<<<< >>>>

بحر الجمال

ستبقى الحياة دائماً وأبداً مسرحاً للتجسد والفناء، لبداية الوصال ونهاية اللقاء..

فالحياة مسرح لمشهدين، مختلفان لكن ببعضهما يتكاملان.. يتزاوجان ويتحابان في تناغم وحنان لتسير بنا الحياة دون أن تكون لها بداية ودون أن يكون للحكاية نهاية.


الانسان المتأمل الواعي هو من أتاه علم العليم فعلم وتعلم حكمة الوجود وقانونه، شرب من نهر الكون وفنونه. من قنع واقتنع، سلّم واستسلم أن حياته دمعة وابتسامة. دموعنا وأحزاننا ليست ظلماً من الوجود، بل غيمة شتاء في السماء تخفي وراءها حكمة لتزيدنا فهماً وعمقاً... عمقاً يرفعنا عن ماديات الحياة لنحيا الحي وراء كل حي ونهجر كل ما هو زائل ويزول. وابتساماتنا هي لحظة نشوتنا، حين تشرق شمسنا ويدفئنا نورها بعد رحيل غيوم فكرنا وقلقنا ووهمنا.

هكذا الوجود، في موت وولادة، حزن وسعادة... الأزهار تعانق أوراقها وتغفو في المساء وفي الصباح تفتح بتلاتها لتستقبل قبلة الشمس... مياه البحار تتبخر وتتصاعد نحو السماء في سمو وارتقاء لتتحول غيوما... غيوما كالثلج في نقائها، كالمؤمن الخاشع في استسلامها، تأخذها الرياح أينما شائت.. فإذا توحدت مع النسيم كانت بداية فنائها فتذوب وتنزل مياها عذبة تروي الحقول و الأودية. ونهاية دورتها ورحلتها تتجسد في ملاقاتها قدرها حيث مع البحر توحدها، مع البحر فناءها وبقاءها.

الكون بأكمله محيط وجميعنا بشر وطير وطبيعة وحيوان وحجر أمواج تظهر وتختفي. أشكال تتجسد وتفنى، تولد وتموت... دائرة أبدية تدور وتدور، أصلها نور من نور وتجسدها آيات في الآفاق لنتعرف ونعرف نصل ونتصل نتأمل ونعتبر...

هكذا أرواحنا، جزء من روح الوجود... روح الله... هي الآن في سفر... بُعد لن يطول، فبعد البُعد لقاء. ستدور في بحور الفكر واختلافاته، دموعه وأفراحه... وفي النهاية ستعود الى النور... ستذوب الموجة حين يلاقيها نسيم الموت، موت فكرها وهويتها... ستتحلل وتتوحد في بحر المحبة والجمال... في الله.


Soon from  Baytalsayyad....

أضيفت في باب:22-9-2009... > من قلب الأحباب
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد