موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

كيف تمنع النساء من طرق بابك؟!

يا حبيب قلبي ويا حبيبة قلبي....

 

إذا كبتَّ الغريزة الجنسية لديك فسوف تصبح بحالة غضب مستمر.... لأن كل الطاقة التي كانت في الجنس ستصبح طاقة غضب رهيبة...
 

لكن ممارسة الجنس أفضل بكثير من الغضب.... لأن الجنس على الأقل فيه قليل من الحب، أما الغضب فهو مجرّد عنف ورغبة بالتدمير ليس إلا...

إذا كُبتَ الجنس، سيصبح الإنسان غاضباً وعنيفاً إما تجاه غيره من البشر ٍأو تجاه نفسه.... فإما أن يعذّب الآخرين أو يعذّب نفسه...

 

هل تعلم أنه وعبر مرِّ السنين، كان الجنود المحاربون يُمنَعون دائماً من ممارسة الجنس؟... لماذا؟

لأنهم إذا قاموا بالجنس فلن يستجمعوا الغضب الكافي للقتال!!!
فالجنس عندها سيصبح تحريراً للطاقة وسيصبحون مسالمين وديعين!

قُم بحرمان الجندي من الجنس وسيحارب بشكل أعنف وأفضل، لأن عُنفه سيكون بديلاً للجنس لديه... وستكون رغبته الجامحة بإطلاق الرصاص والصواريخ، أو استخدام السيف والحَربَة دلالة واضحة على رغبته بإدخال شيءٍ ما في جسم العدو... وعلى رغبته الدفينة في ممارسة الجنس المحروم منه...!

قال أحد الحكماء:
"لقد حاولتُ القضاء على ميولي الجنسية...
واكتشفتُ الآن أنني غاضبٌ جداً..."

هذا الحكيم البريء دقيق الملاحظة... وهذا هو الوعي والحضور...

فهو يُراقب نفسيّته بمنتهى الدقّة:
لقد كبتَ رغبته الجنسية ولاحظَ ما يحدث داخله.... واكتشفَ بسرعة أنه أصبح أكثر غضباً دون أي سبب محدد... غاضبٌ فقط ومستعد لمقاتلة أي شخصٍ آخر مهما كان الدافع سخيفاً....

...تذكّر هذا:
الجنس يمكننا تحويله والارتقاء به لأنه طاقة طبيعية وضعها الله في جسمك، أما الغضب فليس طبيعياً على الإطلاق، لا بل يدمّر كل ما هو طبيعي فيك...

وفي حالة الكبت الجنسي من الصعب جداً تحويل طاقة الغضب.
في البداية يجب تحويل الغضب إلى جنس وطُهر، وبعدها يمكن عمل أي شيء تجاهه.... وهذا أمر مهم جداً...

إنني أحاول تحويل غضبك وعُنفك إلى جنس.. وهذه هي الخطوة الأولى لعملية التحوّل الداخلي والارتقاء عبر المقامات.

ومن البداية عليك أن ترمي جميع الانحرافات الفكرية في رأسك... وتتخلّص من جميع الأفلام الجنسية القذرة والصور العارية التي سحبتَها من الانترنيت... وأن تصبح إنساناً طبيعياً.

عليك يا إنسان أن تصبح
"مخلوقاً طبيعياً" في بداية رحلتك الداخلية، وبعدها تستطيع أن تتجه إلى القدسيّة والإيمان.....

نعم... حتى الحيوان يمكن أن يتحوّل إلى كائنٍ أرقى وأسمى... لكن الجزء الحيواني داخلك مُنحرفٌ وفاسد... مهووس ومجنون.... لذا على الجُنون أن يتحوّل ويتغيّر أولاً...

تابعَ حكيمنا تجاربه الداخلية واكتشفَ شيئاً جديداً:

"لقد تخلّيتُ عن الغيظ والغضب....
والآن ألاحظ أنني طمّاعٌ وجشعٌ طوال النهار...
لا أكتفي من الطعام والمال إلا بألف قِنطار!"

وهكذا قام بكَبت الغضب.... قام بالشيء المنطقي الذي يعمله أي شخص....

اكبُت الجنس وسيظهر الغضب.... وستكبته بدوره أيضاً!

لكن هذا الحكيم فهيمٌ وواعي، فانتبهَ أن الغضبَ تحوَّل إلى طمع كبير....

وهذا أيضاً أمرٌ مُثبَت، وإذا قرأتَ تاريخ البشر ستجد ألف إثبات وإثبات....
خاصةً عندما دعا أحد المعلّمين إلى اللاعنف وبدأ بتعليمه وفَرضِه على الجميع... فتجدُ أن تلامذته قد أصبحوا من أكثر الناس طمعاً في العالم......... فلماذا حدث هذا يا هذا؟

لأن الناس الأغبياء في المجتمع النائم لم يفهموا اللاعنف إلا ظاهرياً، وبدؤوا بمنتهى الغباء يكبتون الغضب:

"إكبت الغضب!! إكبت الغضب!! لا تكُن عنيفاً!!!!!....."
مع الصراخ عالياً تخيَّل!

ولقد حاولوا بصدقٍ بشتى الطرق... وبذلوا جهوداً هائلة لكي يكونوا غير عنيفين...

حتى أنهم أوقفوا الزراعة لأنها نوع من العنف:
ستضطر لاقتلاع النباتات وجَني المحصول... وهذا الأمر بغاية العنف لأن النباتات حية!!!

هؤلاء "الناس" لم يعد بإمكانهم أن يكونوا مُحاربين...
ولا مزارعين.... ولا حتى أصحاب حدائق!
ولم يعملوا أبداً بتنظيف الشوارع لأن في ذلك انتقاصاً لمكانتهم،
ولم يكن بإمكانهم الانتساب إلى طبقة الأمراء حينها لعدم سماحهم بذلك... فماذا بقي أمامهم كي يعملوا به؟؟؟

الأعمال والتجارة فقط!

وتحوّلَ غضبهم بكامله إلى طمعٍ كبير... وأصبحوا مهووسين بجمع المال وتكديسه...

لقد أراد معلّمهم أن يكونوا غير عنيفين، لكن ما حدث كان مُناقضاً تماماً: أصبحوا جشعين... يا ربّ تعين.....


وأكملَ حكيمنا الفهيم تجربته على ذاته واستنتج في مرحلة تالية:
"لقد عملتُ جاهداً على تذويب الطّمع، وأنا الآن فخورٌ بنفسي ورافعٌ لرأسي، ويا أرض اشتدّي، ما حدا قدّي!..."

وهكذا تجده قد كبتَ طمعَه فكانت نتيجة ذلك أنه أصبح مغروراً كبير الأنا... ووجدَ نفسه مُتفاخراً بنفسه...

"انظروا! لقد كبتُّ الشهوة... كبتُّ الغضب... كبتُّ الطمع... لقد قمتُ "أنا" بهذا وذاك... لقد قمتُ بأشياء مستحيلة!!!"

هكذا ترى أن "أنا" كبيرة جداً قد ظهرت عنده واستفحلَت.

ولهذا ترى أن أكبر "أنا" في العالم موجودة عند الرهبان والراهبات... وعند مَن يدّعي باستمرار الزُّهدَ والتواضع في الحياة..!

كلما ازداد إنكار المرء للدنيا، وكلما ازداد كَبْته لطبيعته، ازداد عنده الأنا والغرور... وهذه هي بالضبط حالة من يحاول أن يصبح متديّناً عن طريق الزهد في الدنيا وادّعاء التواضع....



الحلّ ليس في الكبت ولا في الفلْت...               

                    التحويل هو المطلوب يا محبوب...
 


لا تكبُت أي شيء فيك....
إذا كان عندك شهوة فلا تكبتها... وإلا سوف تصنع عقدة جديدة سيكون حلّها أصعب.

إذا كبتَّ الغضب، سيصبح الطمع أمراً أصعب بكثير...
وإذا كبتّ الطمع، تظهر الأنا المغرورة والكبرياء... الذي هو أصعبُ شيء في التخلّي... والعائق الأكبر في وجه التجلّي.

عليك بالرجوع في الطريق المعاكس: طريق التحويل والتبديل.

من الكبرياء إلى الطمع.... من الطمع إلى الغضب....
ومن الغضب إلى الجنس.

وإذا استطعتَ أن تصل إلى النظرة العفوية الطبيعية تجاه الجنس فستكون أمورك في غاية البساطة واليُسر لدرجة لا تتخيّلها....

عندها ستكون طاقتك طبيعية... والطاقة الطبيعية لا تسبّب أي عائقٍ في وجه عملية التحوّل الداخلية والنموّ في سلّم الوعي.....
ولذلك أقول وبثقة: من الجنس إلى الوعي الأسمى.....
لا من الغضب ولا من الطمع ولا من الأنا.... لا....
 

من الجنس إلى الوعي الأسمى


يمكن أن تتم عملية التحويل فقط عندما تقبل طبيعة جسمك التي خلقكَ الله عليها...

أي شيء طبيعي هو شيء جيد.... وقُبولُك الكلّي هذا سيفتح لك أبواباً تلو أبواب....

إذا استقبلتَ الطبيعة ولم يكن لديك أي إحساس بالذنب حيالها ستُحقق الله في داخلك.

فكونك خاطئاً... أو شاعراً بالخطأ أو الزنا... هو الكفر والإلحاد بحد ذاته... فلماذا كتبَ ربُّك على نفسِه الرَّحمة؟؟؟؟


طبعاً في الماضي قِيل لك الكلام المعاكس تماماً ومن قِبل أغلب الناس المحيطين بك:
إشعر بالذنوب والخطيئة العظيمة طوال حياتك وستكون متديّناً ومؤمناً... وستدخل الجنة...

عليك الانتباه من الذين يحاولون السيطرة عليك والاستفادة منك... من المافيات التي تتحكّم بالشعوب وتمتص دمائها...
فارمي جميع ذنوبك الآن!

فأنت على ما خلقك الله عليه....
على ما خلقك الكون عليه....

الغريزة الجنسية ليست من صُنعك! بل هي هديّة من الله!

وهناك كنوزٌ ثمينة مخبّأة فيها... إذا اكتشفتها تكتشف الجنة وتصنعها حيثما تكون....

وإذا تحطّمَت البذرة.... تفتّحَت الزهرة
لكن ليس بالكبت والضغط، بل بالوعي والحب

عليك أن تتعلّم البَستَنة الداخلية وتنمية الأزهار الجميلة في قلبك....

عليك أن تتعلّم كيف تستخدم الأسمدة القذرة والفضلات... وتُحوّلها إلى أزهار مُعطّرة تبوحُ بأحلى الآيات...

وهذا هو الدّين:::::.. الفنّ الأكثر رقّةً وشفافيةً:::::..

أضيفت في:1-8-2009... الحب و العلاقات> عهر و طهر
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد