موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

بحركاتٍ بطيئة تلمحُ الحقيقة

متى ما أحسستَ أنك تميل إلى الحزن واليأس...
واجِه الإحساس.. ادخل فيه ببطءٍ وطولِ نفَس...
تحرّك فيه حركاتٍ رزينة وبطيئة...
كحركات صلاةٍ خاشعة بريئة...

إذا كنت تشعر بالحزن، أغمض عينيك ودع شريط أحزانك يمر أمامك بمنتهى البطء...
راقب كل ما يحدث بتأنٍّ، ناظراً من جميع الزوايا ومشاهداً لجميع المناظر...
تحرّك داخلياً ببطء شديد، لكي تلاحظ كل حركة بشكل مستقل...
وإذا أحسست بقدوم الغضب، اغضب ببطء، ملاحظاً أدق انفعال يتولد لديك...

ولبضعة أيام، قم بحركات بطيئة خارجياً أيضاً... فمثلاً:
إذا مشيتَ فامشِ أبطأ مما تعوّدت سابقاً، وإذا تناولت طعامك تناوله رويداً رويداً، وامضغه أكثر، إذا كنتَ تحتاج إلى عشرين دقيقة مثلاً لتناول طعامك، اجعله يمتد إلى ثلاثين دقيقة...
إذا فتحت عينيك، افتحهما على مهلك، وعندما تستحم ابقَ ضعف المدة المعتادة...

عندما تُبطئ حركاتك، سيصبح كل شيء أبطأ وأهدأ..
آلية جسمك هي ذاتها التي تجعلك تمشي، تحكي، وتغضب... لا يوجد عدة آليات بل آلية حيوية واحدة.
عندما تُبطئ حركاتك ستتفاجأ: سيخف حزنك، غضبك، عنفك، تعاستك...
وهذا يعطيك تجربة مذهلة: ستصبح أفكارك ورغباتك وعاداتك القديمة كلها أخف وأبطأ...
فإذا كنت مدخناً مثلاً، فإن يدك ستتحرك بمنتهى البطء، تتوجه إلى جيبك... تخرج السيجارة... تضعها في فمك...... تخرج علبة الكبريت...... بحيث يستغرق تدخين السيجارة الواحدة نصف ساعة تقريباً!
ستتفاجأ أنك أصبحتَ شاهداً على كل ما تقوم به، وكل ما تقوله، وتسمعه، وتراه...
فالحكيم من يعتبر من كل شيء، ولكن ما أكثر العِبر وما أقل الاعتبار...

أضيفت في:26-9-2006... صيدلية الروح> التعامــل مع المـــَزاج
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد