<<<< >>>>

ما هو الذي يعطيكَ قلباً جميلاً؟

في أحد الأيام، وقف شاب وسيم في وسط القرية، يدّعي أن لديه أجمل قلب في القرية بكاملها...

اجتمع حشد كبير حوله، وأعجب الجميع بقلبه الفتيّ لأنه كان مثالياً وكاملاً.. لم يوجد أي علامة أو شق فيه.. وهكذا وافقوا بالإجماع على أنه أجمل قلب يروه في حياتهم.

كان الشاب مفتخراً كثيراً بنفسه، وتباهى علناً أكثر بقلبه الجميل...

فجأة، ظهر رجل كبير بالعمر أمام الحشد وقال: "لماذا قلبك لا يمكن حتى مقارنته بجمال قلبي؟!"

ونظر الناس والشاب إلى قلب الرجل الكبير.... صحيح أنه كان ينبض بقوة، لكنه مليء بالندوب... فيه أماكن تمت إزالة قطع منها ووضع قطع أخرى، لكنها لم تنطبق بشكل تام فبقيت هناك عدة حواف متعرجة.

في الواقع، في بعض الأماكن كان هناك حفر عميقة تفتقد قطعاً بكاملها... حدّق الناس فيه... وفكروا كيف يمكنه قول أن قلبه أجمل من قلب الشاب؟!

نظر الشاب إلى قلب الرجل الكبير وضحك عندما رأى حالته وقال: "لا بدّ أنك تمزح... قارن قلبك بقلبي... قلبي مثالي تام وكامل، وقلبك مهترئ من الندوب والحفر."

قال الرجل الكبير: "نعم صحيح!... قلبك يبدو مثالياً تماماً... لكنني لا يمكن أن أبادل قلبي بقلبك أبداً.

كما ترى، كل ندب يمثّل شخصاً قد أعطيته محبتي.... قسمتُ قطعة من قلبي وأعطيتها له... وكثيراً ما يعطونني قطعة من قلبهم لأضعها في الفراغ في قلبي... ولكن لأن القطع غير متطابقة، بقيت بعض الحواف خشنة، وأنا أعزّ هذه الحواف لأنها تذكّرني بالحب الذي شاركناه... أحياناً أعطيتُ قطعاً من قلبي، والشخص الآخر لم يرجع لي قطعة من قلبه، وهذه هي الحفر الفارغة... إعطاء الحب هو فرصة لا تفوّت.. مع أن هذه الحفر مؤلمة، فهي تبقى مفتوحة وتذكرني بالحب عندي لأولئك الأشخاص أيضاً.... وآمل يوماً ما بأن يعودوا ويملؤوا المكان الذي ينتظرهم بشوق... والآن، هل ترى ما هو الجمال الحقيقي؟"

وقف الشاب بصمت والدموع تنهمر فوق وجنتيه... مشى إلى الرجل الكبير، مدّ يده إلى قلبه الفتيّ المثالي، وقسم قطعةً منه... ثم قدمها إلى الرجل الكبير بيدين مرتجفتين.

أخذ الرجل الكبير هديته ووضعها في قلبه، ثم أخذ قطعة من قلبه القديم المليء بالندوب ووضعها في الجرح في قلب الشاب... لم تنطبق هناك تماماً وبقيت هناك حواف متعرجة.

نظر الشاب إلى قلبه الذي لم يعد مثالياً كما كان، لكن صار أجمل بكثير من أي لحظة سابقة... مع تدفق الحب من قلب الرجل الكبير إلى قلبه.

أضيفت في باب:31-1-2015... > قصة و رقصة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد