موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

السياسيون.. مقابل البشرية

قال أحد الحكماء يوماً... أن إلحاح الشخص على أن يصبح سياسياً، يجب أن يكون كافياً لتجريد الشخص من حقوق الدخول في السياسة والسلطة... رغم ذلك، لا يزال المجتمع مبنياً على أنظمة الحكومات التي لا يستطيع الاستمرار من دونها.

ما هو الشيء الذي يزيل الإنسانية من السياسيين، وهل هناك طريقة أخرى؟ لنسأل أوشو:

 

لماذا يقوم السياسيون بإعطاء الوعود التي لا يوفون بها؟

لا بد أولاً من توضيح أن السياسة لا تجذب إلا أصحاب العقول المتوسطة في العالم... إنها لا تجذب أشخاصاً مثل أينشتاين أو الرومي أو الحلاج أو طاغور... بل تجذب فقط نوعاً محدد من الناس. أصبح علماء النفس مدركين لحقيقة أن الأشخاص المصابين بنوع من عقدة النقص هم الأشخاص الذين ينجذبون إلى السياسة ومناصب السلطة، لأن السياسة ببساطة تعطيهم سلطة وقوة... ومن خلال السلطة يستطيعون إقناع أنفسهم والآخرين أنهم ليسوا أقل وأدنى من الناس وأنهم ليسوا متوسطي الذكاء.

لكن مجرد الوصول إلى السلطة لا يصنع أي فرق في مستوى ذكائهم... هكذا نجد أن العالم كله محكوم بأشخاص متوسطي الذكاء، رغم أنه لدينا عدد كبير من الأذكياء من علماء وفنانين وموسيقيين وشعراء وراقصين موهوبين وكل أنواع الناس الحساسين والمبدعين، لكنهم ليسوا في السياسة ولا السلطة.... يمكن لهؤلاء تغيير كامل نسيج تاريخ البشرية، يمكنهم تحويل ظلمة المستقبل إلى شروق جميل ساطع.

 

لكن الديمقراطية لا تزال هي أفضل الطرق... صح؟

الديمقراطية ليست هي الهدف الأسمى... إنها أفضل من الأنظمة الدكتاتورية، أفضل من الممالك، لكنها ليست نهاية الرحلة، لأن الديمقراطية بالأساس تعني: الحكومة من الناس والحكم من الناس وتعمل لأجل الناس، لكن معظم الناس متخلفين... لذلك أصبحت العبارة: الحكومة من المتخلفين والحكم من المتخلفين وتعمل لأجل المتخلفين!

لا يمكن أن تكون الديمقراطية هي الإمكانية الأعلى التي يمكن للإنسان الوصول إليها... إنها جيدة بالمقارنة مع الأشكال الأخرى من الحكومات التي سبقت ظهورها، لكنها ليست شيئاً يمكن أن يخلفها... الحل هو Meritocracy "نظام الجدارة" أي الحكم واستلام المناصب من قبل أشخاص يتم اختيارهم على أساس مقدراتهم.

 

إذن يجب إلغاء مبدأ التصويت واختيار المرشحين؟

"الجدارة" أو الاستحقاق سيكون العامل المحدد والمقرر... ليس مقدرتك على جمع أعداد الأصوات باصطياد المصوّتين عبر كل أنواع الآمال والوعود، بل جدارتك، قوتك الحقيقية في عالم العلم هي التي تقرر... وحالما تصبح الحكومات في أيدي العلماء، عندها يصبح كل شيء جيد ممكناً... إن العلم هو الدين الموضوعي، والدين هو العلم الذاتي.

 

جميل... هذه نهاية السياسة كما نعرفها!

دع المجتمع كله وبالتدريج ينقسم إلى جماعات من أناس مبدعين... لا يوجد حاجة لأي أحزاب سياسية أو دينية في العالم... يجب على كل فرد أن يعمل ويستلم حسب جدارته.. ويمكن للناس أن يختاروا.

لماذا يجب أن يكون هناك حزب سياسي؟ لا يوجد أي سبب لوجوده... إذا أردتَ وزيراً للمالية، يمكن لكل الخبراء عندك في التمويل والاقتصاد أن يتنافسوا للوزارة ويمكن اختيار واحد منهم... لا يوجد حاجة لأي حزب مهما كان.. يجب أن ننتقل من سياسة الأحزاب إلى أفراد منفصلين ومميزين.. وننتقل من الديمقراطية ومن الدكتاتورية إلى نظام الجدارة.

 

كيف يمكن حدوث هذا التغيير؟

لا يوجد إلا طريقة واحدة وهي تنظيف اللاوعي عند الناس بالتأمل، وملئ كيانهم الداخلي بالنور... التأمل هو فقط ما يعطيك قلباً نظيفاً لا يمكن أن يفسد... عندها لا يمكن أبداً إساءة استعمال السلطة، ويمكن للسلطة أن تكون نعمة بدل نقمة، ستكون شيئاً مبدعاً... عندها حتماً ستقوم بفعل شيء يجعل الحياة أكثر محبة وملائمة للعيش، ويجعل الوجود شيئاً أجمل مما وجدته عليه.

 

أليس هذا مثالي وهمي مثل المدينة الفاضلة؟

نعم صحيح.. لكن نحن في حالة حرجة، خلال أشهر سيجلبنا السياسيون إلى حافة الموت العالمي... عندها عليكم أن تختاروا في ذلك الوقت، تختاروا بين الموت أو التأمل، وأعتقد أنكم ستختارون التأمل وليس الموت... لماذا لا نختار الآن؟

أضيفت في:14-2-2016... رؤية للعالم الجديد> اقطع الجذور!
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد