<<<< >>>>

لم أعد بنت...

نعم أنا لم أعد بنت... بل عذراء وأكثر...

أحترم خوفكم في بيئة تربينا فيها على الضعف والخضوع... كيف لحبيبي أن يسرق مني عذريتي سوى في مجتمع لا يعرف من الحكمة والعلم سوى الغباء والجهل؟...

أحترم ضعفكم لكن الضعيف لا يبقى ضعيفاً حين يعرف أنه كون مصغر... عن خالقه مصوّر...

وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر...

اعذروني يا إخوتي... نعم لستُ بنتاً وأرفض أن أكون بنتاً فكم في هذه الكلمة من الذل والانتقاص لحريتي وحقيقتي...

هل أنا مجرد جسد أو وسيلة...

نعم أنا في جسد أنثى لكني لستُ الأنثى... نعم قد أكون وسيلة لكن لا لكي تستخدمني بل تحبني فأرفعك... أرتقي بك وأحملك عبر مقامات جسدك لتختبر جلالة خالقك... لكن ماذا فعلتَ بي؟ لقد ظلمتني فظلمتَ نفسك... حرمتني فحرمتَ نفسك من اختبار نفسك... كبتني فانظر إلى أي مدىً وصل ضعفك...

الجنس تلك الكلمة المحرمة.. المرعبة.. التي تثير اشمئزاز النساء وإثارة الرجال...

الجنس ليس غبياً بل أنت هو الغبي يا صديقي... لأنك لم تعرف كيف تستخدم هذه النعمة فتحولت إلى نقمة...

صارت حاجة وهوساً... مرضاً وذنباً... حلالاً وحراماً...

دعني أشاركك بعضاً من صمت السطور بدلاً من صمت القبور....

السر لمعرفة خالقك يبدأ من هذا الجسد... نعم لكننا جميعاً نريد أن نصل للروح وندين هذا الجسد لكن كيف ستعرف أسرار الروح وأنت لا تعرف أسرار وقداسة هذا الجسد... كيف ستعرف اللامرئي وأنت لا تعرف ما هو موجود معك وأنت قادر على رؤيته والإحساس به... كيف ستتحرر من النهر إن لم تعبره...؟

فلنحترم أجسادنا ونحبها فهنا تبدأ رحلة الحج نحو الداخل... أنت كيان واحد متكامل جسد فكر مشاعر وروح...

حقاً إنك لكائن فريد، كيف استطعتَ أن تجزأ ما هو غير قابل للتجزئة؟... الله واحد أحد... نحن نتكامل بالخير والشر.. بالفرح والحزن... بالليل والنهار... نتكامل بهذا التناغم والتوازن... فالحقيقة كالشمس تظهر لنا أحياناً وتنحجب عنا أحياناً لكن غيابها عنا لا يعني بأنها غير موجودة لكن نحن من ندور  وندور يا إخوتي... ومن ينظر إلى الشمس لا يعرف معنى الظلال... تلك هي الحقيقة الخالدة التي لا تزول... الحكمة التي لا تنضب...

فأين أنت....

في جسدك توجد سبعة مقامات من مقام الجنس والحياة الدنيا وحتى مقام التوحيد والفناء الآخرة...

طاقة الجنس التي تسري في المقام الأول هي الطاقة الخام التي تستطيع أن ترفعها وتحولها بالتأمل لترتقي بها عبر المقامات.. تلك الرحلة نحو الحقيقة تبدأ بالجسد بالجنس بالحياة وتنتهي بالموت التوحيد التسليم حيث المقام الأخير...

موتوا قبل أن تموتوا...

لكننا لا نزال عالقين في المقام الأول... فهل تريد حقاً أن تتحرر...؟

هل ستتحرر بكبتك لغريزتك التي وضعها خالقك فيك كي تستفيق بها حين تنسى من أنت.. حين تنسى معنى التأمل ومن أين أتيت... فتكون طريقك للتذكر... نعم وربما الباب الأسهل لتعبر منه... والذي لن تتمكن من الاستمرار بدونه، ولولاه لما كنا أنا وأنت.. فهل أغلقتَ الباب ووضعت الأقفال والسلاسل أم فتحتَ الباب لملاقاته... ماذا فعلت؟ ...

 

استخدمتَ المرأة وحولتها إلى بنت... لكنك لم تعرف ماذا بإمكان تلك البنت أن تفعل...

أنت تظن بأنك بذلك تفعل الصواب... لكنك تخسر الكثييييييييرررر مقابل ذلك الذي تظنه الصواب...

ولو أن المرأة تعرف الأسرار التي تكمن بهذا الجسد اللطيف الجميل لما سمحت لنفسها أن تكون البنت...

... كل امرأة هي عذراء... حتى وإن تزوجت... تبقى عذراء

لما لم نجرب أن نفهم معنى تلك الكلمة... نهتم بالأواني وننسى المعاني... نرى ما في القدور ولا نرى ما في الصدور..

لقد كنتُ حمقاء لا عذراء مثلكم تماماً أيها النساء...

الآن بعد أن عرفتُ قداسة وطهارة هذا الجسد... وسمحت لحبيبي أن يعبرني ويحملني ونرتفع معاً بين السماوات السبع في الداخل فهمتُ معنى عذراء... فهمت ما قصدته الزهراء حين قالت لم يمسسني بشر...

ورابعة حين قالت: أحبك لا طمعاً بالجنة ولا خوفاً من جهنم فإذا كان حبي لك خوفاً من جهنم فاحرقني بنارها وإذا كان حبي لك طمعاً بالجنة فاحرمني منها.. لكنني أحببتك لأنك أهل لذلك...

ولو قطعوني بمحبتك إرباً إرباً لما ازددت لك إلا حباً حباً..

نعم لقد عرفت حبيبي بحبيبي...  فكان حبيبي جسراً لحبيبي... فكم أشكرك لأنك سمحتَ لي أن أشاركك الصلاة... في معبد بلا أبواب... أن أتوحد معك فأعرف الواحد الأحد... أعرف خالقي بكل الأبعاد...

نعم لم أعد بنت... لقد صرتُ كياناً وكوناً تجسد... "تجسد وصار إنساناً"... سامحوني يا إخوتي... فقد صار قلبي معبدي وجسدي منزلي وحبيبي الآن دائماً في حضرتي....

لكن كم منا سيفهم معنى تلك الكلمات وكم منا سيعيشها... فكيف ستتمكن من أن تحب إنساناً عادياً وقد أُجبرتَ على محبة إله... كيف ستحب نفسك وأنت لا تعرف نفسك... كيف ستسمح لي أن أحبك وأنت غير قادر على حبك؟...

لقد وضعتَ العربة أمام الفرس... وتريدها أن تمشي...

فقط عليك الآن أن تقرع الجرس... وتنقل العربة من أمام الفرس...

وتبدأ رحلتك أيها المختار... وتذكر بيدك القرار فلماذا أنت محتار...

 

أضيفت في باب:28-10-2010... > من قلب الأحباب
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد