<<<< >>>>

الاختبار في القلب هو شيء أساسي للتحرر والتخلص من الأعباء..

نحن نعاني.. وكل الأجيال الحديثة تعاني.. ما هو السبب؟

السبب ليس بعيداً جداً حتى نبحث عنه..

نحن نعرف أكثر بكثير مما نحتاج، لكن ليس عندنا اختبار..

الدماغ سليم لا بل متضخم، بينما القلب متضائل الحجم لدرجة الاختفاء..

الإدراك الحقيق للنفس لا يأتي من المعرفة بل من التجربة..

والعيون التي ترى وتضيء طريق الحياة،

ليست عيون الدماغ بل عيون القلب..

فإذا كان القلب أعمى، لا شيء يقدر على تبديد عتمة الحياة..

****

الفكر يقدر أن يفكر، لكنه لا يقدر أن يختبر..

فالاختبار ينشأ بالأصل في القلب أو المركز الأكثر حيوية من مراكز الإنسان..

التفكير الخالي من الاختبار ليس أكثر من جثة ميتة..

مثل هذه الكلمات والمعاني الميتة تتردد في أدمغتنا، فنبتلي بهمومها ثقيلة..

إنها لا تقوم بتحريرنا، بل بالعكس تقيدنا وتستعبدنا..

الاختبار في القلب هو شيء أساسي للتحرر والتخلص من الأعباء..

لذلك أقول: لا تبحث عن معنى الحقيقة أو شرح أو تفسير لها،

بل ابحث عن اختبااااار الحقيقة.. ابحث عن الحياة...

وفسّر الماءَ بعد الجهد بالماء..

غص عميقاً في الحقيقة وتذكر أنه فقط الذين يصبحون مغمورين بالحقيقة بكامل وعيهم يتحررون من الوهم والكذب..

الفكر يجعلنا نعوم بسهولة على السطح، لكن القلب يأخذنا إلى القاع..

القلب وليس الفكر، هو طريق التحرر...

****

هناك فرق كبير بين اختبار الحقيقة وتفسير الحقيقة..

في التفاسير نحن نقف خارج الحقيقة، لكن في الاختبار نحن نقف داخلها ونذوب فيها..

لذلك، من المستحيل على أولئك الذين حصلوا على اختبار أن يعطوا تعريفاً للحقيقة.

الاستعداد والحماس للانغماس في الشرح والتفسير هو دليل على انعدام الاختبار..

لذلك المفسرون هم المُفسدون في الأرض..

عندما تسألني: ما هي الحقيقة؟ فالصمت هو الجواب..

أو قد أتكلم أحياناً طوال أيام فقط لأحطم ما تعتقد أنه حقيقة!

أضيفت في باب:23-2-2017... > همسات من الحياة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد