![]() |
<<<< | >>>> | ![]() | |
الكنز الحقيقي...
درجات الترقي لا تحصى فالإنسان
يترقى ويترقى وما للترقي انتهاء فالصراط المستقيم قال عنه الحبيب (ص): بأنه احد من
السيف وأدق من الشعرة ومعناه الاستقامة في أي أمر وكل خط وسط له خط وسط أدق منه
لذلك قال الحبيب :(استقيموا و لن تحصوا ) إلى أن قال له العابد في أحد
الأيام : لماذا أنت هكذا أحمق لو أنك مشيت للأمام قليلاً لوجدت منجماً للفضة وفي
هذه الحالة سيغنيك عمل يوم إلى ستة أشهر قادمة .كان الحطاب سعيداً جداً بمنجم
النحاس ولم يصدق ما قاله العابد ولكنه قال في نفسه : لقد صدق معي
في المرة الأولى سأجرب ولن أخسر شيئاً وفعلا مشى للأمام قليلا فوجد منجم الفضة ففرح
به كثيرا فكان يعمل يوماً ويرتاح لستة أشهر وعاش في رفاهية ورغد هو وأهله لقد أصبح الآن غنياً جداً أو
بالأحرى ثرياً وصار عمل يوم يكفيه لسنوات يرتاح بعدها دون عناء وبدأ الغرور والتكبر
يتسللان إلى نفسه لقد صار أعظم من أن ينحني للعابد أو يحييه (العابد الذي يهتم بهذا
الأحمق ويرعاه ) هذا العابد الذي يقضي عمره تحت هذه الشجرة دون أن يفارقها مع علمه
بمكان منجم الذهب. وفي أحد الأيام دعه العابد وسأله
:أراك لم تعد تأتي لزيارتي ولم تعد حتى تلقي علي التحية أو تنحني لي وهأنذا أصبحت
الآن كبيرا في السن لم أعد استطيع الانتظار أكثر فقط امض قليلا للأمام وستجد منجماً
للماس لا تضيع وقتك. وكما في كل مرة مشى الحطاب قليلا للأمام ووجد منجم الماس وبعد
هذا الثراء الفاحش الآن هو لن يأتي لسنوات. وفي المرة الأخيرة أرسل إليه
العابد :احضر فوراً فأنا على فراش الموت ويجب أن أكشف لك السر الأخير ؛قال في نفسه
:ما هو هذا الشيء الذي هو أعظم من الماس في الجواهر هل هذا معقول ليس هناك ما هو
أثمن من الماس هذه هي النهاية هكذا وصل الحطاب بعلمه إلى هنا ووقف عقله عند هذا
الحد ..لكنه أتى إلى العابد وسأله :ما الخبر ؟هل ستقول لي امض قليلا للأمام ؟!! فقال العابد :نعم لأن هذا المنجم
سينتهي قريباً .الحطاب بدهشة: أنا لا استطيع أن أصدقك أكثر من هذا فأنا سعيد جداً
بهذه الحال ؛لماذا يجب أن أذهب ؟ وإذا كنت على علم بكل هذه الكنوز لماذا تجلس تحت
هذه الشجرة كل هذه الأيام ولا تستفيد من علمك!!!.. فقال العابد :تقدم قليلا للأمام
وستجد الكنز الحقيقي الذي في داخلك ستجد نفسك. لم يفهم الحطاب ماقاله العابد
فسخر منه وقال هذا أكثر من اللازم لا بد أنك مخبول أنا سعيد جداً بهذا الحال وبعد
ذلك مات العابد الصوفي ومرت السنوات وبدأ الحطاب يفكر لقد كان عمره يتسرب من بين
يديه وها هو الموت يقترب فتذكر كلمات العابد الذي كان يرشده في حياته وقال سأمضي
قليلا للأمام علني أجد ما أبحث عنه فذهب فوجد الغابة الجميلة ووجد هناك شجرة تشبه
شجرة العابد التي كان يجلس تحتها فجلس تحت هذه الشجرة هارباً من مشاغل الحياة
وملذاتها وأغمض عينيه وغاص في الصمت العميق عاد إلى أعماق نفسه وهنا وجد الكنز
الحقيقي الذي حدثه عنه العابد وعرف ما الذي جعله يترك كل هذه الكنوز مع كل هذا
العلم ووجد كنزه الداخلي وجوهرة نفسه. |
أضيفت في باب:21-11-2009... > قصة و رقصة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد