موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

أكاديمية عالمية للوعي والفن والعلم الخلاق

HTML clipboard

العلم علمان: علم أبدان وعلم أديان...

فكيف يمكن لهذه الأبعاد أن تجتمع في جامعة واحدة؟

ما هي عملية التعليم الصحيحة الخالية من التعليب؟

 

موضوع هام جداً وعميق.. وقد لا يبدو لك بهذه الأهمية لأنك غير مدرك لمصيبة كبيرة وخفية حدثت للبشرية: هي تعليم الإنسان منذ قرون كل أنواع الأفكار والمعتقدات المعادية للحياة... حتى تعذيب جسدك وحرمانه من حاجاته كان ولا يزال يُعتبر طريقة روحية ونظاماً للوصول إلى الله، وكأن الله ضد الجسد.

 

فكرتي عن الجامعة هي أن يكون العلم لأول مرة موجهاً ومبنياً على النوايا لا على المصادفات... لا يزال العلم حتى الآن عرضياً ناتجاً عن المصادفة... وقع الناس على بعض الاكتشافات والاختراعات، لكن حتى الاكتشافات لم تحدث لأجل الهدف الذي كانوا يبحثون عنه، بل نجد العلماء دائماً يبحثون ويتلمسون طريقهم في الظلام دون أي اتجاه...

ومن الواضح أن السياسيين في العالم، الذين يفرحون كثيراً بازدياد القوة المدمرة في أيديهم، فكروا منذ زمن بعيد باستعباد وامتلاك العلماء.

 

والآن، كل عالم لم يعد عالم ولا عابد بل عبد مُستعبد لبلد معين، لحكومة ما، ويعمل فقط لأجل أهداف تدميرية معادية للحياة... وكلما استطاع إيجاد أشياء أكثر تدميراً سيحصل على التكريم والتمويل أكثر من حكومته.

 

فكرتي عن الجامعة، أن تُبنى على علم خلاق، سيتجنب دائماً وبوعي أي شيء يدمر الحياة، وسيبحث عن كل الأشياء التي تدعم وتحسن الحياة.

 

هذه الجامعة لا يمكن أن تكون مبنية على العلم فقط، العلم محدود وهو مجرد جزء من كيان الإنسان... الجامعة يجب أن تكون جامعة، شاملة، موجهة للإبداع، الفن، والوعي... لهذا سيكون فيها ثلاثة أقسام رئيسية، وهي فروع عامة متوازية متكاملة غير منفصلة، لكن فقط للتوضيح والترتيب سنشرح كلاً منها على حدة.

 

الشيء الأول الأساسي هو صنع طرق وتقنيات لرفع مستوى وعي الإنسان، وبالتأكيد، هذا الوعي لا يمكن أن يكون ضد الجسد، لأنه مولود وموجود ضمن الجسد... لا يمكن أن نرى الوعي والجسد كأعداء لبعضهما، بل هم أصدقاء متشاركان في كل المجالات.

عندما أتحدث معك وأقول كلمة ما، تتحرك يدي بطريقة ما دون أن آمرها بالحركة... هناك تناغم عميق بيني وبين يدي.

وهكذا أنت تمشي، تأكل، تشرب، وكل هذا يدل أنك جسد ووعي ككيان واحد متكامل... لذلك لا يمكن أن تعذب الجسد وتزيد الوعي...

لجسدك عليك حق... يجب أن تحبه وتكون صديقاً حميماً له...

الجسد هو المعبد... هو بيتك الدافئ الآمن... عليك أن تنظفه من كل الأوساخ، وتذكر أنه في خدمتك باستمرار ليل نهار، حتى وأنت نائم يستمر جسدك بالعمل لأجلك، يهضم الطعام ويحوله إلى دم وطاقة، يطرح الخلايا الميتة ويأتي بالأكسجين والحياة إليك.. كل هذا وأنت في سبات عميق.

 

الجسد يعمل كل شيء لاستمرار حياتك وبقائك... بالرغم من أنك غير ممتن له ولم تشكره يوماً... وعلى العكس، كل المعتقدات والأديان وجهلنا يعلمك أن تعذبه: الجسد هو عدوك، وعليك أن تتحرر من الجسد وقيوده ولا تتعلق به....

بالتأكيد أنت أكثر من الجسد المرئي، ولا حاجة لأي تعلق بالجسد، لكن محبة الجسد ليست تعلق، رحمتك لجسدك ليست تعلق....

الحب والرحمة يلزمان جداً لجسدك وتغذيته... وكلما كان عندك جسد أفضل، سيزداد وعيك وينمو... كيان كامل متكامل كأبدان وأديان معاً.

 

إننا بحاجة إلى نوع جديد تماماً من التعليم في العالم، حيث يكون أساس التعليم هو تعليم لحظات صمت القلب، بكلمات أخرى، طرق للتأمل... وحيث نعلم كل شخص أن يكون رحيماً مع جسده، لأنك إذا لم تكن رحيماً مع جسدك أنت لا يمكن أن تكون رحيماً مع أي شخص...

 

الجسد كيان حي، ولم يقم بأي أذى تجاهك... الجسد كان ولا يزال يخدمك منذ أن حملت بك أمك، وسيستمر حتى لحظة موتك... سيقوم بكل شيء ترغب أن تقوم به، حتى المستحيل، ولن يعصيك أبداً في أي لحظة!

 

إلى الآن لا يمكن حتى تخيل صُنع آلة مطيعة جداً ومذهلة وحكيمة مثل الجسد... إذا أدركتَ كل وظائف جسدك ستفاجأ كثيراً... لم تفكر يوماً بماذا يقوم جسدك في كل لحظة... إنه حقاً لمعجزة وإعجاز وأكبر سر وغموض في الكون.. لكنك لم تنظر بهذا الاتجاه من قبل...

 

لم تهتم أبداً بأن تتعرف على جسدك وتحبه، وتستمر بالتظاهر بمحبة الآخرين...

لا تستطيع يا صديقي، لأن الناس الآخرين يظهرون لك أيضاً كأجساد.

 

الجسد هو أكبر سر غامض في الوجود كله... وهذا السر يحتاج منك الحب... تعرّف على خفاياه ووظائفه وقدراته بلطف ومودة.

وللأسف، كل الأديان والتي بقيت الآن كمعتقدات فقط خالية من الإيمان، تعادي الجسد بشكل رهيب... لكن هذا العداء يعطي دليلاً واستنتاجاً هاماً أكيد: إذا عرف أحد ما حكمة وأسرار الجسد، لن يهتم أبداً برجال الدين أو بالله، لأنه وجد أكبر لغز وأعظم سر داخل نفسه، من عرف نفسه عرف ربه؛ وليس العكس، وضمن سر الجسد بالذات ينطوي وعيك والمجرات والعالمُ الأكبر.

 

حالما تدرك وجود وعيك، كيانك، جوهرك، لن يبقى هناك إله جالس فوقك يسيطر عليك ويتحكم بك كالدمية... وفقط شخص عارف بالله مثل هذا يمكن أن يحترم الناس الآخرين والكائنات الحية الأخرى، لأنها كلها غامضة وتحمل نفس السر الذي يحمله، لكنها مظاهر متنوعة مختلفة تجعل الحياة أكثر ثراء وغناء...

 

حالما يجد المرء وعيه داخل نفسه، يكون قد وجد الألوهية ومفتاح الأبدية واللانهاية... وأي عملية تعليم لا تعلمك محبة جسدك والرحمة تجاهه، لا تعلمك كيف تدخل في أسراره وكنوزه، لن تقدر على تعليمك كيف تدخل في أبعاد وعيك الأعلى.

 

الجسد هو الباب... هو خطوة البداية الأولى... وأي نظام تعليم يتجاهل موضوع "الجسد والوعي" ليس فقط تعليماً ناقصاً، بل إنه ضار جداً لأنه سيستمر بالتدمير دون توقف.

تفتّح الوعي داخلك هو فقط الذي سيمنعك من التدمير... وهذا سيعطيك رغبة كبيرة في الإبداع والخلق، خلق المزيد من الجمال في الأرض، مزيد من الراحة والخير... ولهذا أضمّن الفن كالجزء الثاني من الجامعة.

 

الفن هو جهد واعي لخلق الجمال واكتشافه، لجعل حياتك أكثر فرحاً، ولتتعلم كيف ترقص وتحتفل على مسرح الحياة.

 

الجزء الثالث هو علم خلاق... الفن يستطيع صنع الجمال، والعلم يستطيع اكتشاف الحقائق المادية الموضوعية، والوعي يستطيع اكتشاف الحقيقة الذاتية الداخلية.

 

هذه الأجزاء الثلاثة معاً تستطيع جعل أي نظام تعليمي شيئاً متكاملاً.

كل شيء سواها يكون ثانوياً... قد يكون مفيداً لأهداف عادية دنيوية، لكنه غير مفيد للنمو الروحي، غير مفيد لإيصالك لينابيع الحب والفرح والسلام والصمت داخلك.

والإنسان الذي لم يختبر النشوة الداخلية في حياته، يكون قد عاش دون أن يعيش... حياة عقيمة، فقط يتكاثر كالخضار، يجرّ نفسه من الرحم إلى القبر، ولم يستطع أن يرقص أو يغني أو يساهم بأي شيء في العالم.

 

حسب نظرتي للحياة، الإنسان المتدين الحقيقي هو الإنسان الذي حمل الأمانة وساهم وزرع بعض الجمال في العالم، بعض الفرح والسعادة والاحتفال التي لم تكن موجودة قبل قدومه... هو الإنسان الذي صنع شيئاً جديداً طازجاً، بعض الأزهار والعطور والأنوار.... لكن الدين لم يُفهم أبداً ولم يُعرّف بهذه الطريقة من قبل..

 

لقد كانت ولا زالت طرق تعريف وتفسير وتبشير الدين خاطئة جداً وبشعة... ولم تساعد البشرية على النهوض والوصول إلى قمم الفرح والجمال والحب... لقد أغرقت البشرية بكاملها في بحر من الدماء والبؤس والعناء... لم تعلمك الحرية مطلقاً، وعلى العكس، فرضت عليك كل أنواع العبودية باسم "الطاعة"... والطاعة لمَن؟

طبعاً لرجال الدين والطاعة لكل من عنده مال وسلطة واستطاعة... باختصار الطاعة لكل أصحاب المصالح الخاصة.

 

كانت ولا تزال أقلية قليلة تستعبد البشرية بكاملها طيلة قرون...

ولا شيء سوى نظام تعليمي صحيح، يمكن أن يغير المصير من هذه الحالة البشعة والمريضة، ويصل بنا إلى حال الصحة والصحوة والاحتفال.

 

فكرتي عن الجامعة العالمية للعلم الخلاق والفن والوعي،

هي بكلمات أخرى نظرتي إلى الدين الحقيقي:

 

الإنسان بحاجة إلى جسد أفضل وأكثر صحة

الإنسان بحاجة إلى كيان أكثر وعياً وصحوة

الإنسان بحاجة إلى كل أنواع الراحة والرفاهية

التي يمكن للوجود أن يقدمها لنا هنا والآن...

الوجود مستعد فوراً لإعطائك الجنة هنا والآن ولكل إنسان

لكنك تستمر بالتأجيل، تستمر بوضع الجنة في المستقبل...

وتضعها دائماً بعد الموت

 

في أحد الأيام، كان حكيم عظيم على فراش الموت... وقد تبعه آلاف المريدين، واجتمعوا كلهم عنده قبيل أن يموت...

فتح عينيه ببطء... لم تبقى إلا بضعة أنفاس ويرحل إلى الشاطئ الآخر... يرحل دون عودة للأبد... وكان كل شخص متلهفاً لسماع آخر كلماته...

 

قال الحكيم الكبير:

"لقد كنتُ طيلة سنين حياتي أعلمكم التأمل والحب والفرح والغبطة والنشوة.. وأنا الآن مغادر إلى الشاطئ الآخر، ولن أعود ولن أتواجد هنا مرة أخرى... وأنتم سمعتم كلماتي، لكنكم لم تطبقوها وتعيشوها... كنتم دائماً تؤجلون... لكن الآن لا جدوى من التأجيل فأنا ذاهب.. هل هناك أي شخص مستعد للذهاب معي؟"

 

ساد في تلك اللحظة صمت مطلق، تسمع فيه صوت وقوع الإبرة... نظر الناس إلى بعضهم البعض، معتقدين أن ذاك التلميذ الذي كان مريداً مخلصاً لأربعين سنة، لا بد أنه مستعد... لكنه هو أيضاً كان ينظر إلى الآخرين، ولم يقف أي شخص.

 

فقط رجل واحد في الصف الأخير رفع يده... ففكر الحكيم العظيم في نفسه: "على الأقل، هناك شخص واحد عنده شجاعة كافية"...

 

لكن ذلك الرجل قال: "رجاء، دعني أوضح لك الأمر، لماذا لم أقف... لقد رفعتُ يدي فقط... إنني أريد معرفة كيفية الوصول إلى الجنة والشاطئ الآخر، لأنني اليوم طبعاً غير مستعد، هناك عدة أشياء تنتظرني لأكملها: أتى ضيف إلى منزلي، وابني الشاب سيتزوج، لذلك لا أستطيع الذهاب معك اليوم... وأنت تقول أن المرء لا يستطيع العودة من الشاطئ الآخر...

لكن بالتأكيد يوماً ما، سوف أذهب للقائك هناك... إذا سمحت، اشرح لنا مرة أخرى واحدة فقط... بالرغم من أنك كنت تشرح لنا طيلة أيام حياتك، لكن فقط مرة واحدة من جديد: كيف يمكنني الوصول إلى الأصول؟

لكن رجاء أبقي في فكرك أنني لستُ مستعداً للذهاب الآن... أريد فقط إنعاش ذاكرتي، بحيث أستطيع الذهاب عندما يأتي الوقت المناسب..."

 

ذلك الوقت المناسب لا يأتي مطلقاً!

 

هذه ليست قصة عن ذاك الرجل المسكين فقط، بل هي قصة ملاييييين الناس، بل معظم الناس تقريباً... كلهم ينتظرون الوقت المناسب، ينتظرون الأبراج والموضع الصحيح للنجوم... يستشيرون المنجمين وعلماء الفلك والغيب والتبصير وقراءة الكف... يسألون بطرق مختلفة عما سيحدث غداً.

 

الغد لن يأتي، ولم يأتي أبداً!!... هذه ببساطة مجرد طريقة غبية للتأجيل.

 

كل ما يحدث، يحدث اليوم، والآآآآن.

 

نظام تعليمي صحيح، سيعلم الناس كيف يعيشون هنا والآن، في هذا المكان والزمان، كيف يصنعون جنة على هذه الأرض، وعدم انتظار الموت حتى يأتي، وعدم البقاء في الهم والغم والشقاء حتى يأتي الموت ويخلصك منها!

 

دع الموت يجدك وأنت ترقص مليئاً بالفرح والحب....

 

اختبار غريب حقاً، شرحه العلم وحدث كثيراً.... أنه إذا استطاع إنسان أن يعيش كل حياته وكأنه في الجنة منذ البداية والأصل، لا يستطيع الموت أخذ أي شيء من اختبار ذلك الإنسان.

 

هذه الجامعة ، ستعلمك أن الجنة هنا أمامك في قلبك وموجودة الآن، لا يوجد أي جنة أخرى في أي مكان آخر، ولا حاجة لأي تحضير لكي تكون سعيداً.

لا حاجة لأي تدريب لكي تكون محباً....

مجرد قليل من اليقظة والصحوة، قليل من الفهم...

وإذا كان التعليم لا يستطيع إعطاءك هذا الفهم القليل، فهو ليس تعليم...

 

مفهوم هذه الجامعة الحقيقية العالمية

يعني أن على العالم بكامله تعليم التأمل، الفن، والعلم الخلاق

 

إذا استطعنا صنع نظام تعليمي عاقل حول العالم، ستزول الانقسامات والصراعات بين الأديان والتمييز بين الأبيض والأسود والأصفر والأمم والعروق، والسياسات البشعة التي تعيش على هذه الانقسامات، والسلوك الغبي عند البشر في التحضير المستمر للحروب.

 

سامحوني... كلما أرى جندياً لا أستطيع تخيل أن هذا الرجل فيه دماغ أبداً.. حتى الحيوانات لا تصير جنوداً... لكن يبدو أن الإنسان لم يعد يهمه إلا شيء واحد: كيف يقتل.... كيف يقتل ببراعة أكبر... كيف يطور أساليب وأدوات القتل والدمار الشامل.

 

نظام تعليمي صحيح، سيعلمك كيف تجد أغنيتك الخاصة ليصدح صوتك في الأجواء... سيعلمك كيف ترقص بلا حياء... كيف تحتفل بأمور الحياة الصغيرة وتجعل هذا الكوكب بكامله حياً نابضاً بالحب والهناء...

 

على حد علمنا، كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد الذي يستطيع فيه الناس أن يحبوا... يستطيعون فيه أن يتأملوا.. وأن يستنيروا... الكوكب الوحيد الذي يمكن أن يظهر فيه أنبياء وأولياء وأناس مثل الحلاج وابن عربي وسقراط ولاوتسو...

 

إننا محظوظون جداً لوجودنا على هذا الكوكب الصغير... إنه أحد أصغر الكواكب في الكون، لكن حتى أكبر وأعظم النجوم، الأكبر من هذه الأرض ملايين المرات، لا تستطيع الادعاء بظهور واحد مثل أينشتاين أو المسيح أو النبي أو جبران...

 

من الغريب أنه في كل هذا الكون الشاسع، لم يستطع الوجود أن يصنع قليلاً من الوعي والحياة إلا في هذا الكوكب الصغير...

والآن، الأمر في يدنا نحن، لكي ننمو من هذه البداية الصغيرة ونصل إلى القمم اللامتناهية، التي تمثل قدراتنا الكامنة القادمة معنا منذ ولادتنا.

 

إلى الآن، لم يسر التعليم بالاتجاه السليم... كان ولا يزال يعذب الطلاب دون فائدة بتعليمهم التاريخ والجغرافيا والخرافيا... إذا كان أحد ما تهمه هذه المواضيع، فلا بأس من توافرها... إذا كان أحد ما مهتماً بمعرفة القسطنطينية أو معرفة جنكيز خان وتيمورلنك وهتلر، يصطفل! دعه يقرأ عنهم... لكن لا حاجة لتعليم الناس إجبارياً كل هذه الفضلات والنفايات العفنة التي حدثت في الماضي، حوادث غبية جداً ولا يمكن حتى تصديقها.

 

تعليم الناس أنه كان هناك أشخاص في التاريخ مثل جنكيز خان وتيمورلنك ونادرشاه  والاسكندر الكبير، هو تعليم للناس عن الجانب الخاطئ من شخصيتهم وكيانهم.

 

الأنبياء والحكماء والأولياء هم الذين يجب تدريسهم للناس، وبلغة العلم لا التاريخ... أولئك هم الجانب الصحيح من الوعي... حسب علم النوايا، تعليم الناس عن النوع الخاطئ من الشخــخصيات يعطيهم انطباعاً أنه لا بأس، بل من الجيد تماماً، إذا عاشوا حياة خاطئة مثلهم!... إذا كنتَ تسير لتصبح تدريجياً مثل جنكيز خان الذي أباد الملايين، فلا يوجد أي خطأ عندك، لأنك بهذا لا تفعل أي شيء جديد، لأن "الإنسان" كان ولا يزال يفعل ذات الشيء منذ زمان!!!!

 

علينا أن نعيد كتابة التاريخ، ونرمي كل الشخصيات الخاطئة خارجه، ونحمي أولادنا من برمجة خطيرة جداً: هي أن الإنسان كان دائماً مشغولاً بشيء واحد فقط هو الحرب والقتال والمنافسة والطمع....

 

علينا أن لا نعلم أولادنا ما قد حدث، بل ما يمكن أن يحدث...

ليس الماضي بل المستقبل...

لماذا نضيع كثيراً من الوقت بتدريس مواضيع ليس لها فائدة في الحياة الواقعية الملموسة؟.. بدل توجيههم مباشرة إلى فن الحب، فن الحياة، معنى الوجود، التحضير للموت بفرح وصمت وتأمل...

 

كل ما هو ضروري وجوهري مفقود من التعليم الحالي

وكل ما هو ثانوي وغبي تماماً يملأ مدارسنا وجامعاتنا ويُدرس بالإجبار

 

يقولون أن التاريخ يتكرر ويعيد نفسه... التاريخ لا يعيد نفسه أبداً، لكن غباءنا يجعلنا نستمر ونستمر بتعليم الشيء ذاته لكل جيل... بهذا يتبرمج الأطفال المساكين على تقليد نفس الأبطال العظماء الذين كانوا في الواقع مجرمين لا أبطال!

مجرد شخص واحد، مثل جنكيز خان، قتل أربعين مليون شخص... من الأفضل رمي كل المعلومات عن هكذا أشخاص من التعليم والتدريس...

لنقدّم ونعلّم فقط عن أشخاص جميلين ومفيدين، زرعوا وأبدعوا في الحياة...

بهذا يعتاد طلابنا على أن كل شيء خير وجيد هو شيء طبيعي... هذا علم "استبقوا الخيرات"... وأن كل شيء سيء حدث عرضياً، لا بل السيء لا يحدث ولم يحدث أبداً، والجيد هو الأمر الطبيعي العادي الذي يحدث دائماً وأبداً.

 

أن تستنير وتفهم وتصبح من العارفين ليس شيئاً نادراً أو شاذاً...

يجب أن نعلم كل طفل، أن الاستنارة هي ظاهرة عادية أقرب من حبل الوريد... وأي شخص عنده ما يكفي من الحكمة سيستنير ويمتلئ بالعلم والنور...

 

أنتم جميعاً نور من نور... وأنتم نور العالم

أهم وأعظم ثورة يجب أن تحدث،

ستحدث في عملية التعليم والتدريس وأنظمتها

وإلا سوف يستمر الإنسان بتكرار التاريخ

حتى لو وصل وعاش في المريخ

 

 

أضيفت في:4-6-2010... الجامعة> منهاج تأسيس الجامعة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد