موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

.. يقظة اللحظة

كُن متيقظاً في كل لحظة من لحظاتك...
فقد تكون هي الأخيرة في حياتك...
استغلّ اللحظة لأنها أهم ممتلكاتك...
وعِش بكلّية وحضور قبل قدوم مماتك...

كان هناك معلم عنيد وشديد... من كثرة غضبه وانفعالاته كان يُرعب جميع طلابه...
في يوم من الأيام، بينما كان أحد الطلاب يقرع جرس المعبد معلناً وقت العبادة، أضاعَ ضربة من الضربات... بسبب إحدى الجميلات التي كانت تمر أمام الباب...
ودون علم الطالب، كان المعلم واقفاً وراءه... وفي تلك اللحظة ضربه بعصاه فتوقف قلب الطالب من الضربة وسقط ميتاً على الأرض...

انظر إلى هذه القصة، وستظنّ على الفور أن المعلم المجرم قام بقتل طالبه البريء... لكن هذه ليست بالحقيقة...
الطالب كان سيموت في أي وقت وأي طريقة... لكن المعلم رأى بنور الله لحظة الموت تقترب من الطالب قبل موته... واستخدم هذه اللحظة ليزرع الاستنارة واليقظة في قلب المريد...
هذا ليس مذكوراً في القصة... لكن هذا ما حدث في الواقع... وإلا لماذا كان المعلم يقف وراء طالبه؟؟
ألم يكن عنده أي شيء أهم ليقوم به؟؟
لكن عندها لم يكن هناك أي شيء أهم من تلك اللحظة... كان الطالب سيموت، لذلك يجب استخدام موته من أجل إحيائه...

القصة جميلة وغنية المعنى والمغزى...
لقد رأى الطالب فتاة جميلة تعبر أمامه، وعندها ضاع كامل وعيه وانتباهه... تحوّل كيانه بالكامل إلى رغبة – أراد أن يلحق بالفتاة وأن يمتلكها ويتزوجها... كان يقظاً في اللحظة التي سبقت تلك اللحظة... لكنه فقد اليقظة للحظة...
كان يقرع الجرس الكبير... وقرع الجرس في تلك المدرسة من مدارس "الزنّ" يُعتبر جزءاً من التأمل... وكل عمل تعمله هناك عبادة وشكر وتواصل... في كل عمل تعمله، كُن ذائباً فيه كالنور... وسيُوحى إليك بالأسرار والأنوار...

هذا الطالب، في لحظة الموت تلك كان سيستيقظ ويستنير...
لكن فكره الماكر قام بالشيء الأخير كمهرب من مواجهة المصير...
ونظرَ إلى تلك الفتاة التي كانت تسير....

وفي تلك اللحظة... عندما ضاع الطالب عن اليقظة... ضربه معلمه بقوة على رأسه...
المعلم كان يرى الموت الخفي وهو قادم إليه... وقام بضربه لكي يُنبّهه ويوعّيه...
كان المعلم منتظراً خلف الطالب... ودائماً المعلم ينتظر وينظر وراء طلابه... إما جسدياً أو أبعد من حدود جسده... وكانت لحظة هامة جداً تحمل معها الموت والنَّمَوت... ضربه المعلم بقوّة... سقط جسده على الأرض ميتاً.. لكنه استيقظ في داخله... واختفت الرغبة منه...
كل شيء مادّي فاني سقط مع ذلك الجسد... لكنه أصبح وأشرق مع النور والحضور...

...إذا كان بإمكانك أن تجمع الموت مع اليقظة...
...لن يكون هذا موت بل نَمَوت و سَمَوت...
... ستكون النفس راضية مرضيّة وسترضى...
...وسترتقي الروح إلى طبقات أسمى وأصفى...

 

 http://www.baytalhaq.com/images/ecards/flowerbar.gif

أضيفت في:28-9-2009... بطاقات الحكمة> البطاقات
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع



 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد