موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

.. الصّدق مع الحقّ

الحقيقة ليست في الطريق الذي تسلكه...
الحقيقة هي في صدق العطشان الذي يُوصله...

تستطيع السفر في أي طريق تريد...
وإذا كنتَ صادقاً ومخلصاً.. حتماً ستصل إلى النور الوحيد....
بعض الطرق صعبة موحشة وبعضها سهلة مفرحة...
بعضها يمرّ في الصحارى والجبال وبعضها يمرّ في الواحات والتلال...
بعضها مليء بالأشواك والآلام وبعضها مليء بالأزهار والأنغام...
وخلقَ الخالقُ من طرقٍ، بعدد ما خلَق مِن خلْق...
جميع الطرق توصلك إلى الحق...

إذاً فالمطلوب منك هو الصدق مع ذاتك.. إذا كنتَ صادقاً تستطيع الوصول من أي طريق...
والعكس أيضاً صحيح: إذا لم تكن صادقاً وواثقاً فلن تصل إلى أي مكان مهما كان الطريق الذي تمشيه...
صدقك هو الأساس والطريق شيء ثانوي...
الصّدق هو الذي ينجيك ويوصلك إلى بيتك وقلبك...

أحد الحكماء الأتقياء واسمه صادق، ذهب إلى معلّمه في أعالي الجبال... وكان متواضعاً ونقياً وصادقاً جداً.. لدرجة أن جميع التلاميذ غاروا منه كثيراً... فبالتأكيد أنه هو الذي سينجح عند المعلم ويكمل الرسالة من بعده...
من المحتمل أنه كان بين التلاميذ بعض السياسيين والمخبرين.. لذلك حاولوا قتله!
قالوا له في أحد الأيام: "إذا كنتَ فعلاً تصدّق المعلم وتؤمن بكلامه يا صادق، فهل تستطيع أن تقفز من أعلى الجبل؟.. إذا كنتَ صادقاً حقيقياً فلن يُصيبك أي أذى."
وقفز صادق فوراً دون أي تردد.. فأسرع التلاميذ إلى أسفل الوادي العميق... أسرعوا لكي يتفرّجوا على منظر عظامه المتحطمة... لكنه كان جالساً بهدوء وسكون وكأن شيئاً لم يحدث... وابتسم لهم قائلاً: "أنتم على حق... الثقة تحمي والإيمان ينجّي."

اعتقد التلاميذ أن الحادث مجرد صدفة.. لذلك عندما كان أحد البيوت يحترق، قالوا له: "إذا كنتَ تحب معلمك وتثق به، تستطيع أن تدخل في هذا البيت الملتهب"
واندفع مسرعاً لينقذ المرأة وطفلها المحبوسين في البيت... وكانت النار هائلة فاعتقد التلاميذ أنها ستشوي صادق، لكنه عندما خرج مع المرأة والطفل لم يكن متأثراً أبداً.. بل كان نوره أكثر توهجاً ولمعاناً...

في أحد الأيام بينما كانت المجموعة تسير، صادفوا نهراً أمامهم، فقالوا لصادق: "أنت لا تحتاج إلى ركوب القارب... فثقتك كبيرة جداً وتستطيع أن تسير على الماء وتقطع النهر"... ومشى بالفعل...
وكانت تلك الحادثة الأولى التي يراه فيها معلمه الكبير... لم يكن يعلم أن صادق قد قفز من أعلى الجبل وأنه قد اخترق النار ولم يحترق، لكنه كان واقفاً على ضفة النهر فشاهده وسأله: "ماذا تفعل؟؟؟؟؟؟ هذا مستحيل!!!"
أجاب صادق: "ليس مستحيلاً على الإطلاق.... أنا أقوم بهذا مستنداً على طاقتك المباركة يا سيدي ومعلمي..."
وفكّر المعلم في نفسه: "إذا كان بإمكان اسمي وطاقتي أن يفعلا هذا بهذا الرجل الجاهل الغبي... فلماذا لا أجرّب ذلك بنفسي؟"... جرّب المعلم المشي على الماء وغرق ولم نسمع عنه أي خبر بعد ذلك الخبر.
 

 http://www.baytalhaq.com/images/ecards/flowerbar.gif

أضيفت في:28-9-2009... بطاقات الحكمة> البطاقات
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع



 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد