<<<< >>>>

مثل السمكة محاطة بالمحيط

الفرد معقد ومتشابك، لذلك المجتمع متشابك أيضاً..

مشاكل العالم هي نفس مشاكل الفرد.. لكن كيف تواجه المشكلةُ الفرد؟

الفرد ليس في مشكلة، بل هو ذاته المشكلة! وعيه الفردي ذاته هو المشكلة.

وعيه الأناني المغرور يقول "أنا فلان.. أنا أكون"..

إذا توقفت الأنا منها وبقيت أكون وحدها كتجربة حية،

تختفي كل المشاكل ويطرق الحلّ على الباب..

الحياة فعلاً هي وجود فحسب.. تدفق طبيعي للنهر..

الأنا هي تركيب مفروض على ذلك التدفق..

الأنا هي محاولة صناعية لسدّ ذلك التدفق الطبيعي.

ابحث عن الأنا داخلك فلن تجدها في أي مكان آخر.

في الوجود، هناك حياة، هناك كيان، لكن ليس هناك أنا..

نحن نبني كامل حياتنا على هذه الأنا.. فلماذا العجب إذا عجزنا عن اختبار السلام في هذه الحياة؟

ديننا حضارتنا مجتمعاتنا وكل شيء يقف على هذه الأنا..

عندها، أليس طبيعياً أن يتولّد عنها القلق والتوتر والارتباك والجنون؟

كل ما يُبنى على رمال الأنا المتحركة سيكون ضعيفاً وغير مستقر ولا آمن.

فقط الحياة التي تُبنى حول الأنا هي التي تعاني التحوّل والموت والتقمص..

الأنا هي التي تولد وتموت.. الأحلام فقط هي التي تولد ثم تختفي..

ما يوجد حقاً لا يمكن أن يولد أو يموت..

بل ببساطة يوجد ويوجد ويوجد....

انسَ الأنا.. دعها جانباً.. استيقظ في الوجود وعِش فيه.

الأنا لا تسمح لك بالاستيقاظ في الوجود الحقيقي ولا بالعيش فيه.

إنها تبقى عالقة إما في الماضي، أو في صداه وهو المستقبل،

بينما الحياة هي لحظة حاضرة أبدية، دائماً هنا والآن..

الشخص الذي يستيقظ في اللحظة الحاضرة رامياً الأنا،

يُدرك أن رحيق الحياة والحقيقة والموسيقى والجمال

قد أحاطت به من كل الزوايا والجهات من الداخل ومن الخارج،

مثلما نجد السمكة محاطة بالمحيط.

أضيفت في باب:10-1-2017... > همسات من الحياة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد