موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

العلاقة هي نوع من القيود

يجب اعتبار الجنس شيئاً طبيعياً تماماً....
لكننا نعتبره شيئاً جدياً جداً:
إما أن ندينه ونقول أنه بشع...حيواني... سفلي
أو نرفعه لدرجة القداسة والإلوهية
لكننا لا نقبله أبداً كشيء إنساني أو شيء من المرح...
بالطبع هو ممتع ومرح... إنه رياضة جيدة!
وستبقى الإنسانية مثقلة بالهراء والتفاهات إذا لم نقبل بجماله كرياضة...
إنه نشاط عضلي جيد أيضاً... بل هو أفضل التمارين.

إذا أخذتُموه بدون جدية.... فلا حاجة للقلق
يسألونني كثيراً عن الانجذاب للمثل..
حتى وإن كنتِ منجذبةً لامرأة وأنت منجذب لرجل... لا داع للقلق القلق لن يفيد
ولا مشكلة في أي انجذاب تجده عندك
في عالم حر حقيقي غير مشفر بماضيه الجاهل البدائي،
في عالم مستنير حقاً.... سنقبَل بكل تلك الأشياء...

نعم بين الحين والآخر ستغرم وتغرمين برجل أو امرأة....
لا خطأ في ذلك... ففي داخلك يوجد الاثنان...
كل رجل هو الاثنان معاً... ذكر وأنثى...
وكل امرأة هي الاثنان معاً... أنثى وذكر..
لأنك مولود من لقاء رجل وامرأة...
لذلك نصفك يأتي من والدك ونصفك الآخر من والدتك...

لا شيء لتقلقي بشأنه... فقد يكون ذلك الجزء الذكري في داخلكِ منجذباً لامرأة أخرى...
لكن لأنكِ جسدياً امرأة... تشعرين بالخوف..
لا حاجة للخوف! خذي الأمور ببساطة...
هذه هي نظرتي الأساسية في الحياة: "خذ الأمر ببساطة"
وعندها يستطيع المرء أن يتجاوز تلك الأشياء بسلاسة وبارتياح ورضا
أكثر من حالة الجديّة الجامدة...

إذا أخذت الأشياء بجدية ستصبح متشابكاً معها ومثقلاً بها
وتلك ليست مشكلة كبيرة... هناك مشاكل أكبر من ذلك بكثير...
مشكلتك هي لا شيء بالنسبة لها
على الأقل أنتِ منجذبة لامرأة أخرى... منجذبة لكائنات بشرية أخرى..
هذا أمر مقبول تماماً..
قد يكون غريباً أو ليس مألوفاً.... لكنه ليس شيئاً جديّاً كثيراً
أشياء كهذه تحدث طوال الوقت...
الناس الآن صاروا أكثر جرأة وخاصة في الغرب أصبحوا أكثر صدقاً
يسألون أسئلة لا يمكن لأي عربي أن يسأل مثلها...
ليس بأن أشياء كهذه لا تحدث في البلاد العربية... إنها تحدث كثيييييراً
لكن ليس هناك عربي واحد سيمتلك الشجاعة للسؤال عنها...
أشياء كهذه تحدث في كل مكان.... إنها جزء من حياة البشر ومرحلة من المراحل
لذا لا تَخلقي الكثير من الجدل حولها... ولا تُقلقي راحتك لأجلها...

هناك أشخاصٌ بليدين وميتين في الشعور والمشاعر....
يشعرون بالانجذاب فقط تجاه المال... السلطة... أو الشهرة والبهرة
أنتِ أفضل حالاً بكثير.. على الأقل أنتِ لست واقعةً بحب المال
لكن أولئك الناس الذين لا نعتبرهم منحرفين... هم المنحرفون الحقيقيون!
المال هو كل حياتهم ومعبودهم... إنه إلههم...

أنتي منجذبةٌ للنساء: جيد تماماً... اذهبي بعمق بعلاقة مع امرأة...
إذا جعلتي من ذلك قلقاً.. فلن تتمكني من الغوص بعمق في علاقتك..

تعمقي قدر المستطاع في علاقاتك مع النساء... ولا تقلقي..
ثم تعمقي قدر المستطاع في علاقتك مع رجل..
لأنه فقط من خلال ذلك التعمق مع رجل ستتمكنين من معرفة أن كل العلاقات غير كافية ولا وافية
حتى علاقة الرجل بالمرأة ليست كاملة.. ولا تمنحك أبداً الرضى الذي تَعِدُك به

فقط من خلال تجربتك أنت... ليس عبر ما قاله المعلمون والحكماء.. أو ما أقوله أنا..
عبر تجربتك وحدك فقط، سيأتي يوم تقدرين فيه على الذهاب إلى ما هو أبعد وأسمى من كل العلاقات.....
عندها يمكنكِ أن تكوني سعيدةً لوحدك....
والشخص الذي يمكنه أن يكون سعيداً لوحده هو الفرد الحقيقي بذاته....

إذا كانت سعادتك لا تزال معتمدة على الآخر فأنت عبد... لست حراً بعد
لا تزال مقيداً ومرتبطاً...

عندما تكون سعيداً لوحدك... عندما تستطيع العيش مع نفسك...
لن يكون هناك حاجة ملحّة لتكون في علاقة
هذا لا يعني أنك لن تتواصل مع أحد
لكن أن تتواصل شيء... وأن تكون في علاقة شيء آخر تماماً...
العلاقة هي نوع من القيود... بينما التواصل مشاركة
ستتواصل مع العديد من الناس... ستشارك فرحك مع الكثيرين
لكنك لن تعتمد على أحد بالتحديد...
ولن تسمح لأحد بالاعتماد عليك أنت بالتحديد
عندها ستعيش حياة مليئة بالحرية والفرح والحب..
وهذا ما تعنيه كلمة التأمل للمريد:
تعلّم كيف تكون لوحدك لكن سعيد

 

أضيفت في:21-12-2012... الحب و العلاقات> محبة بلا رباط
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد