موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

كيف تكون مفيداً للمجتمععع؟

يضحكني هذا السؤال... من قال لك أن هناك مجتمع؟... ومن قال لك أن عليك أن تفيد المجتمع أو البشرية؟... طبعاً أصحاب المصالح الكبرى.

في الحقيقة لا يوجد بشرية بل بشر.. وليس همك وهدفك مساعدة أحد بل ساعد نفسك... نفسي ثم نفسي ثم نفسي ثم أخي... عندها كل شخص سيساعد نفسه وتلقائياً سيفيض عنه الحب والخير لكل من حوله حتى سابع جار...

 

لكن إذا أردت وكما طلبت... سأعلمك الآن كيف تكون مفيداً للمجتــــمـعععععع!

عندما تذهب إلى عملك كل صباح وتهدر 8 ساعات من يومك دون أي إنجاز يستحق الذكر على مدى ثلاثين عاما دون أن تشتكي أو تتذمر أو تفكر أن تتذمر , فأنت تفيد المجتمع!

عندما تفني 8 ساعات يوميا من أيام عمرك الذي لن تحصل على بديل عنه مهما فعلت على مدى ثلاثين عاما لانجاز أعمال ورقية تخص المسئولين والمدراء, فأنت تفيد المجتمع!

عندما تمضي 8 ساعات يوميا من عمرك الجميل مكتفيا بمبلغ بالكاد يسد رمقك دون أن تفكر بالمطالبة بأجر يوفر لك الحياة الكريمة, على مدى ثلاثين عاما فأنت تفيد المجتمع كثيراً!

 

صحيح أن ( القناعة كنز لا يفنى )

ولكن لماذا نمجد ثقافة الفقر والحرمان...

(وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما)

 

الوظيفة في دول العالم الثالث يا صديقي هدر لعقلك ولروحك ولقدراتك اللامحدودة التي وضعها بك الكون!

هي ميثاق وقعت عليه مع العدم تلتزم من خلاله بالتنازل عن روحك وعقلك وقدراتك!

 

ما هو اكتئاب ما بعد الـ 60 ؟

ما هو هذا الضياع؟ لماذا يخرج الإنسان في هذا العمر محطماً يائساً مشبعاً بالأمراض... ويبدأ بافتعال المشاكل لأتفه الأسباب؟ هل هذا بسبب الاستغناء عن خدماته وشعوره أنه أصبح بلا معنى؟

 

كلا يا صديقي المشكلة أنه أمضى عمراً بلا أحلام بلا اتجاه بلا طموحات, المشكلة أنه أدمن جدران الأمان الوهمية التي خلقتها له الوظيفة وأحاطته بها من كل مكان!

حتى لم يعد يجد ضرورة للحلم أو للبحث أو للمعرفة أو لاكتشاف الجديد... لأن هذا ما يهدف إليه النظام الوظيفي تماماً, إنه يستنزف طاقاتك على مر السنين.. إنه يدفع لك رغم أنك لا تنجز ما يستحق الذكر، ليضمن عدم تفكيرك باستخدام قدراتك، ليضمن عدم تفكيرك باقتراف جريمة المبادرة والإبداع والاستقلالية وتهديد وجوده!!!

 

لماذا يخرج المتــــقاعد مريضاً؟

لأن هناك طاقة فائضة لم تستخدم ولم تزهر ولم تنتشر كالعطر فتحولت إلى سموم!

 

العيش وفق نظام يبرمج الإنسان ويحوله إلى آلة... آلة تستيقظ في نفس التوقيت وتذهب إلى بيتها في نفس التوقيت وتعمل ذات الأعمال كل يوم.. تدريجياً تتحول إلى آلة والآلة يصعب عليها الاستمتاع بألوان الحياة والفرح... يصعب عليها الرقص مع الطيور والفراشات يصعب عليها الحب لذلك هذا الطريق لن يقودك إلا إلى الحزن...

 

( ما مِن دابة على الأرض إلا وعلى الله رزقها )

هكذا يفعل الكون... الكون يخلق كائناته ويخلق حاجاتها معها.

 

ماذا يحدث إذا ترك الناس وظائفهم الآن!؟؟

إن الطيور التي تنزل إلى أرصفة الشوارع في المدن وتنقر منها لم تفكر: أين سأجد طعامي غداً إذا تركت الأشجار والغابات والحقول والحدائق؟!

ماذا يحدث إذا ترك الناس وظائفهم الآن؟

هل سيموتون من الجوع؟

ما أعداد الناس التي تموت من الجوع في العالم لأنها لم تجد عملا؟

 

ماذا يحدث بعد الـ 60 ؟

أعظم الاكتشافات والاختراعات والأعمال الفنية تم إنجازها بعد محطة الـ 60 ...


الموظف لا شيء... وجميل أن تكون لا شيء... لا أحد...

لكن هناك فرق كبير بين أن تكون موظفاً عند الله أو عند عبد للمال...

هناك فرق كبير بين شعورك أنك لاشيء لأنك جزء من هذا الكون الرائع وتفنى به بسلام متحولاً إلى هالة فرح ونور...

وبين أن تشعر أنك لا شيء لأنك أضعت عمرك و لم يتبقى لك ما تحيا لأجله.. فتتحول إلى كتلة من الهم والغم عاجزاً عن الفناء بسلام...



هدف الشركات الكبرى استغلال الإنسان..

وما لم نصحو الآن... سنصير هكذا جميعاً.. عبيد للمال والأزرار والبرامج...

http://www.alaalsayid.com/images/articles/Human__Robot.jpg



thank you salaam

أضيفت في:6-1-2011... كلمة و حكمة> من قلب الأحباب
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد