موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

التأمل و الجمال

HTML clipboard

البشاعة والجمال لا علاقة لهما بالجسد والجلد...

جمال الجسد أو عدم جماله أمر سطحي...

الجمال الحقيقي يشع من الداخل لا علاقة له بالشكل الخارجي

فإذا صرتَ جميلاً في داخلك سيبدأ الجمال بالتدفق منك... سيشرق وجهك بنور جميل...

لقد رأينا ذلك كثيراً... حتى الشخص البشع حين يصبح متأملاً يغدو جميلاً...

فالنور والحب بدأ يجري في داخله...

لطالما راقبنا ذلك سنة بعد سنة... حين يأتينا الناس ويدخلون مواقعنا وبيوتنا

يأتوننا بوجوه مختلفة كلياً...

حين يبدؤون بالتأمل.. الرقص.. الغناء والاحتفال...

تزول كل التعقيدات... الهموم والتوترات...

تختفي تدريجياً تعاستهم التي أصبحت جزءاً من وجوههم الكئيبة...

ويظهر حبهم ونورهم.. يفهمون ويعيشون حقيقتهم.. يصبحون سعيدين بسيطين كالأطفال..

تلك النعمة والرحمة تنبع من داخلهم... وتشرق الشمس في أعماقهم...

 

الجمال أو البشاعة في الجسد ليسا حقيقيين... الجمال الحقيقي في الداخل...

أستطيع أن أعلمك كيف تكون جميلاً من الداخل... فذلك هو الجمال الحقيقي...

وحالما تعرف هذا الجمال لن تهتم أياً كان شكل جسدك أو مظهره...

عيناك ستشعان فرحاً... ووجهك سيمتلأ بالنور والإشراق...

بالمقارنة بين الاثنين لن يعود لشكلك الخارجي أي معنى... فلا تقلق بشأنه...

 

التأمل هو مصدر ونبع الجمال.. لكن لا تأخذ الموضوع بجدية... كل هذا مجرد مزحة...

وإلا ستصبح سياسياً من جديد..

فإذا صرت سياسياً ستصبح بشعاً أكثر... وكل شيء يعمل بالاتجاهين...

الأشخاص البشعين يصبحون سياسيين والسياسيين يصبحون بشعين!..

سيكون من المستحيل ألا تصبح بشعاً...

فعالم السياسة بأكمله ليس سوى عملية مستمرة من العنف والدمار والكذب والنزاعات والشجار...

وهذا سيجعلك أكثر تعاسة.. لن تحظى بسلام الفكر وراحة البال والحال...

بل سيفقدك سكونك ويسلبك طاقتك وقوتك... ويجعلك باهتاً خاملاً بليداً...

فالأغبياء فقط هم الذين ينجحون في عالم السياسة...

 

لذلك أقترح عليكم أن تكملوا المعادلة ونتيجة هذا البحث الجديد:

الجزء الأول منها هو أن الأشخاص الخاملين والغير أذكياء عندهم احتمال أكبر للنجاح كسياسيين...

والجزء الثاني هو أن الأشخاص الذين يصبحون سياسيين يصيرون بشعين وباهتين...

كالتماثيل خاملين جامدين...

طبعاً هذا لازم، لأن نجاحك في عمل ما هو نتيجة تمرينك المستمر على القيام به...

أياً كانت مقوماته فقد صارت واحتلت جزءاً منك...

رويداً رويداً يصبح عملك هو أنت نفسك... يعبّر عنك... ويصبح حقيقتك...

فتنسى حقيقتك...

لذلك يصبح السياسيين أكثر فأكثر بشاعة...

 

تأمل.. أحب.. افرح.. غني.. ارقص واحتفل وستختفي البشاعة....

اجذب إليك طاقة الحياة والكون وستختفي الطاقة السلبية تلقائياً...

اجلب النور لغرفة معتمة وسيختفي الظلام منها...

 

الجمال أمر نسبي...

مثلاً ضع نوراً قوياً بالقرب من شمعة صغيرة... وستفقد الشمعة معناها...

وهكذا أنت في التأمل تجلب إليك السمو بالنمو.. فيختفي الأدنى بحضور الأسمى...

حين تحضر الملائكة تذهب الشياطين...

 

فقط أحضر ذلك الجمال الداخلي وذلك هو الأسهل...

بدلاً من أن تتصارع مع الظلام... أو تدين البشاعة...

في ما يخص ذاك الجمال السطحي لا يمكنني مساعدتك...

فأنا لست جراحاً تجميلياً... بإمكانك إيجاد أحد أخصائيي التجميل لمساعدتك...

وكسر أنفك وحقن قليل من السيليكون... لكن ذلك لن يساعد في شيء أبداً...

ربما لديك أنف طويل بحاجة للتصغير.. لكن تصغيره لن يحدث فيك أي فرق...

إذا بقيتَ من الداخل كما أنت، فإن جمالك الخارجي سيعبر عن القبح والعار

وعدم الرضا الداخلي فيك... سيكون مجرد تناقض جديد مع نفسك...

فأضف بعضاً من جمال روحك...

 

هذا ما نفعله ونعيشه... التأمل هو العلم الذي يعلمنا فن أن نعيش الجمال الداخلي...

الرحمة الداخلية... البركة والنعمة الداخلية... أن نتصرف ونعيش بجمال...

دع السماء تمطر عليك نعماً وحباً...

دع الله يسري في روحك ويصبح نوره من نورك...

وستنسى جسدك...

سيتحول جسدك إلى سماد يغذي بذرة النور في داخلك..

وستنمو تلك البذرة لتعطي الأزهار.. وتنثر العطور والأنوار..

فتصبح حياتك حديقتك وجنتك...

أضيفت في:9-1-2011... كلمة و حكمة> صورة و عبرة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد