موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

...دربُ الحُب...

HTML clipboard


في محيط محبتك الواسعة...

كيف تختفي جميع الشكوك والظنون؟

في نار محبتك الساطعة...

كيف يحترق الخجل والخوف والجنون؟

في أشعة محبتك اللامعة...

كيف تتبخر إدانة الذات وتتحطم الشجون؟

ما هو سر الحب وأبعاده....

وما هي أسرار القلب العاشق المفتون؟




يا نور الحياة الحنون....
الحب هو أقوى حل وتحويل، أقصر وأسرع سبيل...
الحب أعمق عِلم لإزالة أي ألم عند أي عليل...

إذا أحببتِ... ستجتمع طاقتك بكاملها وتتركز في نقطة واحدة...
نقطة تحرق كل الفضلات الداخلية، وتُشعل نار الفرح ونور السعادة في كل خلية... كيف تحدث هذه العملية؟

إن الشك يحتاج إلى طاقة... الخجل، الخوف، لوم الذات وإدانتها... كلها تحتاج إلى طاقة... فإذا كنتِ لا تحبين، في حالة رفض للحب ولغة القلب، ستستمر كل تلك الأشياء بالعيش على حسابك لأنك أنت تُغذينها بالطاقة... وتستمر حياتك من مرض إلى مرض بمنتهى الحماقة.


عندما تحصل معجزة الحب في جوهر قلبك، ستندفع جميع تلك الطاقات المبَدّدة المشتتة وتتوجّه كلها إلى الحب، تماماً مثلما تندفع جميع الأنهار من كل درب، لتلتقي في المحيط الواسع الرّحب...
هكذا يبقى الشك فارغاً... والشك دون طاقة يصبح ميتاً هامداً...
طاقتك هي التي تُبقيه على قيد الحياة.

الخوف والخجل وإدانة الذات... جميعها تحتاج إلى طاقة منك... تحتاج إلى دعمك ومساندتك... على المستوى السطحي تعتقدين أنك تريدين التخلّص منها، لكن في الأعماق الخفية أنت من يدعمها، وإلا لما وُجد أيٌّ منها...
إنها طفيليات تحتاج إلى مضيفها لكي تعيش وتستمر.

الحب يأخذ طاقتك بكاملها، فلا يبقى منها أي شيء لأي شيء آخر...
العشق لا يحدث ببطء ورِفق... إنه يأتي كالفيضان متدفقاً دَفق...
العشق يستولي على كامل كيانك، ولذلك يختفي كل شيء فيك غير مُوجّه إلى الحب النابض في وجدانك.

هذه ظاهرة بسيطة جداً بطريقة ما، ليس عليك إلا أن تفهمي أن للحب قوةً مغناطيسية جاذبة لا يمكن للشك أو الخوف أو إدانة الذات أن تمتلكها أبداً.

الحب هو حقيقة وجودك وجوهر حياتك...
أما باقي تلك الأشياء فقد أتت من خارج ذاتك...

الشكوك التي تغرقين فيها وتُصيب الكثيرين قد صُنعت من قِبل الناس الذين يُعطونك المعتقدات الجامدة ويُبرمجونك... إذا لم يكن لديك أي معتقد فلن يكون لديك أي شك... هل فكّرتِ بهذا من قبل؟

في إحدى المدارس الصغيرة كانت المعلمة تشرح للأولاد الصغار عن الصفات المطلوبة للدخول إلى الجنة وملكوت الله... وقد شرحت بجميع الطرق الممكنة لجعل التلاميذ يفهمون الموضوع:
ما لم ترمي الخطيئة والفاحشة والزنى والسيئات وتتخلى عنها كلها فلن تستطيع الدخول إلى الجنة.
وبعد الشرح سألت الجميع: "والآن، هل تستطيعون إخباري ما هو المطلوب للدخول إلى الجنة؟"


رفع ولد صغير يده، وذلك الولد من النادر جداً أن يجيب على الأسئلة، ولم يكن يُبادر أبداً بالإجابة من تلقاء نفسه، لكنه هذه المرة رفع يده الصغيرة...
فرحت المعلمة كثيراً به وقالت: "نعم... ما هو المطلوب للدخول إلى الجنة يا شاطر؟"
قال الصغير: "في البداية، عليك أن ترتكب الخطيئة وتزني وتعمل السيئات."
قالت المعلمة: "عليك أن ترتكب الخطيئة؟؟؟؟! لقد كنتُ أحاول على مدى ساعة كاملة أن أعلّمكم أن عليكم التخلي عن الخطيئة، وأنت الآن تقول أن عليك ارتكاب الخطيئة؟؟!!"
قال الولد: "لكنني إذا لم أرتكب الخطيئة والسيئات كيف أستطيع أن أرميها وأتخلّى عنها؟ ودون الاستغناء عن الخطيئة لن يستطيع أحدٌ دخولَ الجنة... لذلك أولاً: ارتكب الخطيئة، وبعدها ارمِها ثم إدخل إلى الجنة!"

لقد ظهر الشك لأنك كنتِ ولا زلتِ تُجبَرين على الاعتقاد والإيمان...
دون أي فهم لعلوم وقوانين الأبدان والأديان...
فهبط مستوى الإنسان... وأصابت الصدوع كل البنيان...

لو لم يُعطى أي نظام معتقدات إليك لما كان لديك أي شك... فمثلاً:
ما نجده اليوم من مسلمين، مسيحيين، هندوسيين، يهود...... معظم هؤلاء متدينين ظاهرياً، رغم إيمانهم لكنهم جميعهم لديهم شكوك حول الله، لأنهم قد بُرمجوا وشُفروا منذ طفولتهم على أن الله موجود.... لم يكتشفوا شيئاً بذاتهم، ليس لديهم أي دليل أو إثبات، لا يوجد أي شيء مُقنع أو شاهد عيان، وهم أنفسهم لا يشعرون بأي شيء من الله أو الألوهية...

المُعتقد يخلق الشك عندهم ويبدؤون بالصراع والقتال وإثبات وجود الله والدفاع عنه وعن الدين وتكفير الآخرين وتعظيم المستغلّين... لكن هناك بعض الأديان مثل البوذية، الطاوية، اليانية، التي الله ليس معتقداً فيها، أي ليس جزءاً من الدين... وهذه ليست مقارنة بين الأديان، لكن لتوضيح النقطة المقصودة...

لم أصادف أي بوذي أو يانيّ يشك بوجود الله... كيف يمكنك أن تشك إذا لم تكن تؤمن؟؟؟

نعم يبدو الأمر غريباً لكنه ليس بغريب..
الاعتقاد أو الإيمان هو جهد مبذول لإخماد وكبت الشك عندك.... لهذا تحت أي معتقد تجدين تياراً خفيّاً جارياً من الشك....
لكن إذا لم يكن هناك أي نظام معتقدات فلن يوجد أي مكان يمكن للشك أن يظهر وينمو فيه...

سألتُ إحدى الفتيات الصغيرات من القبائل البدو... وهم أناس بسطاء يعيشون عراة بحياة طبيعية بسيطة جداً... قلتُ لها:
"كيف تعيشون حياتكم وهل لديكم أي دين أو نبي؟"
فأجابتني جايا، فتاة التسع سنوات وعيونها تبرق بالنور:
"لم ننسى الله حتى يرسل لنا نبي"...

في دول مثل روسيا والصين وغيرها كدول شيوعية، حيث لا يوجد أي جنة أو نار، لا أحد عنده أي شك... كان أحد أصدقائي يزور الاتحاد السوفياتي السابق وهو بروفيسور في إحدى الجامعات، دفعه الفضول وسأل أحد الأولاد الصغار بينما كان يمشي في الحديقة: "ما هي فكرتك عن الله، وعن الجنة والنار؟"
ضحك الصبي وقال: "في الماضي، عندما كان الناس جهلاءً، اعتادوا أن يؤمنوا بمثل هذه الأشياء، والآن لا يوجد أي أحد يبالي بها أبداً... إنها جزء من تاريخ ميت"
ذلك الصبي لا يشك أبداً، بل إنه نقي ونظيف تماماً من الشك ومن الإيمان...

المعتقدات تصنع الشك والارتياب...
لقد درّبوك منذ نشأتك على أن تشعري بالخجل من هذا وذاك...
أنت غير مقبولة أبداً على فطرتك وطبيعتك البسيطة... ولهذا يتواجد الخجل...

ومع الخجل يأتي الخوف... الخوف من أنك قد ترتكبين شيئاً خاطئاً...
قد تضلين الطريق... قد يفوتك القطار مع أنه لا يوجد أي قطار ولا توجد أي إمكانية لتفويته!

جميع الأديان الآن ومن زمان، ليس لها علاقة بالأنبياء والحكماء والعلماء الأتقياء... عبارة عن تجارة وطوائف تتحكّم بالإنسان، لذلك كلها تعيش على الخوف... يجعلون جميع الأطفال الأبرياء خائفين جبناء.. ويصبح الخوف هو المناخ النفسي المسيطر على كيانك وذاتك وحياتك... لهذا لن تقومي بأي عمل من كل قلبك... وستترددين دائماً، ما إذا كان ما أقوم به صحيح أم لا؟... ما إذا كان سيقودني إلى الثواب أم العقاب؟... ما إذا كان سيقرّبني من الله أم سيُبعدني عنه؟.... كل خطوة تمشينها مليئة بالخوف... ولهذا كانت الأديان ولا زالت قادرة على استغلالك واستغلال معظم الناس.

الإنسان الخالي من الخوف لا يمكن أن يُستغل... إنه يعيش حياته وفق نوره الخاص به... لديه نمط حياة خاص غير مستعار، غير مُعطى من قبل شخص آخر...

لم يقبلك أي أحد كما أنت... ولأن كل شخص أرادكِ أن تصبحي شخصاً آخر مختلفاً عن ذاتك، أصبحتِ تدريجياً كالآخرين: تُدينين نفسك وتلومينها وحتى تضربينها:
إنني دائماً فاشلة، غبية لا أتعلم من أخطائي، لا أستحق المحبة، بشعة المنظر... لا أحقق أهدافي وسهامي التي أطلقها تخطئ هدفها دائماً.

هناك قصة قديمة عن ملك عظيم كان رامياً محترفاً للسهام... واعتاد واعتقدَ أنه لا يوجد أي رامي سهام يُضاهيه...
بينما كان مسافراً في عربته الذهبية البهيّة ذاهباً لمقابلة ملك آخر، وإذ به يمرّ في قرية صغيرة فيندهش كثيراً... وشعرَ لأول مرة أنه:
"ربما هناك رامي سهام أعظم مني في هذه القرية الصغيرة ولم أسمع به من قبل".. لأن الملك رأى على كل شجرة وكل سياج عدةَ سهام تماماً في منتصف الدائرة... يبدو أن هذا الرامي لم يفوّت أي دائرة وكان دائماً يصيبها في مركزها.

أوقف الملك موكبه واستفسر سائلاً الناس: "من هو رامي السهام هذا؟"
وبدأ الناس يضحكون... قال الملك: "لماذا تضحكون؟ إنني أحب رماية السهام وأريد أن أكافئ هذا الرجل، لأنني كنتُ أعتقد أنني أعظم رامي سهام في العالم... أحياناًَ أخطئ الهدف، لكنني هنا أرى على كل شجرة سهماً مغروساً في وسط الدائرة المرسومة تماماً"
أجاب الناس: "إننا نضحك لأنك لا تعرف الموضوع... رامي السهام هذا هو الأبله في هذه القرية"
قال الملك: "أبله؟... هذا الأمر لا يهم... لكنه رامي سهام عظيم... فقط اجلبوه إلى هنا"
أجاب الناس: "إنك لم تفهم... هذا الأبله يرمي سهمه في البداية ثم يذهب ويرسم دائرة حول السهم وهذه ليست رماية! لكنه سعيد دائماً، وأي شخص يمر بهذه القرية لا بد أن يسأل عن هذا الأبله دون أن يسأل عن أي شخص آخر!... رمايته الغريبة العجيبة قد غطّت المدينة بكاملها، لأنه طوال اليوم ليس لديه أي عمل سوى هذا... لا يوجد أي هدف، أينما يصيب سهمه تراه يذهب ويرسم دائرة حوله ولهذا تجد سهمه في المركز دائماً...
لهذا أيها الملك، أكمل طريقك ولا تهتم به، إنه مجرد أبله معتوه ليس أكثر.
لقد كنا نقول له: إذا أردتَ أن تصبح رامي سهام فتعلّم فن الرماية.. فأجابنا:
وما المقصود المطلوب من هذا؟ رامي السهام يستطيع إصابة منتصف الدائرة، والأمر لا يهم، ما إذا كانت الدائرة مرسومة قبل الرمي أو بعده... لكن سهامي أنا دائماً في المنتصف!"

مجمتعاتنا المحترمة تُدين الجميع دون استثناء... كائناً مَن كنتَ، رئيساً أم مرؤوساً، أميراً أم فقيراً، لن تكون مقبولاً أبداً... ودائماً سيُطلب منك شيء أفضل، وغيره وغيره... تدريجياً... ستصلك عدوى مرض: إدانة الذات.

لكن الحب يا محبوبة هو معجزة المعجزات... إذا حدثَ وكنتِ مأخوذةً به بكلّية تامة سيأخذ كل الطاقة من الخوف، من إدانة الذات، من الشك، من الحزن، من البؤس والكآبة والاكتئاب، ومن النق والقلق والأرق وكل العلل والأمراض...
وبمجرّد أن تُسحب الطاقة بعيداً عن هذه الأفكار والمفاهيم، ستتحول كلها إلى جثث ميتة وستفقد سيطرتها عليكِ.... لهذا أقول لك:

الحب هو المفتاح الذهبي للتحويل والتبديل... لكنه يجب ألا يكون حباً ظاهرياً عادياً... يجب ألا يكون صغيراً جداً بحيث يستطيع الشك أن يعيش بجواره، وتعيش معه إدانة الذات والبؤس والكراهية، لأن حبك الصغير هذا لن يحتاج إلا قليلاً من الطاقة....

على الحب أن يكون عشقاً يعصف بكامل حياتك ومماتك...
وفي اللحظة التي يشكّل فيها حبك معظم حياتك وقلبك وقالبك...
يتحول الحب إلى صلاة...

بالنسبة لي لا يوجد أي صلاة إلا الحب الذي يستهلكك بكاملك، بحيث لا يمكن لأي شيء آخر أن يتواجد داخلك... الحب يحتاج إلى كامل الساحة والمساحة، فعليكِ رمي كل الفضلات والأنتيكات خارج بيتك الداخلي...

كان أحد الشيوخ الكبار يصلّي في الصحراء على سجادته المخملية... وبينما كان يصلّي وإذ بامرأة راكضة لتلاقي حبيبها العائد تدهس بقدمها على حافة السجادة...
بعدما انتهى الشيخ من صلاته، تابعَ خطوات المرأة ولحقها ثم قال لها غاضباً:
"لقد دهستِ على سجادتي ودنّستي طهارتها بينما كنتُ أصلي قبل قليل!"
فأجابت المرأة:

"آسفة... كنتُ بانتظار حبيبي الغائب... لقد كنتُ أنا مع رجل ولم أنتبه لك... وأنت، كيف كنتَ مع الله وانتبهتَ لي؟!!"

الحب الأصيل هو الصلاة الوحيدة...
هو الصّلة الأصيلة الحقيقية الوحيدة الواحدة.
والمسيح على حق عندما قال ويقول: "الله هو المحبة".... لكن هناك تحسيناً بسيطاً ضرورياً على القول، لأنه عبر ألفي سنة بقي هذا القول كما هو... والأقوال والأحاديث لا تنمو لوحدها مع تطوّر الوعي، فعلينا أن نغيّرها ونعطيها أبعاداً أعلى وأسمى...
يقول المسيح: "الله هو المحبة".... أود أن أقول لك: "المحبة هي الله"
وهنا لن ترين اختلافاً كبيراً على مستوى السطح لكن هناك اختلاف عظيم...


"الله هو المحبة" تدلّ ضمنياً على أن الله يمكن أن يكون عدة أشياء أخرى أيضاً، وأن الحب ليس كماله واكتماله، قد يكون الحق، الحقيقة، العدالة، العظيم، القوي، الكلي الوجود، المراقب المحاسب لكل شيء.... الحب لا يستهلك كامل كيانه، بل الحب صفة من صفاته...
لكنك إذا غيّرتِ القول إلى: "المحبة هي الله" عندها سيصبح الله صفةً من صفات المحبة....
والمحبة ليس لها أي صفة أخرى........
الحب هو التجربة الوحيدة على الأرض التي ليست من هذه الأرض...
التي ليست من هذا العالم... التجربة الوحيدة التي تستطيع إعطاءك طعماً تجاوزياً من الأبعاد والأسرار والعوالم...

الله لا يمكن إثباته لأنه صفة من صفات الحب،
لكن الحب يمكن أن يُثبت.....
الحب لا يمكن أن يُثبت بالمنطق فحسب....
بل يمكن أن يُعاش، ويرقص فيه كل قلب......
وعندما تعيشين الحب سوف تعرفين معارف العارفين....
شيءٌ مقدّس مبارك سيدخل في كيانك مخترقاً عمرَ السنين....
لم تعودي الآن إنساناً عادياً ميت الروح والوجدان....
شيءٌ ما فيك وفي وعيك قد اخترقَ الإنسان والزمان....
هذا الاختراق والتجاوز...
طعمُ هذه الخمرة اللذيذة...
هو الإثبات والدليل الوحيد الأصيل... لشيء قد سماه الناس: الله...

إنني شخصياً أفضّل أن أستخدم كلمة "الألوهية" لأن كلمة الله "GOD" تبدو ميتة جامدة دون معنى، وكأنه لا توجد أي إمكانية للنمو والسمو في "الله".... من كثرة استخدام الجهلاء للكلمة دون أن يعيشوها ويشعروا بأبعادها...
كأن الله قد وصلَ إلى نقطة النهاية وتوقّفَ الموضوع....
أما الألوهية فهي صفة نوعية... صفة متحركة كتدفق النهر... ويمكن أن تصبح أكثر فأكثر فأكثر.... لا داعي لأن تُحدد وتعلّب....
"الله" محدود... الألوهية لا نهائية أبعد من أي حدود...
ولأن الألوهية هي نوعية، فأنت لا تحتاج لعبادتها.. بل تحتاج لتطويرها فيك وتنميتها...
ليس عليك أن تبني أصناماً للألوهية لأنك لا تستطيع...
ولن تستطيع أن تصل إلى الألوهية مباشرة لأنها صفة من صفات الحب....

لا شيء حقيقي إلا الحب... وما عداه كل شيء هو ناتج ثانوي عنه... يمكنك أن تنسي كل شيء عن الله وعن المعابد والأديان المنظمة المهدّمة.

لم يتجرأ أي أحد على نكران وجود الحب...
هناك حوالي نصف سكان العالم ينكرون وجود الله والرب...
لكن لا يوجد أي شخص ينكر وجود الحب...
ولأن الحب شيءٌ كامن في القلب...
يمكنك أن تُحييه وتُنمّيه....
وعندما يصل إلى تفتح أزهاره...
عندما يأتي الربيع ليملأ الأزهار بالشذى...
ستعرفين ما هي الألوهية...
الألوهية ليست إلا خيال الحب الذي يتبعه أينما ذهب....

لقد قِيل لكم أن تفعلوا أشياءً غريبة: "أحبوا الله!"... والله مجرد صفة من صفات الحب.... إنني لا أستطيع قول شيء غبي كهذا: "أحبوا الله"....
بل فقط أستطيع أن أقول:

الله أقرب إليك من حبل الوريد...
أحب، وسوف تجد الله.....
أحب، وسوف يجدك الله.....
أحب، وعندما ينضج حبك سيتحول إلى شيء مقدس...
يتجاوز مستوى البشر والزمان إلى مستوى الأبد والرحمان....

المقصود هنا ليس موضوع اعتقاد... أنت لا تستطيع الإيمان بالله، ولا داعي لأن تؤمن بالحب، لأنك تستطيع اختباره في كل درب...

في معبد الحب... في صمت المعبد وفنائه...
في رحابه المعطّرة الطاهرة ونقائه...
هناك تقيم الألوهية وتشعّ في سمائه...

لكن جميع الأديان كانت ولا تزال تعطي أفكاراً مشوِّشة ومُتوّهة للبشرية بصورة غريبة... وإلا لكان الدين أمراً بسيطاً جداً...
دين الرحمة والفطرة واليُسر...
تماماً مثل الغناء والرقص أو عزف الموسيقى وكتابة الشعر....

يجب أن تكون الأولوية الأولى للحب، وتستطيع نسيان كل شيء عن الله، لأنه سوف يحدث من تلقاء ذاته إذا نجحتَ بملئ فنجانك... لا بل بجعله يفيض ويغدق بالحب....
وإلا، فتستطيع الاستمرار بالإيمان والإيمان والإيمان.... البارحة وصلتني نكتة صغيرة:

ما هي الأسباب الثلاثة التي تثبت أن المسيح كان يهودياً؟
أولاً: كان عمره 33سنة ولا يزال يعيش مع أمه!
ثانياً: كان يؤمن بأن أمه عذراء!!
وثالثاً: كانت أمه تؤمن بأن ابنها هو الله!!!
دع "الماماوات" اليهوديات يؤمنون بأن أبناءهم آلهة، لكن سواءٌ باعتقاد وإيمان شخص آخر أو إيمانك أنت لا يمكن اكتشاف الله أبداً...

أريدك أن تفهمي الموضوع بدقة وعمق:

إن الله ليس بشخص، الله مجرد حضور...
عندما يفيض الحب ويغدق بغزارة ويفور...
سيحيطك ويحميك من حولك كهالة من النور...
لن تستطيعين الإمساك به، لكن تستطيعين الإحساس به...
هذا الحضور يحوّلك من عالم البشر الفاني إلى عالم الأبدية الخالد...
سينقلك من كل أنواع الأكاذيب التي كانت ولا تزال الأديان تبشّر وتنشر بها على مدى الزمان... ويوصلك إلى الحقيقة الوجودية العارية التي تجمع الأرض والسماء وتوحّد الإنسان والأكوان...


 

لقد صار قلبي قابلاً كلّ َ صورة ٍ...
...فمرعى لغزلان ٍ ، ودير ٍ لرهبان ِ

وبيت ٍ لأوثان ٍ وكعبة طائف ٍ...
...وألواح توراة ٍ ومصحف قرآن ِ

أدين بدين الحب أنى توجهت ْ...
...ركائبه ، فالحب ديني وإيماني
 

أضيفت في:26-7-2009... الحب و العلاقات> ما هو الحب ؟
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد