تعاني سورية
والبلاد العربية كل سنة من موجات أسراب الجراد الصحراوي.. وكل سرب جراد يتكون
أحياناً من 150 مليون جرادة تقريباً.. وتتسابق وزارات الزراعة لشراء وتوزيع أكبر
عدد ممكن من أجهزة رش المبيدات الأرضية والجوية وأحياناً الاستعانة بالجيوش لمكافحة
حشرة.. وهكذا، خوفاً من حدوث تعرض المنطقة لكارثة إنسانية وغذائية بسبب أعداد
الجراد الضخمة، نقوم برش أنفسنا وأراضينا التي نأكل إنتاجها بأنواع المبيدات
الكيماوية السامة للجهاز العصبي والمسببة غالباً للباركنسون والسرطانات! هل هذا
منطقي أو مبرر؟
إن أحد مبادئ
علوم بيرماكلتشر أو الحياة المستديمة يقول: المشكلة هي الحل بالضبط!
جميع الحشرات
والكائنات لها دور في الحياة وفي توازن الأنظمة البيئية فيها.. حتى تلك الحشرات
التي نحن ندعوها "آفات" لها دور ولها فوائد هائلة تخدمنا إذا استعملنا عقولنا
ووعينا بالتعامل معها..
بالتأكيد زادت
أعداد الحشرات التي تضر محاصيلنا في العصر الحديث، بسبب الزراعة الحديثة التي تعتمد
على المبيدات والأسمدة الكيماوية، وخاصة بسبب قتل الطيور والأعداء الحيوية الطبيعية
المخلوقة لأجل موازنة أعداد الآفات.. المبيدات تقتل الحشرات الضارة والمفيدة، لكن
الضارة أسرع بالتكاثر من المفيدة، وهكذا تكون نتيجة المبيدات اللاحقة هي زيادة
الآفة وليس إنقاصها، وتسميم تربتنا وطعامنا.
كيف إذن نحل
مشكلة الجراد؟ أولاً أن نرى الجراد فعلاً نعمة وليس نقمة... الله لم يخلق الجراد
عبثاً أو عقوبة!
اسألوا أهلكم
الكبار في عدة مدن عربية وسورية مثلاً أهل جيرود الطيبين.. اسمها جيرود لأنهم
اشتهروا منذ سنوات بأكل الجراد، وهو غذاء مفيد للبشر، قد ينفر بعض الناس منه، ولكن أيضاً
هناك عدة شعوب تأكله عبر العالم... في سورية والسعودية وأفريقيا وفي الفلبين
وغيرها.. كما يمكن تقديم الجراد كغذاء مجاني غني جداً بالبروتين والدهون (فيه
بروتين يعادل بروتين لحوم المواشي) للدواجن والطيور الأليفة وحتى بعض حيوانات
المزرعة، ويمكن أيضاً استعماله كسماد مذهل للتربة مع الكومبوست!
الحل العاقل
والواعي ببساطة موجود في هذا الفيديو... الذي يعرض كيف يقوم الأطفال المرحين في الفلبين
خلال 30 ثانية راكضين حاملين شبكة طويلة، فيجمعون بسهولة عدة كيلوغرامات من الجراد: