موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

عقد بيت

   بسم   الله الرحمن الرحيم

    ذهب رجل إلى علي بن أبي طالب ليكتب له عقد بيت

      

         فنظر علي إلى الرجل فوجد أن الدنيا متربعة على قلبه فكتب:

 

      اشترى ميت من ميت بيتاً في دار المذنبين له أربعة حدود:

 

        الحد الأول إلى الموت

       والحد الثاني إلى القبر

         والحد الثالث يؤدي إلى الحساب

           والحد الرابع يؤدي إما للجنة و إما للنار

 

           فقال الرجل لعلي:

 

         ما هذا يا علي

 

           جئت تكتب لي عقد بيت فكتبت لي عقد مقبرة..

      

       فقال له علي :

  

                 النفـس تبكـي على الدنيـا وقد علمـت   

             أن السـعادة فيـها ترك ما فيـــها

 

               لا دار للـمرء بعــد المـوت يسكنـها

             إلا التي كان قبل المـوت بانيـــها

 

            فان بنـاها بخـير طـاب مسـكـنها

           وان بنـاهـا بشــــر خـــاب بانيـــــها

 

          أمــوالنـا لــذوي المـيراث نجــمعها

         ودورنـا لخــراب الــدهر نبنيــها

 

 

          أين المـــلوك التــي كانــت مســلطنــة

         حتى ســقاها بكـأس المـوت ساقـيـها

 

        فـــكم مـــدائن فــي الآفـــاق قد بنيت

       أمست خــرابا وأفنــى المــوت أهليــها

 

        لا تــركـنن إلى الــدنيـا ومـــا فيــها

        فالـمــوت لاشــــك يفـنيـنا ويفـنيـــها

 

        لكــــل نفــس وان كــانــت علـى وجـل

    مــن الـمـنـية آمـــــال تقـــويــــها

 

     الــمرء يبـسطها والــدهر يقبضـــها

    والنفـس تنشرهــا والمـوت يطويـها

 

    إن المـــكارم أخــلاق مطــهــرة

     الديـــن أولــــهـــــا والعــقــــل ثانيـــــها

 

    والعـــلم ثـــالثـــها والحلم رابعها

    والجود خامسها والفــضل سادســــها

 

  والبــر ســـــابـعهـا والشـكـر ثامنها

  والصبر تاسعــهـا والليــن باقيـــها

 

  والنــفــس تعـلــــم أنـي لا أصـادقــها

 ولسـت أرشــد الا حين أعصيــــــها

 

واعمــل لـــــدار غد رضــــوان خازنها

  والجار أحمــد والرحمن ناشيــها

 

قصــورها ذهــب والمسك طيــنتـها

 والزعفــران ربيـــــــع نابــت فيـــــها

 

أنــــهارها لبــن محض ومن عـســـل

 والخمر يجري رحيقــا في مجاريها

 

والـــطيـر تجــري على الأغصان عاكـــفة

   تسبــح الله جهراً في مغـــانيهـــا

 

مـن يشـتري الدار في الفــردوس يعمرها

بــركعة في ظــلام الليــل يحييهــــا

 

فقال الرجل لعلي:

اكتب أنني وهبتها لله ورسوله

 

أضيفت في:29-7-2009... كلمة و حكمة> قصة و رقصة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد