجلى الله.. فقط حين تصبح فراغاً واسعاً يتسع له... حين لا تشغلك
نفسك..
في الحقيقة، غيابك أنت هو حضوره هو..
تذكر: أنت لن تلقاه أبداً، لا يمكن ذلك لأن لقاءك به يعني بأنك أنت موجود وحقيقي
وهو موجود وحقيقي.. لكن في الوجود ليس هناك حقيقتين.. الحقيقة واحدة.. وحدها لا
شريك لها..
عندما تكون أنت موجود سيكون هو غائباً..
وعندما تكون أنت غائباً ..سيكون هو حاضراً..
حضرته في غيابك وغيابه في حضرتك...
وقد سألتني أيضاً: من هو الله؟
لا يمكنك أن تقول "هو" عن الله، فهو ليس شخصاً، الله ليس شخصاً ما بل الكل، هو
الخلاصة الكُلٍّية لكل ما هو موجود وكل الوجود..
أنا الله، أنت الله، كل منا هو الله والله هو كل منا، مِن الله وفي الله نحيا..
في الواقع ليس من الصواب أن نستخدم كلمة الله.. فهناك ألوهية لا إله..
لا إله إلا الله...
لنكون أقرب للحقيقة.. "الألوهية" هي الكلمة الصحيحة..
كلمة الله ليست مناسبة لأنها توحي بالكثير من الأشياء غير الحقيقية:
أولاً كلمة الله توحي بأن الله هو شخص، والله ليس شخص... الله سبحانه وتعالى 99 اسم
وفعل.. هو الوجود بلا أي شخصيات أو حدود... ليس كائن بل الكيان الكائن في كل بنيان.
وحين تقول كلمة الله كأنك تقول "هو".. تلك دلالة على التعصب الذكري وكأن الله ذكر،
ذلك أمر بشع، فالله ليس "هو" أو "هي".
وإن كان لابد من استخدام أحدهما عندها "هي" ستكون الأفضل حسب الطاقة..
الطاقة الأنثوية صاعدة منتشرة وتصلك بالأبعاد أكثر من الذكرية، وهذا أمر طبيعي..
الذكر يولد من الأنثى وعندما يموت يعود إلى أمه الأرض، المرأة بإمكانها أن تحتضن
الرجل بداخلها بينما لا يستطيع الرجل أن يحتوي المرأة بداخله، فالرجل ليس لديه رحم
ليحتضن أي شيء بداخله، لكن في النهاية كلا الكلمتين غير صحيحتين.
الله ليس الذكر أو الأنثى، لأنه ليس شخصاً على الإطلاق...
إذاً ما هو الله؟ لا تسأل أبداً "من هو الله"؟ بل "ما هو الله"؟....
الحياة هي الله... الحب هو الله... النور هو الله...
إنها اختبار وتجربة حقيقية ...أن تعيش الألوهية...
فهل صادفتَ الله يوماً في قالبٍ ما... في شكل ما؟...
لا.. لكنك مررتَ بالألوهية في نفسك... كأن شيئاً تفجر في داخلك فأزهر.. حتى أنك لا
تجد الأزهار، ليس هنالك شيء سوى العطور والأنوار... الله ليس زهرة بل عطر وعبير...
في قلب كل ملك وفقير...
كان الملك قد أقام وليمة كبيرة جمع فيها كل حكماء ومستشاري المملكة ...كان الجميع
جالسين بانتظار الملك حين فتح الباب ودخل شحاذ فقير حاملاً كرسيه على ظهره ويسير
حتى وصل إلى كرسي الملك ووضع كرسيه أمام كرسي الملك وجلس.... نظر المستشارين بتعجب
وصاحوا به ويحك هذا مكان الملك!...
فأجابهم: أنا أكبر من الملك...
فقالوا: وحده الله أعظم من الملك...
فقال لهم: أنا أعظم من الله...
فقالوا: ويحك لا أحد أعظم من الله...
فقال لهم: أنا اللاأحد...
وحمل كرسيه وخرج.... ساد صمت عميق بين الجميع ودخل الملك ليرى الجميع ساكنين أحس
بأمر غريب فسألهم ماذا حدث؟
أخبروه... فخرج الملك راكضاً ليلحق بهذا الحكيم الفقير...
وحين وجده ركع أمام قدميه وقال له: سامحني واقبلني تلميذاً... فأنت الملك وأنا
الشحاذ الفقير...
لا أستطيع أن أخبرك وأشير إليك أين هو الله... أو من هو الله...أستطيع فقط أن
أشاركك هذا العطر الذي غمرني بأن أوصل تجربتي لك... ذلك الفناء... أن ترى الله في
كل شيء...
فالكون مليء بالإلوهية... كل شيء فيه مقدس... وأينما حللتَ فهي أرضٌ مقدسة...
الورود والعصافير والأحجار والأنهار...........
ليس عليك أن تبني مسجداً أو معبداً أو كنيسة لله... فذلك غباء...
لأن الله في كل شيء.. وأينما توليتم فثمة وجه الله..
أي أرض تخلو منك حتى تعالوا يطلبونك في السماء
تراهم ينظرون إليك جهراً ولا يبصرون من العماء
... فلمن تبنون الكنائس والمساجد والمعابد التي تخلوا من المعبود والعابد؟؟...
إذا أردتَ أن تصلي، يمكنك الصلاة حيث أنت أينما كنت، أينما ركعت فأنت تركع له.. فلا
أحد إلا الله.. ولا يوجد شيء غيره.. وأينما حججتَ وطفتَ فأنت بيت الله المعمور
بالنور..
عليك أن تفهم لغتي.. وتدرك كلماتي..
"الاعتقاد أو الإيمان" كلمة ملوثة... بشعة... فإيمانك سيكون الحاجز أمام معرفتك...
وأكثرنا للحق كارهون...
فهو لن يفيدك في شيء... بسبب الإيمان تعطل الإنسان... نعم لقد توقفتَ عن النمو
والسمو...
هذا الجدار السميك الكبير من المعتقدات والإيمان... قسم الإنسان على نفسه وقسم
الناس إلى طوائف وأديان... مسيحي ومسلم ويهودي وبودي وووو........ وقسمت الأرض إلى
صراعات وحروب وبلدان....
في اللحظة التي تدخل فيها دائرة الإيمان أنت لم تعد واحداً مع الإنسانية والإنسان:
لقد أصبحتَ مسيحياً، مسلماً، هندوسياً، واحداً من الخرفان.... لقد سمموك وصرتَ من
القطعان والآن ستحارب دوماً دفاعاً عن هذا الإيمان!...
كل هؤلاء الناس الذين يتنازعون لأجل معتقداتهم يقاتلون بعضهم دفاعاً عن أفكارهم عن
النور.. ولا أحد فيهم يعرف أي شيء عن النور لأنهم عميان... لكن ليس هنالك أعمى من
الأعمى الذي لا يريد أن يرى...
كان هناك شرطي يمشي أثناء مناوبته في الشارع حين رأى شجاراً كبيراً دائراً بين
رجلين وطفل يقف بجانبهما وهو ينظر إليهما يبكي ويصرخ: "أبي، أبي..."
ركض الشرطي إليهما وأبعدهما عن بعضهما، استدار ونظر إلى الفتى وسأله:
"أيهما هو والدك يا فتى؟؟"
أجاب الفتى وهو يمسح الدموع من عينيه:
"لا أعرف، فهذا هو ما يتقاتلان لأجله!"
هل تظن بأنك تعرف حقاً من هو الله؟ أنت لا تعرف من أنت...
فكيف لك أن تعرف من هو الله؟!!!.........
أنت لم تقترب بعد حتى من معرفة الحقيقة الأقرب إليك من حبل الوريد..
التي تنبض بقلبك وتتنفس وتحيا في داخلك...
وتفكر في معرفة الكون.. الكُليِّة.. الخلود.. الذات المطلقة؟...
وأنت لم تختبر بعد ولو قليلاً من بنيانك وكيانك...
لم تتذوق بعد ولو قطرة من المحيط وتريد أن تعرف ما هو مذاق المحيط بكامله؟....
وأنت عند عطشك وبحثك لا تذهب أصلاً إلى المحيط... بل تذهب إلى الكتب المقدسة
المكدسة... إلى الكاهن والشيخ ورجال الدين...
وتصبح من المؤمنين بدل العارفين...
ذلك الإيمان صادر عن خوفك لا حبك... ولا عن معرفتك وعلمك وتجربتك...
بل ببساطة نتيجة لخوفك... أنت تؤمن لأنك تشعر بالخوف من أن تكون وحيداً...
لأنك لم تنضج وتنمو بعد... لا زلتَ ولداً بحاجة لتتمسك بيد أحدهم وتتعلق به... أنت
بحاجة دوماً للأب أو بديل عنه... هكذا ستنظر إليه دوماً لتعلق عليه مسؤوليتك عن
نفسك واختياراتك، هكذا كي يبكي الطفل و يبقى عاجزاً محتاجاً... بلا قوة أو حيلة...
لقد أوجدتَ واخترعتَ الله نتيجة لخوفك هذا... والإله الذي أوجده الخوف إله مريض...
أوجده مريض... فهو لن يمنحك السعادة وحرية الإرادة... لن يرضيك أو يشفيك بل سيزيد
من مرضك...
ذلك الرجل المسمى بالمتدين وتابع الأديان هو الأكثر إمراضاً ومرضاً وتعصباً، اذهب
إلى أحد الأديرة وانظر جيداً من حولك بيقظة وستفاجأ بأنه تحت اسم الأديان نزرع آلاف
الأمراض في الأذهان.. وتشفير الإنسان.. فيصبح الناس أكثر فأكثر ضعفاً ومرضاً
وعجزاً... يصيرون ضائعين غرباء شاذين... فأي دين هو هذا الدين؟...
بالطبع تلك النفسية المريضة لهؤلاء المتدينين أصحاب الاضطرابات العصبية قوية لدرجة
أنها تنال فائق الاحترام من النيام!!...
لقد كان العالم النفسي فرويد على حق حين قال الدين المنتشر هو تراكمات من
الاضطرابات النفسية.. وأنا أوافقه الرأي، فمن ندعوهم بالمتدينين هم مجرد متعصبين
عصابيين...
حين يتصرف شخص واحد بتلك الطريقة ستلاحظ وتظن بأنه مجنون أو أحمق، لكن حين يتصرف
آلاف الناس بتلك الطريقة ستظن بأن هذا تدين...
ألم تعرف أنه عندما تغط ألف ذبابة على وسخة، فهذا لا يعني أنهم على حق؟!
أحد أتباع المهاتما غاندي، يدعى البروفيسور بانسالي.. وقد أخذ نذراً على نفسه
بالصمت.
في الحقيقة الصمت الحقيقي لا يمكن أن يحدث عبر العهود والنذور..
بمجرد أن تقسم وتأخذ عهداً على نفسك بالسكوت فأنت تجبر نفسك على ذلك الصمت المزيف..
صمت القبور لا أهل النور... وإلا لما كان هنالك حاجة لأن تقسم... فحين تفهم جمال
الصمت ستعيشه حقاً بإرادتك وتصمت...
عندها سيكون من الحماقة أن تأخذ عهداً على نفسك... ما الداعي لأخذ القرار؟
لماذا تقول "من الآن فصاعداً سأبقى صامتاً ولن أتفوه بكلمة واحدة"؟
لمن تقسم وضد من تفعل ذلك؟...
حين تختبر متعة الصمت والفناء.. حين يغمرك ويتدفق عبرك.. ما الغاية من القسم؟...
لما لا تأخذ مثلاً عهوداً على نفسك وتقول: "أنا أقسم بأني سأحب طوال حياتي"، "أقسم
بأني سآكل طوال حياتي"، "أقسم بأني سأتنفس حتى أموت".؟؟ لأن ذلك يبدو حماقة....
أنت تشعر بمتعة الحب فلست بحاجة لأن تقسم، الناس يأخذون عهوداً للرهبنة والعزوبية
لكن ليس للحب.. لماذا؟...
لأن العزوبية هنا غير عفوية بل مفروضة وليست طبيعية... أما حين تكون العزوبية
طبيعية تصدر عن اكتفاء وسعادة داخلية عندها لا حاجة لتلك العهود الغريبة الغبية..
والآن لنعد إلى ذلك البروفسور بانسالي، لقد أخذ نذراً على نفسه بالصمت وذهب إلى
جبال الهيمالايا.. وبقي صامتاً لسنتين أو ثلاث سنوات.
كان نضالاً مريراً، فقد عاش صراعاً مستمراً من الكبت والضغط مع نفسه، لا بد وأنه
شعر بانقسام في داخله: بين الجزء الذي يمثل ذلك الرجل الذي أخذ القسم والآخر
الإنسان الطبيعي الحقيقي الذي يريد أن يغني ويتواصل مع من حوله ويتكلم...
في إحدى الليالي حين كان نائماً مشى أحدهم فوقه دون قصد، فقد كان الظلام حالكاً
وكان غافياً تماماً.. وأثناء النوم لا يتذكر الإنسان أياً من تلك الوعود والعهود
التي قطعها... فنهض غاضباً وصاح: "من أنت يا هذا؟ هل أنت أعمى أم ماذا؟ ألا ترى أن
أحدهم نائم هنا؟" ..ثم وقف مصدوماً وتذكر العهد الذي قطعه.. لقد نكث عهده فشعر بذنب
كبير جداً في داخله....
لقد أقسم وخالف القسم... لقد كان حقاً مازوشياً يعذب نفسه وإلا لما ليأخذ نذراً
بالصمت؟...
الحديث والتواصل مع الناس أمر جميل.. فلماذا على المرء أن ينعزل وينفصل؟؟؟ العزلة
والانطواء مرض...
لكنه شعر بالذنب.. وكي يعاقب نفسه بدأ بتناول روث البقر ولكن ذلك لم يكفيه!.
ليعاقب نفسه أكثر أخاط شفتيه بخيط من النحاس ولكن ذلك لم يكفيه أيضاً!!.
فالغباء والجهل ليس له حدود.. لقد قفز على شجرة أشواك وتدحرج فوقها عارياً... آلاف
الأشواك دخلت في جسده لكنه لم يسمح لأحد باقتلاعها... وامتلأ جسده بالتقرحات
والجروح...
لكنه أصبح مشهوراً أصبح مهاتما... معلماً كبيراً... بدأت تأتيه الناس من كل الأطياف
لتعبده وتقدسه...
والآن ماذا ستسمي ذلك الرجل؟ هل ستدعوه مرشداً حكيماً؟؟؟
إن كان لا زال فيك أي حس أو وعي ستدعوه مريضاً... إنه بحاجة لعلاج نفسي... ربما
لصدمة كهربائية ليصحو.. بحاجة للقيام بتحليل نفسي... لكنه بدلاً من ذلك كان معروفاً
كواحد من أتباع المهاتما غاندي المقربين...
وهذا هو ما يستمر بالحدوث عبر العصور... لقد كان هناك قديسين يضربون أنفسهم
ويعذبونها كل صباح حتى يمتلأ جسدهم بالجروح، والناس تأتي لتقدسهم وترى أيهم كان
جسده مجرحاً أكثر كي تبجله أكثر.. فمن يؤذي نفسه أكثر يكون هو الأعظم بينهم
بالطبع...
هؤلاء الذين كانوا يعذبون أنفسهم ويقتلونها ببطء ليسوا سوى أناس مرضى بحاجة للعلاج
والرحمة... والذين كانوا يأتون لمشاهدتهم هم أيضاً مرضى مثلهم...
القديسين المعذبين لأنفسهم هم مازوشيين والذين أتوا ليشاهدوا ذلك هم
ساديين...كلاهما يعيش نفس الحالة المرضية من الاضطرابات...
لقد كان هناك بعض رجال الدين والقديسين اللذين يقطعون أعضائهم التناسلية.. وبعض
القديسات والراهبات اللواتي قطعن صدورهن.. فبماذا ستدعو هؤلاء الناس؟؟؟؟......
هؤلاء كانوا مؤمنين!... يعيشون وفقاً لأنظمة إيمانهم ومعتقداتهم...
على الإنسان أن يتخلص من كل هذه الأشكال الغبية من التدين والدين...عليه أن يرمي
بكل ذلك الجنون والهبل الذي فرض عليه عبر السنين...
فبسبب تلك الحماقات أصبح الدين بعيداً عنا لا جزءاً من حياتنا.
يجب ألا يُبنى الدين على الاعتقاد والإيمان... بل على التجربة والاختبار
والبرهان... ليس على الخوف بل على الحب... ليس بإنكار الدنيا والذات بل بتأكيدنا
ودعمنا للمشاركة في الحياة...
على الدين ألا يكون إيماناً بل علماً واختباراً... لذلك قلت: " الإيمان" كلمة
بشعة... لا تؤمن بل "اعرف".. "أحب"... "كن"... ليصبح الدين عرفاناً وامتناناً.. تلك
هي الكلمات الحقيقية التي لم يخبرك بها أحد... والإيمان منعها من الوصول إليك...
نعم ..لن تعرف حين تؤمن... لن تحب حين تؤمن.. لن تبصر حين تؤمن... لن تكون حين
تؤمن...
وتذكر: أنا لا أقول لك أن تكفر وتنكر... فالكفر أيضاً هو إيمان...
الملحد والمؤمن ليسا مختلفان.... كلاهما رفاق في نفس الدرب والقارب هائمان...
فالمؤمن يؤمن بأن الله موجود... والملحد يؤمن بأن الله غير موجود... كلاهما
يؤمنان...
حتى وإن كانا يبدوان فريقين ضدين... لكن لا فرق بين الاثنين...
لا الإيمان ولا عدم الإيمان مفيدان... لأنك لا تعرف فكيف تؤمن؟؟؟ وأنت لا تعرف فكيف
تكفر؟؟؟... ارمي بهما معاً الآن..
دعهما يختفيان...
ستزول معهما كل المعتقدات والأحكام...
والفكر سيهدأ ويتوقف عن خلق الصور والتمسك بالأوهام...
حينها سيحل الصمت وتفتح أبوابك لتكون قادراً على استقبال الحقيقة والعرفان...
لا تدخل دائرة الكفر والإيمان.. عالم الطرشان والعميان...
بل افتح عينيك وكن مراقباً ساكناً مستقبلاً... وستعلم....
ادعوه حكمة أو عرفان فهذا ليس مهماً...
ادعوه بالله أو الألوهية أو الاستنارة.. سمه ألف ياء أياً كان ليس مهماً...
فالكلمات ليست سوى كلمات..
لكن في البداية عليك التخلص من الكفر والإيمان...
تلك التجزئة بين الليل والنهار.. اليمين واليسار...
لأنك بذلك تتخلص من الفكر...
وحده اللافكر يعلم....
ووحده مَن رمى بالازدواجية والفكر يعيش حالة الذكر..
يعرف معنى النّعم... من فني وقال نعم...
لكون واحد بلا أي انقسامات أو أوهام ومسافات...