موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

لا تحزن ولا تندب... بل اغضب!

الغضب والحزن متشابهان...

الحزن هو غضب جامد غير فعّال

والغضب هو حزن نشيط وفعّال

 

من الصعب أن يغضب الشخص الحزين...

وإذا استطعتَ أن تُغضبه ستجد أن حزنه سيختفي في الحال!

 

ومن الصعب جداً أن يحزن الشخص الغاضب...

وإذا استطعتَ أن تُحزنه ستجد أن غضبه سيختفي في الحال!

 

وتستمر القطبية المتعاكسة والميزان في كل إنسان... وتستمر في عواطفنا هذه الرقصة... بين المرأة والرجل، بين الينّ واليانغ، بين الأنثى والذكر...

 

الغضب شيء مذكّر موجب... والحزن شيء مؤنث سالب...

لذلك إذا كنتَ غارقاً في حالة من الحزن، من الصعب أن تنتقل إلى الغضب...

لكنني أتمنى أن تقدر على هذا!

اصنَع الغضب وأخرجه... ارمِه وتخلّص منه.... حتى لو بدا الأمر تافهاً وسخيفاً، كُن مهرّجاً ممثلاً مُدّعياً أمام نفسك وأخرج هذا الغضب العظيم!!

 

إذا استطعتَ أن تقفز وتسبح وتعوم بين الغضب والحزن... سيصبح كلاهما سهلاً بالنسبة لك... ستتجاوزهما كليهما وستقدر على المشاهدة والشهادة على كل الحالات...

تستطيع الوقوف خلف المسرح ومراقبة هذه المسرحية والألعاب الطفولية، وعندها تستطيع الاختراق إلى الأعماق....

لكن عليك في البداية أن تتحرك بسهولة بين الاثنين، وإلا سيغلب عليك ميلٌ إلى الحزن... وعندما تميل وتصير ثقيل سيصعب عليك التجاوز...

 

تذكّر... عندما يكون لديك طاقتين متعاكستين، متشابهتين تماماً، 50% لكل منهما، فمن السهل جداً الخروج من الاثنتين لأنهما تتصارعان وتعدّلان بعضهما البعض، ولن تكون في قبضة وسيطرة أي منهما...

 

إن حزنك وغضبك دائماً متساويان في الشدة والقيمة... طاقات متساوية لكنها متعاكسة... موجبة وسالبة... لذلك يمكن أن يوقفا بعضهما البعض....

 

عندما تنتبه لهذا الميزان وتحققه داخلك ستستطيع فجأة أن تنسحب مثل الشعرة من العجين....

لكن إذا كان الحزن 70% والغضب 30% سيكون الانسحاب صعباً جداً....

عندما تتقابل 70% حزن مع 30% غضب، هذا يعني أن هناك 40% طاقة حزن ستبقى موجودة ومصمودة تربط مشاعرك وتشغلك، وهنا لن تستطيع الانسحاب والخروج من الباب...

 

إذاً هذا قانون أساسي من قوانين الطاقات الداخلية:

 

دائماً دع الطاقات المتعاكسة تصل إلى قيمة متساوية

وعندها يمكنك الخروج منها

 

يمكن تشبيه الموضوع بشخصين متصارعين، ستجد أنهما منشغلان كثيراً ببعضهما ولذلك يمكنك الهرب من القتال دون أي قلق أو رعب....

 

لا تسمح لفكرك الآن بالتفكير والتحليل... بل اجعل هذا تمريناً بسيطاً فحسب... ويمكنك عمله كل يوم وأن تصنعه بنفسك دون انتظار حدوثه.

 

كل يوم في وقت تختاره، عليك أن تغضب... وإحداث الغضب أسهل من الحزن.

فاغضب بقوة... اقفز... اركض.... اصرخ... اضرب الوسادة... أخرج هذا الغضب الشديد بأي طريقة....

 

 

 

عندما تتمكن من صنع الغضب فيك وإخراجه من دون أي سبب مسبب، ستكون سعيداً جداً لأنك الآن حصلتَ على الحرية.... وإلا سيكون كل شيء حتى الغضب تحت سيطرة الظروف والمؤثرات الخارجية لا تحت سيطرتك أنت.... أنت الواعي المسؤول والسيّد على جسدك ونفسك وأبعادك....

 

إذا كنت لا تستطيع إخراج الغضب فكيف ستتمكن من رميه؟

 

في البداية سيبدو هذا شيئاً سخيفاً وأحمقاً... غريباً مجنوناً أو غير قابل للتصديق، لأنك كنتَ طيلة حياتك تعتقد بالفكرة المنتشرة التي تقول:

 

إن إساءة الشخص الآخر هي التي صنعت الغضب

 

هذا غير صحيح!

لقد كان الغضب موجوداً داخلك دائماً، لكن أحداً ما أتى، فصار عذراً لخروج الغضب المحبوس...

 

تستطيع الآن أن تعطي لنفسك عذراً تصنعه بنفسك:

 

تخيّل حالة تجعلك في غاية الغضب واغضب...

اتّجه إلى الحائط وتحدّث معه، وقريباً سيبدأ الحائط بالتحدث معك!

فقط جنّن نفسك ودَعْ فكرك وعقلك يطير....

عليك أن تجلب الغضب والحزن إلى نفس المقدار حيث يتساويان تماماً.... 50 شحنة موجبة و 50 شحنة سالبة... عندها ستعدّلان بعضهما وتتمكّن من الانسحاب.

 

لقد استخدم عدة معلمين وحكماء هذه الطريقة التأمّلية الذكية لإيجاد الحكمة والحقيقة والنعمة.... وهذا هو سرّ: لا تفرحوا على ما أتاكم، ولا تحزنوا على ما فاتكم....

أضيفت في:27-2-2007... صيدلية الروح> التعامــل مع المـــَزاج
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد