موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

.. الحادث والحدث

 لا يوجد سلسلة من الأعمال أو القراءات توصلك إلى الاستنارة... بل بحثك وسعيك واستعدادك للقيام بأي شيء هو الذي سيصنع حولك هالة من النور... تقوى فتقوى حتى تصل إلى قمة الاستنارة والتنوير...
كان هناك امرأة في غاية الجمال.. أرادت أن تصبح عابدة وراهبة في أحد الأديرة... لكن بسبب جمالها الفاتن.. كان جميع المعلمين يرفضونها في الحال... بمجرّد رؤيتهم لها ينسون كل التعاليم.. ينسون حتى الله ويقعون في سحرها... لذلك كانت جميع الأبواب تُغلق في وجهها...
فقررت أن تشوّه وجهها وتحرقه بالأسيد... بعدها ذهبت إلى أحد المعابد وتم قبولها على الفور!..... ودرست المرأة وتأملت لثلاثين أو أربعين سنة....
في يوم من الأيام، بينما كانت تنقل دلواً من الماء، كانت تراقب انعكاس القمر في ماء الدلو كعادتها كل يوم... لكن في تلك الليلة انقطعت مسكة الدلو وسال الماء على الأرض... اختفى انعكاس القمر فجأة... فرفعت نظرها إلى السماء ورأت القمر الحقيقي.... ودخل نوره إلى قلبها فوصلت إلى الحكمة والاستنارة... وكتبت هذه الكلمات:
"حاولتُ بشتى الطرق أن أحافظ على الدلو... آملةً ألا تنقطع مسكته الضعيفة... فجأة وقع الدلو على الأرض... لم يبقى هناك ماء ولا قمر السماء... لم يبقى في يدي إلا الفراغ والفناء.... "
هناك دائماً لحظة لليقظة... لحظة لحدوث الحادث... يموت فيها القديم ويظهر الحديث... تموت أنت فيها وتُولد من جديد... وهذه هي الاستنارة: ألا يبقى في فكرك أي شيء... هذا الفراغ في يدها دليل على فراغ الفكر والدخول في الذّكر...
الاستنارة هي أكبر حادث يحدث في حياتك... لكن افهمني جيداً... إنني لا أقول لك ألا تفعل أي شيء لتحقيقها... لأنك إذا لم تقم بشيء فحتى الحادث لن يحدث... لذلك قال: اعقلها وتوكّل.... إنها تحدث لأولئك الذين جاهدوا أنفسهم كثيراً، لم تحدث بسبب الأعمال التي قاموا بها... لكنها لم تكن لتحدث دون سعيهم وعطشهم...
كل العبادات والأدعية والتأملات التي تقوم بها.. وظيفتها أن تخلق جوّاً يهيّء لإشعال الشمعة في داخلك... أن تكون دعوة منك إلى الله لكي يتجلى في قلبك... فكُن دائماً على استعداد ولهفة لاستقبال الضيف... أرسل له الدعوة لكي يأتي إليك.... إدعوه لكي يستجيب........
 

http://www.baytalhaq.com/images/ecards/flowerbar.gif
 

أضيفت في:28-9-2009... بطاقات الحكمة> البطاقات
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع



 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد