موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

ما هو الفرق بين احترام النفس، والافتخار أو الكبرياء؟

...ليس هناك فرق بين احترام النفس والكبرياء.... لكن هناك فرق بين الأنا وبين احترام النفس والكبرياء!

احترام النفس والكبرياء هما نتيجة طبيعية للفردية عندك.. وهي كرامتك وهي قبولك لنفسك ومحبتك لها.

الأنا هي عملية مقارنة... احترام النفس والكبرياء ليس فيها مقارنة، وهذا هو الفرق الأساسي.

في الأنا أنت دائماً تقارن نفسك بالآخرين: أنا أعلى منهم.. أفضل من فلان وأقدس من فلان... أنا طاهر قديس وأنت خاطئ إبليس... لأي سبب كان أنت تقارن فتضع نفسك في مرتبة أعلى وتخفض مرتبة الآخر.. وهكذا تتشكل الأنا.

لكن الكبرياء خالية من المقارنة... إنها لا تقول أي شيء عن أي شخص آخر... بل ببساطة تقول: أنا أحترم نفسي وأحبها وأنا فخور لمجرد أن أكون ذاتي، لمجرد أن أكون حاضراً هنا في هذا الوجود الجميل... لاحظ أنها لا تقول شيئاً عن الآخرين... وفي اللحظة التي تبدأ فيها بالمقارنة ستبدأ لعبة بشعة فعلاً.

أيضاً، إن احترامي لنفسي ليس عائقاً تجاه احترامك أنت لنفسك... في الواقع أنا أحب أن تكون محترماً لنفسك أيضاً، لأنه إذا لم تحترم نفسك فمن سيحترمك؟ إذا لم تكن فخوراً بأنك كائن بشري وأرقى وعي ظهر على الأرض وفي الكون، فمن سيكون فخوراً بك؟

وافتخارك بنفسك ليس إلا امتنانك لكل ما أعطاك إياه الله أو الكون وهو آلاف النعم التي لا تُعد ولا تُحصى.. نحن لا نستحق كل هذا العطاء والسخاء... لم نعمل حتى نحصل عليه فكيف يمكن أن نطالب به.... إنه مجرد فيض من كرم الوجود فظهر هذا الجود وأعطانا كل شيء مع آلاف الورود... ونحن لا نقدر قيمة ما لدينا لأننا نأخذه مجاناً ونجعله من المسلّمات.....

احترام النفس هو احترام دون مقارنة.... والكبرياء هو سموّ وكرامة وشعور بالجلال: فأنت جزء من نور الله ذو الجلال.. والوجود يريدك هنا وقد خلقك وهو يحتاجك... وأنت ضيف كريم مكرّم في هذا الوجود، لستَ طفلاً غير مرغوب به ولا يتيماً مرمياً دون عناية أو سجيناً في القيود... وأن الوجود في كل لحظة وكل نفَس يمدّك بالغذاء والهواء والحياة والنور وكل ما تحتاج إليه.

الكبرياء ليست معادلة للأنا، ولا احترام النفس... الأنا فيها مقارنة ولأن فيها مقارنة تجدها بشعة وظاهرة مريضة..... مجرد الفكرة بحد ذاتها: "أنا أعلى منك" مهما كان السبب، شيء غير إنساني.

لكن كونك فخوراً بنفسك لا يجعل أي شخص آخر أدنى منك... في الواقع، هذا يدلّ الآخر أيضاً على الطريقة ليكون فيها فخوراً بنفسه ومحترماً لنفسه.

أنا ضد الأنا، لكنني لستُ ضد الافتخار والكبرياء ولا ضد احترام النفس... لأنها أهم الصفات الإنسانية... وفهم هذه النقطة الدقيقة يجعل حياتنا حقاً غنية...

أضيفت في:25-10-2011... في قلب الله> الله و الألوهية
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد