موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

التصلب المتعدد (MS)

إن جسمنا بمختلف أجزائه يتلقى دوماً شحنة من الطاقة الحيوية. وهي طاقة تنشأ
في البيئة المحيطة بنا عن الجو وحركة الأرض والأجرام السماوية كالنجوم والكواكب.
وفي الواقع، إن هذا الدفق الثابت من الطاقة غير المرئية هو ما يجعل الحياة ممكنة. أما حجم وقوة الشحنة التي نتلقاها، فترتبط بوضعية الجسم. فعلى سبيل المثال، إن كنت تقف مستقيماً، تسمح وضعيتك العمودية بمرور طاقة حيوية جداً مصدرها الأرض، مما ينشط القلب والأعضاء الهضمية والدماغ. أما إن اتخذت وضعية أفقية، كما يحدث أثناء النوم مثلاً، فتكون الشحنة التي تتلقاها أقل حدة مما يجعل وظائف الجسم كلها بطيئة.

تنشط الحياة البشرية بفعل قوتين رئيستين هما:
1- القوة الجاذبة المتجهة نحو النواة المركزية للأرض من النجوم. والأبراج والشمس والقمر والأجرام السماوية الأخرى والجو والبعد المكاني اللامتناهي، وهي القوة التي تعرف بالقوة السمائية.
2- والقوة النابذة أو قوة الأرض، وهي القوة الناشئة عن دوران الأرض والمتجهة نحو الأعلى. وبالرغم مم أن الكون هو ين أو متمدد، إلا أن القوة أو الطاقة التي تنشأ عنه جاذبة، ومتجهة نحو الأرض. من ناحية أخرى، الأرض هي يانغ، ولكن الطاقة الناشئة عن دورانها متمددة وتتجه نحو الأرض.

وتدخل القوة السمائية إلى الجسم عبر مركز لولب الشعر وتخرج منه عبر الأعضاء الجنسية. أما القوة الأرضية، فتدخل عبر الأعضاء الجنسية وتجتاز الجسم ثم تغادره عبر لولب الرأس. والواقع أن القوتين تجتازان الجسم عبر قناة مركزية واحدة، وتلتقيان في بعض الأحيان فينشأ عن تصادمهما إشعاعات قوية من الطاقة، ولاسيما في الدماغ الأوسط والحلق والقلب و المعدة و المعي الدقيق أو الهارا. وقد عرفت هذه الأنحاء الخمسة لإلتقاء القوتين، يالإضافة إلى مداخل الطاقة ومخارجها، بالشاكرات السبع. ولأن القوة السمائية الجاذبة أقوى لدى الرجال منها لدى النسا،، تنشأ لدى الرجال أعضاء جنسية ممتدة نحو الأسفل وتكون هذه الأعضاء خارجية ومتمددة. أما القوة الأرضية فهي أقوى لدى النساء اللواتي تنمو أعضاؤهن الجنسية داخل الجسم نحو الأعلى.

وتمتد القناة الرئيسة في الجسم من أمام العمود الفقري. وبما أن الأرض تدور باستمرار، لا تمر القوة الأرضية والقوة السمائية في الجسم في خط مستقيم، بل تلتويان في شكل حلزوني. في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، تتحرك القوة السمائية في اتجاه مغاير لاتجاه عقارب الساعة. ولكن في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية يحدث العكس. وإذ تجتاز القناة الحلزونية للطاقة الجسم، تمر عبر الوريد الواقع أمام العمود الفقري والمعروف بالوريد الأجوف السفلي. وبما أن هذه القناة هي مصدر طاقة الحياة، فإن أداءها السليم ضروري لصحة أجسامنا.

هذه القناة العمودية الرئيسة تنشط الجانبين الأيمن والأيسر من الجسم وتمدهما
بالقوة الحيوية. أما الطاقة التي تحفز الذراعين فتنشأ في القناة المركزية في شاكرا
الحلق والقلب، ثم تتفرع من هنا إلى اليمين واليسار. وبالنسبة لشحنة الطاقة الحيوية التي تحفز الساقين، فهي تنشأ في منطقة الهارا وتتفرع نحو اليمين واليسار. وتمر هذه الطاقة عبر الذراعين والساقين مولدة حركة هذه الأطراف. وتمتد هذه الشحنة من الطاقة إلى مركز الراحتين والقدمين، ومن هنا تنبعث نحو الخارج باتجاه الجانبين وأصابع اليدين والقدمين. ويشار في الطب الشرقي إلى هذه الأنحاء المركزية (قلب اليد) و(قلب القدم).

وطوال الخمسين سنة الأخيرة، شهد العديد من الناس ضعفاً مزمناً في هذه الشحنة الحيوية. وفي الحالات الخطيرة، تنشأ عن هذا الضعف بعض العوارض كالتنمّل والعجز عن تحريك الذراعين والساقين والخلل الوظيفي في الأعضاء وصعوبة النطق وفقدان القدرة على التفكير بوضوح. وتعرف هذه المتلازمة بالتصلب المتعدد، وهي في تكاثر مستمر. وفي العادة ينشأ التصلب المتعدد في الساقين ثم يتابع مسيرته صعوداً عبر
الجسم. وبما أن الساق وهي جزء يانغ من الجسم تشكل أول منطقة يصيبها التصلب
المتعدد، يمكن تصنيف هذا الداء على أنه من نوع الين، إلا أنه قد ينتج في الواقع عن
الإفراط في تناول أطعمة الين واليانغ على حد سواء، مما يولد الآثار التالية:

"أ" عندما يكون السبب ين، تتسع القناة الحيوية وترتخي مما يتسبب بانخفاض موصلية الطاقة السمائية والطاقة الأرضية. وإن معظم الحالات تقع في هذه الفئة وتنجم عن الإفراط في تناول السكر والفواكه وعصير الفواكه والفيتامين (ج) والمنتجات الكيميائية والمشروبات الباردة والعقاقير الطبية وغيرها من المواد ين المتطرفة.

"ب" عندما يكون السبب يانغ، تسد التراكمات الصلبة القناة الحيوية مما يعيق تدفق الطاقة عبرها. والسبب الحقيقي لهذه الحالة هو الإفراط في تناول المنتجات الحيوانية كمشتقات الحليب وبخاصة الأجبان والبيض والدهون الحيوانية المشبعة.

وسواء أكان السبب ين أو يانغ، يتقلص تدفق الطاقة نحو الذراعين والساقين
والأعضاء وغيرها من أجزاء الجسم مما يسبب الشلل. وفي حال كانت الساقان أول منطقة تتعرض للإصابة، تضعف الشحنة الحيوية أو تنعدم بشكل خاص حول منطقة الهارا أما إن ظهرت الإصابة في المقام الأول في الذراعين فعندها يتجلى الانسداد أولاً حول شاكرا القلب والحلق. ومن الطرق التي يمكن اعتمادها لمعرفة ما إذا كان التصلب المتعدد ناجماً عن الين المتطرف أو اليانغ المتطرف، الضغط على النقطة الواقعة في مركز راحة اليد والنقطة الواقعة في مركز لولبة الشعر. فإن بدت هاتان المنطقتان متصلبتين على نحو غير اعتيادي، يكون التصلب المتعدد ناجماً عن اليانغ المفرط. أما إن بدتا مرتخيتين وناعمتين، فيكون السبب عندها الين المفرط. وبالرغم من أن السبب الرئيس للتصلب المتعدد هو الغذاء غير السليم، إلا أننا نلحظ عوامل أخرى قد تساهم في تطور هذا المرض، ونذكر منها الإجهاض واستئصال الزائدة الدودية واستئصال المبيضين واستئصال اللوزتين أو الغدانيات والحمامات الساخنة الطويلة والبيئة الاصطناعية التي يفقد فيها الإنسان التواصل مع الطبيعة وعناصرها.

ولمعرفة ما إذا كان أحد الأشخاص معرضاً للإصابة بالتصلب المتعدد، اضغط على
النقطة الواقعة في مركز الحلق مباشرة فوق عظم الصدر. فالشعور بالألم في هذه المنطقة يشير إلى تراكم المخاط والدهون في الحلق مما يعني انسداد القناة الحيوية فيه. وفي الواقع، غالباً ما يتبع هذا الاحتقان انسداد حول منطقة القلب. أما مقاربة الماكروبيوتك لهذا الداء فتركز على إعادة إحياء الطاقة الحيوية. وتعنى هذه المقاربة بثلاثة أنواع هي:
1- التعديل الغذائي.
2- التعديل في نمط الحياة.
3- أحياناً العلاجات الخارجية.

دعنا نتناول هذه العوامل المساهمة بداء التصلب المتعدد بشيء من التفصيل

1- الإجهاض: بعد إخصاب البيضة وانغراسها، يبدأ الجسم بتركيز الدم والطاقة (K) باتجاه عمق الرحم. يماثل هذا الجزء منطقة هارا. وهي تتبدى هنا بأن النشاط الشديد لقوّتي السماء والأرض يقوم بتشكيل الجنين المتنامي. فإذا ما حصل الإجهاض، انتقل الجنين من مكانه وتشتتت جميع القوى المتجهة إليه والمستقطبة حوله. وبما أن منطقة هارا تكون عادة كثيرة اليانغ فإن هذا التشتت الفجائي يتسبب في إضعاف حقيقي لهذه المنطقة. وإذ اتبع هذه التجربة عدة سنوات من تناول أكل غير مناسب
أو غير كاف صحياً، أدى ذلك إلى مزيد من ضعف القدرة على التقلص في هذه المنطقة
وظهور تصلب متعدد وضعف في الساقين.

2-استئصال الزائدة : إن بنية الين العائدة إلى كل من المعي الدقيق والمعي الغليظ. –تجوّف- يوازنها الزائدة المصمتة (الزائدة الدودية المصمتة) أي أن الأمعاء جميعها تحملها الزائدة الدودية تماماً كما ترتبط المروحة بمركزها. إذا ألغينا الربط المركزي للمروحة انهارت! وبالطريقة نفسها فإن نزع الزائدة يتسبب في إضعاف الأمعاء وخلخلة ارتباط بعضها ببعض.
إن نزع الزائدة يرفع من وتيرة الاضطرابات المعوية بكل أشكالها، كالفتق وعسر الهضم وانتفاخ الأمعاء بالإضافة إلى ضعف الساقين ويسهم إلى ذلك في ظهور التصلب المتعدد.

3- استئصال المبيضين: لقد قام العديد من النساء باستئصال أحد المبيضين أو كليهما، بهدف إزالة كيس أو ورم. إن هذه العملية، بالإضافة إلى استئصال الرحم فهي تسرّع نشوء التصلب المتعدد (M.S).

4-استئصال اللوزتين والغدّانيات: ثمة توازٍ بين أعضاء الفم والأعضاء الجنسية، الذكرية منها والأنثوية. إن القوة السمائية الهابطة أوجدت اللهاة والغدانيات وفي الذكر القضيب والخصيتين. أما اللسان واللوزتين فقد أوجدتها القوى الأرضية الصاعدة كما هي الحال بالنسبة إلى الرحم والمبيضين. إذا تمت إزالة الغدانيات فإن المفعول الناجم يكون مماثلاً لإزالة الخصيتين بينما تكون إزالة اللوزتين مشابهة في مفعولها لإزالة المبيضين. هذه العمليات تضعف على نحو جوهري شحنة (KI) أو طاقة الحياة في منطقة الهارا وتسبب في جعل القناة الحيوية شديدة الضعف.
إن 60% إلى 70% تقريباً من الأشخاص العصريين قد خضعوا لعمليات من نمط أو
آخر. حوالي 30% إلى 40% منهم خضعوا لإزالة اللوزتين والغدانيات، فيما أخضع 10% إلى 15% لعملية إزالة الزائدة الدودية. كل هذه العمليات المذكورة تسهم في إضعاف طاقة الحياة للإنسان (KI) وبخاصة القناة الحيوية.

5- الاغتسال الطويل والحار بواسطة (الدّش): نسبة عالية من الناس تأخذ كل يوم حماماً طويلاً وساخناً أو (دُّش). ومنذ جيل واحد فقط لم تكن هذه العادة قد شاعت بعد، فقد كان الناس يستحمون بسرعة أو ينظفون أجسامهم باسفنجة مبللة وذلك
مرة واحدة في الأسبوع، إن الاغتسال الطويل والحار (في المغطس أو الدّش) يجعلنا نفقد كمية من المعادن نحتاجها لكي نحتفظ بشحنة ناشطة للقوة السمائية والأرضية على طول القناة الحيوية.

6- فقْد التعاطي مع الطبيعة: عاش الإنسان القديم على اتصال مباشر مع الطبيعة، عندما سكن الغابات والمغاور حافي القدمين بينما في مجتمعاتنا الحديثة ينتعل الناس أحذيتهم عندما يتركون بيوتهم إلى الخارج والكثير منا نحن الذين نعيش في المدن
نسير فقط على رصيف المشاة المصنوع من الإسفلت أو الاسمنت. إن أقدامنا لا تطأ الأرض مباشرة إن بيئتنا الحديثة تقف عقبة أمام الطاقة السمائية والطاقة الأرضية. حيث نعزل أنفسنا عن هذه الطاقة بواسطة الجوارب أو جوارب النايلون أو غيرها من الثياب المنتجة بطرائق الصناعة المختلفة أو باستعمال سجاد وبسط وأثاث من الأشياء غير الطبيعية في جميع هذه العوامل والعمليات وأنماط الحياة غير الطبيعية في بيوتنا.

جميع هذه العوامل والعمليات وأنماط الحياة غير الطبيعية والمحيط المصطنع بالإضافة إلى طريقتنا الحديثة في تحضير مأكولاتنا، قد أدت بنا إلى انتاج نوعية ضعيفة من الكائن البشري يعرف باسم الإنسان الحديث.

أضيفت في:14-6-2006... الغذاء و الشفاء> الجهاز العصبي
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد