إلى كل فتاة تعاني: انتبهي وأنقذي نفسك!

كثير من النساء ترغب داخلها سرياً بأن يتم إنقاذها أو العناية بها وانتشالها من واقعها السيء، لكن هذه الرغبات تحافظ على استمرار العجز الأنثوي وتؤسس أيضاً للعلاقات غير المفيدة.

إنقاذ المرأة من قِبل رجل ضخم قوي الشخصية ومفتول العضلات قد يبدو رومانسياً، لكن ثمن ذلك غالباً هو بقاؤها بلا قدرة.

مقابل عملية الإنقاذ تلك، تعطي الفتاة المعانية فارسَ أحلامها صاحبُ الدرع والحصان الأبيض كل القدرة التي كانت عندها، وبهذا تزيد من شعورها بالضعف والاستكانة، وتحافظ على نفس انعدام القدرة الذي جعلها تعاني منذ البداية...

إلى أن نصبح واعيين، من الشائع أن نركض من حالة ضعف إلى حالة ضعف أخرى، لكن عاجلاً أم آجلاً، ندرك أنه لا يمكن لأحد أن ينقذ أحد... يمكنك تأجيل ذلك الإدراك لكن لا يمكن الهرب منه، وسواء قاد هذا الفهم الجوهري إلى اليأس أو إلى القوة، تبقى الحقيقة هي ذاتها... عليكي أنتي أن تنقذي نفسك لأنه لا يمكن لأي أحد أن يفعل ذلك لأجلك.

رغم أن كثيراً من النساء قد تمّ تعليمهن ربطَ الضعف والاستكانة بالأنوثة، لكن لا ترتبكي وتخطئي بينها، لأنه لا يوجد شيء أنثوي أو مثير في كونك ضعيفة... أيضاً، لا تخطئي في ردة فعل تقع فيها بعض النساء فترتدي شخصيات صناعية رجولية، لأن ذلك لن يعمل أيضاً...

بدلاً من ذلك، حان الوقت لاكتشاف ماذا يعني كونك امرأة قادرة وقوية، وأن تختبري مباشرة أنه لا شيء أكثر جذباً من امرأة تقبل وتعيش طاقتها الأنثوية.

وماذا عن الأمير الفارس الساحر؟

ألا ترغب كل امرأة أن تقع في سحر أميرها الخاص بها؟ حسناً هذا شيء طبيعي، فكل النساء ترغب بالرومانسية، لكن هذا لا يعني أنه عليكي الاستغناء عن قوتك بدلاً من ذلك، وفي الواقع، إذا كنتي تتظاهرين بكونك فتاة معانية لن تحصلي على انتباه واهتمام أميرٍ حقيقي... الأمير الساحر في هذا الزمن لن يكون باحثاً عن امرأة ضعيفة لكي ينقذها... بل هو يبحث عن شريك قادر يستطيع معه صنع مملكة... يبحث عن امرأة تنطق بحقيقة ذاتها ولا تخاف من الوقوف وحدها خارج الحشود، امرأة تعرف قيمة نفسها وليس عندها خوف من البقاء وحيدة.

إذن، كيف تنقذين نفسك؟

نظراً لكون المجتمع ومعظم التاريخ ذكوري متطرف، لكن النساء يبقى عندهن شرف شق طريق جديد لبناتهن وأحفادهن.. ورغم صعوبة الموضوع في مجتمعاتنا الجاهلة، لكن إليكي بعض المفاتيح المساعدة:

- توقفي عن انتظار أن يتم إنقاذك، وعن التظاهر بأنك ضعيفة عندما لا تكوني كذلك.

- أعلني قيمة نفسك اللامشروطة، وتوقفي عن كبت نفسك الحقيقية كثمن أو مقايضة لأجل الحب والقبول: هذا ثمن باهظ جداً يجب ألا يُدفع.

- ارسمي حدوداً تعلّم الآخرين كيف يعاملونك، والتزمي بقول حقيقتك، خاصة عندما يكون الموقف صعباً والآخرون قد يعترضون.

- كوني واضحة وشجاعة باختيار الشجاعة بدل الخوف، والتفكير الإيجابي بدل القلق.

- أصغي لدليلك الداخلي ولا تترددي أبداً بإتباع أي إلهام، فأنتي دوماً تعرفين ما هو الأفضل لك!

في النهاية، عندما تُظهرين قوتك الأنثوية، سوف تُظهرين للفتيات الأخريات كيف ينقذون أنفسهن أيضاً، لكن دعيهم يعرفون أن مفتاح القدرة الشخصية هي الوثوق بالنفس أولاً.