موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

المظهر الخارجي انعكاس للجوهر الداخلي

HTML clipboard

الجمال الخارجي يأتي من مصدر مختلف عن الجمال الداخلي

الجمال الخارجي يأتي من الأب والأم، لأن جسدهما خلق جسدك

لكن الجمال الداخلي يأتي من نموك وسموك أنت

من وعيك الذي تحمله عبر الأجيال والأحوال...

فيك اجتمع الاثنان يا إنسان:

الإرث المادي وهو الشكل الخارجي الذي ورثته من والديك...

والإرث الروحي الذي ورثته من حيواتك السابقة....

وهو الوعي والفرح والرحمة...

إذاً ليس من الضروري أبداً أن يكون المظهر الخارجي انعكاساً لعالمك الداخلي...

وأيضاً العكس، الداخل لا يماثل الخارج دائماً...

لكن قد يحدث أحياناً أن جمالك الداخلي يكون كبيراً

لدرجة أن نورك يشع من جسدك الخارجي أيضاً...

قد لا يكون جسدك الخارجي جميلاً

لكن النور الذي ينبع من الحياة والنور الإلهي الأبدي في داخلك

سيجعل حتى من الجسد العادي أو الغير جميل جميلاً..مشرقاً ومشعاً..

 

لكن العكس ليس صحيحاً أبداً..!

جمالك الخارجي بعمق بشرة الجلد التي تغطي الجسد لا أكثر...

لا يمكنها أن تؤثر بجمالك الداخلي...

وعلى العكس، الجمال الخارجي يصبح عائقاً في بحثك عن الداخلي...

ستصبح مأخوذاً منشغلاً بالظاهر... عندها من الذي سيبحث عن المصدر والباطن؟؟

وهذا ما يحدث غالباً.. الأشخاص الذين يظهرون جميلين من الخارج... بشعين من الداخل...

جمالهم الخارجي يصبح غطاء ليخبئوا أنفسهم خلفه.. وهذا ما يختبره ملايين الناس يومياً...

أنت تقع في حب امرأة أو رجل ما... لمجرد الشكل الخارجي الذي تراه...

وبعد مضي بضعة أيام... حين تبدأ التعرف عليه من الداخل وتبدأ اكتشاف عالمه...

ستجد بأن جماله الخارجي لا يشبهه أبداً بل على العكس إنه قبيح جداً من الداخل...

 

ومثال على ذلك الملك العظيم الاسكندر الذي كان يملك جسداً رائع الجمال

لكنه قتل الملايين من الناس... فقط كي يرضي غروره بأن يدعى قاهر العالم....

حين كان في طريق فتوحاته نحو الهند قابل رجلاً يدعى ديوجين..

وكان الرجل الوحيد في اليونان الذي استوقف بجماله الاسكندر

جعله يوقف الجيش بأكمله قرب الغابة والنهر الذي يجلس ديوجين عنده...

لقد كان جمال ديوجين العاري أخاذاً ليس فقط من الخارج،

فالنور الذي يشع من داخله كان مبهراً لدرجة أنه لا يمكن لأحد تجاهله...

حتى الاسكندر توقف ليراه ومشى إليه لوحده،

لأنه لم يرد لأحد أن يعرف بوجود رجل ما، أجمل من الاسكندر نفسه...

كان الصباح باكراً وديوجين يجلسُ عند ضفة النهر عارياً تحت أشعة الشمس يستمتع بنورها..

لم يصدق الاسكندر عينيه عندما رآه... هذا الرجل لم يكن يملك شيئاً..

مجرد شحاذ فقير... لا يملك حتى إناء ليشحذ به...

بالرغم من ذلك لم يصدق الاسكندر ما يرى..

لم يرى شخصاً بهذا الجمال من قبل...

واستطاع أن يرى بأن هذا الجمال لا علاقة له بشكل هذا الشاب وجسده...

فقد كان النور يحيط به..... كأن هالة أو شعاعاً مختلفاً ينبعث منه...

المكان من حوله في سكون وشجون... والعطر يفوح ويملأ الأرجاء...

 

عندما يصبح داخلك جميلاً... وهذا الأمر بيدك...

سيكون على السطح والأمواج في الخارج أن تصنع نفسها حسب الداخل...

على الخارج أن يعكس الداخل بطريقة ما...

الجوهر موجود في الداخل أما الخارج فهو متغير وزائل...

 

لكن العكس غير صحيح....

يمكنك أن تقوم بعمليات التجميل.. وأن تمتلك أنفاً جميلاً...

عينان جميلتان... يمكنك أن تغير بشرتك وشكلك وحتى جنسك...

وذلك لن يغير شيئاً من حقيقتك وكيانك...

في الداخل ستبقى الشخص ذاته: الجشع.. المليء بالشهوة والعنف والغضب

الغيرة والانتقام وحب السيطرة والتسلط...

تلك الأشياء لن تزول بعمليات التجميل....!!

تلك الأشياء تحتاج لنوع آخر من عمليات التجميل...

وهذا ما يحدث لزوار مواقعنا وبيوتنا وقلوبنا...

كلما صرتَ متأملاً ومتناغماً أكثر.. مليئاً بالسلام والسكينة الساكنة...

ستكون في إيقاع متناغم مع الكون... فللكون نبضه أيضاً...

وحين ينبض قلبك مع نبض الوجود وتزول القيود والحدود بين العابد والمعبود...

ستعرف معنى الوئام بين الخالق والإنسان وتستيقظ فيك الأكوان... وتستفيق أيها الغفلان...

ستنتقل فعلاً من عالم الحيوان إلى عالم الإنسان...

حتى مرحلة الإنسان لن تكون نهاية بحث العطشان...

بالبحث أعمق فأعمق ستصل إلى مكان تتجاوز فيه الإنسانية والإنسان...

مكان تصبح فيه صلاتك صلتك مع مبدع هذا الكيان..

ستعيش في الألوهية التي تروي كل ظمآن للحقيقة.. وصاحب الحق عطشان....

وحيث يتجلى الله يختفي الجهل والنسيان..

بحضرة النور يختفي الظلام.. وتحل نعمة العرفان في الوجدان...

هذا الكيان الداخلي الذي تسكنه قوة الرحمن... سيدوم على مر الأزمان...

لكن الشكل الخارجي ضعيف ومؤقت.. كم من السنين ستبقى شاباً؟؟؟

بمجرد أن يرحل الشباب وتتقدم في العمر سيختفي هذا السحر...

إلا إذا كبر معك بنيانك الداخلي وقوي الكيان...

عندها حتى إذا صرت كبيراً في السن ستبقى شاباً جميلاً...

وحتى الشباب اليافعين سيغارون منك الآن...

أضيفت في:22-1-2011... كلمة و حكمة> صورة و عبرة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد