موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

لا يوجد زيف أكبر من الحقائق التي يتم تعليمها

الدين، الدين، الدين.... آه كم نتحدث عن الدين كل يوم، لكن ما هي النتيجة؟

كل مَن أسمعه يتحدث عنه، يقتبس دوماً من الكتب والأحاديث المقدسة.. لكن ما هي النتيجة؟

الإنسان يغرق باستمرار في الألم والتعاسة، ونحن نستمر بترداد نفس المبادئ المستهلكة.

حياتنا تزداد ميولاً إلى حياة البهائم كل لحظة، ونحن لا نزال نحني رؤوسنا في معابد من الحجار كما كنا منذ ألوف السنين...

لقد انشغلنا كثيراً بالكلمات، بالكلمات الميتة، حتى نسينا وفقدنا القدرة على رؤية الحقيقة.

فِكرنا مقيّد جداً بالكتب المقدسة، لدرجة أننا فقدنا القدرة على البحث بأنفسنا..

وربما لأجل السبب ذاته، هناك فجوة شاسعة بين الفكرة والفعل...

وربما لأجل السبب ذاته، نستمر بالعيش بطريقة معاكسة تماماً للطريقة التي نعترف بأننا نحبها.. والمدهش أن هذا التناقض لا نستطيع حتى رؤيته!

 

ألم نصبح عمياناً، رغم أن عيوننا سليمة تماماً؟

أفكّر بهذه الحالة من الحياة، وأستنتج أن تلك الحقائق ذاتها التي لم يتم اكتشافها شخصياً، هي التي تدفعنا لهذه الفوضى والاضطراب.

الحقيقة، إذا اكتشفها الشخص بنفسه ستقوده إلى الحرية.. أما إذا لم تأتي من النفس، ستقيّده بسلاسل أثقل...

لا يوجد زيف أكبر من الحقائق التي يتم تعليمها... ومثل هذه الحقائق المستعارة ستنتج تناقضات مربكة جداً في الحياة..

 

كان هناك ببغاء أليف يعيش في قفص جميل... واعتاد أن يردد ما علّمه صاحبه ليل نهار... كان يقول باستمرار: "حرية... حرية... حرية"

أتى مسافر زائر إلى ذلك البيت... عندما سمع الببغاء، لامست كلماته أعماق قلبه... لأنه أثناء الحرب في بلاده لأجل الحرية تمّ اعتقاله عدة مرات... وعندما يقول الببغاء "حرية... حرية... حرية"، كاسراً الصمت المحيط بالبيت المعزول في أعلى الجبل، كان صدى كلماته يتردد في وديان قلبه... فيتذكر تلك الأيام في السجن، وأن كيانه الداخلي أيضاً اعتاد أن يصرخ بنفس الطريقة: "حرية... حرية... حرية"

 

عندما حل المساء، نهض المسافر وحاول تحرير الببغاء الذي كان راغباً مطالباً بالحرية... كان المسافر يجرّ الببغاء جرّاً من قفصه لكنه لم يكن مستعداً للخروج... وعلى العكس، تشبث بقوة بأسلاك القفص وصرخ بصوت أعلى: "حرية... حرية... حرية".

بعد صعوبة كبيرة استطاع إخراج الببغاء.. وبعد أن أطلقه ليطير في السماء رجع المسافر لينام... لكنه عندما استيقظ في الصباح، وجد أن الببغاء يقف بسعادة داخل القفص ويصرخ عالياً: "حرية... حرية... حرية".

أضيفت في:29-4-2014... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد