موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

ما معنى أن ترى الله في كل شيء؟

دع هذا يكون سلوكك وموقفك في الحياة.. ازرع هذه النظرة بأكبر عمق ممكن..

كل شيء في الحياة مقدس.. أينما تولّيتم فثمّ وجه الله.. أينما نظرت سترى الله أمامك، وأي شيء تلمسه ستلمس الله..

سواء أحببتَ أم كرهتَ فلا فرق.. إنه الله... في الصديق وفي العدو.. إنه دائماً هو ذاته... هو...

ازرع هذا في تربة كيانك.. دعه يغوص لأعماق قلبك، بحيث يصبح مناخاً يحيط بك.. حالة متواصلة في كل لحظة..

قد يحتاج منك بعض الوقت؟.. أولاً اسمح له بالظهور وتعمّق فيه..

عندما تلمس صخرةً ما، تذكر أنها مقدسة... وفي لحظة تذكرك، ستتغير فوراً نوعية اللمسة وستكون قادراً على رؤيتها والشعور بها... والصخرة ستبدأ تتجاوب بطريقة مختلفة...

عندما تنظر إلى الشجرة تذكر أنها مقدسة، وسترى أن الشجرة مختلفة لأن نظرتك أنت مختلفة وعيونك مختلفة.. لأنك أنت مختلف.

 

أنت تمثّل عالمك،

لذلك عندما تغيّر موقفك ستغير العالم ذاته الذي تعيش فيه..

 

لا يمكننا تغيير العالم.. ذلك ما كان السياسي يحاول فعله دائماً عبر العصور وقد فشل تماماً...

 

الطريقة الوحيدة لتغيير العالم هي طريقة الدين والتديّن:

قم بتغيير نظرتك، وستعيش فجأة في عالم مختلف..

 

نحن لا نعيش في نفس العصر والعالم، ولسنا جميعاً أشخاص معاصرين لبعضنا..

أحد الأشخاص ربما يعيش في الماضي، كيف يمكن أن يكون معاصراً لك؟.. قد يكون جالساً بالقرب منك لكنه يفكر بالماضي، وهنا لن يكون معاصر أو مناظر لك...

شخص آخر قد يعيش في المستقبل، في عالم لم يحدث بعد.. كيف سيكون معك ومثلك؟

فقط أولئك الشخصان اللذان يعيشان اللحظة هما معاصران، لكنهم في اللحظة لم يعودوا موجودين، لأنك عبارة عن ماضيك ومستقبلك... اللحظة الحاضرة هي من الله وليست منك.. ليس لها أي علاقة بك.

عندما يكون شخصان يقظان تماماً هنا والآن، فهما غير موجودان.. وهنا يوجد الله..

لذلك نحن نصبح معاصرين فقط في الله...

نعيش في نفس العالم فقط عندما نعيش في الله.. وإلا لا أحد يعيش مع أحد أبداً...

قد تعيش مع امرأة طوال سنوات، أنت تعيش في عالمك وهي تعيش في عالمها، ولهذا التصادم المستمر بين عالمين متداخلين.

بالتدريج، يتعلم المرء كيف يتجنب هذا التصادم... هذا هو ما ندعوه العِشرة والعيش المشترك: محاولة تجنب تلك الحيل التي تعلمناها، محاولة تجنب العراك والجدال، تجنب الوصول إلى الحرب... هذا هو كل ما ندعوه بالعائلة والمجتمع والبشرية... أشياء مزيفة!

لا يمكنك أن تكون فعلاً مع امرأة إلا إذا كنتما سوية تعيشان في الله..

لا يوجد أي حب آخر... ولا أي عائلة أخرى ولا مجتمع..

عندما تتبع صوت الحق الداخلي فأنت تدخل إلى عالم جديد وإلى عائلة جديدة.. ستبدأ تتعلم طرقاً جديدة للكيان والحياة.

دع هذا يكون أول خطوة وأساس عندك، ويمكنه تغييرك بشكل جذري.. أن كل شيء مقدس وأن الله موجود في كل شيء!

لذلك، اعتباراً من هذه اللحظة، تذكر هذا بقدر استطاعتك.

من الطبيعي أنك ستنسى عدة مرات، فلا تقلق... عندما تتذكر سيرجع النور في نفس اللحظة..

لا تندم على أنك نسيت ذلك لمدة ساعة.. هذا طبيعي.. فهو عادة قديمة جداً نعيشها منذ سنوات أو حيوات..

لا تحزن ولا تندم على نسيان الله أحياناً.. لا داعي للبؤس أو شعور الذنب..

إذا قدرت على التذكر فقط بضعة ثواني في كل 24 ساعة فهذا يكفي... لأن الحقيقة هي طاقة كامنة، قوية جداً لدرجة أن قطرة واحدة فقط من الحقيقة تكفي لتدمير كل عالم الوهم عندك... مجرد شعاع واحد من النور يكفي لتدمير ظلمة آلاف السنوات.

إذاً الموضوع ليس كمية... تذكر... ليس أن عليك التذكر 24 ساعة.. كيف ستتذكر!؟ لا يمكن طلب شيء مستحيل كهذا..

عليك فقط بالممكن والمستطاع.. بالتدريج، ستدفعك الحياة إلى مستويات أعلى وستكتشف فجأة أن المستحيل صار ممكناً.

إذاً متى ما قدرت أن تتذكر... عندما تمسك بيد صديقك، تذكر.. وشاهد عملية التحويل الأصيل..

فجأة ستصير أنت مختلف والآخر مختلف، وتتغير العلاقة بكاملها في تلك اللحظة.

بالنسبة للشخص الغريب الذي ينظر من الخارج، لا يزال كل شيء كما هو... لا تزال تمسك يد نفس الشخص كما أنت... لكن بالنسبة لك أنت تغيّر كل شيء.

وإذا كان الشخص الآخر منتبهاً قليلاً سيرى ذلك أيضاً ويشعر بالتغيير.. أن نوعاً مختلفاً من الطاقة وموجة جديدة من الذبذبات بدأت تتدفق منك... أمواج جديدة بدأ قلبك يرسلها ولم تكن موجودة منذ لحظات.

أضيفت في:25-1-2015... في قلب الله> الله و الألوهية
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد