موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

أن تكون في الكليّة هو حرية

أنا لا أعيش في عالم مختلف.. بل أعيش في نفس العالم الذي يعيش فيه الجميع.. آكل من طعامكم وأشرب من مائكم.. لكن بالتأكيد طريقتي في رؤية الحياة قد تغيرت تماماً منذ سنوات.

وهذا التغيير كما حدث، كان تغييراً للعالم ذاته بالنسبة لي، لأنه في رؤيتنا نحن نرى ما نحن عليه.

رؤيتنا بالذات هي عالمنا وحياتنا.. مثلما تكون الرؤية تكون الخليقة حولنا.. كُن فيكووون..

إذا ظهرت الحياة بائسة، فاعلم أن خلقك لها بائس.. عندها حاول تغيير رؤيتك وليس الحياة.

وتحويل الرؤية يعني تحويل النفس.... كل شيء يعتمد على النفس..

الجنة والنار تعيشان داخل النفس.. الوجود الدنيوي وكذلك الخلاص يوجدان داخل النفس.

كل ما يوجد في الوجود يبقى كما هو للأبد، لكن بينما تقوم رؤيةٌ ما بجعله عبودية، تقوم رؤيةٌ أخرى بجعله خلاصاً وحرية...

عندما نرى من وجهة نظر الغرور، تصبح الحياة جهنم لأن تلك الرؤية تعاكس الكل.

أستطيع أن أبقى "أنا" فقط بكوني مختلفاً ومناقضاً للوجود والتدفق الكوني..

المسعى الملحّ لكي تصبح "أنا" هو محاولة تناقض وتصارع مع "الكل".. وهذا المسعى يؤدي إلى الضيق والقلق.. يقود للخوف من الموت والدمار..

لا عجب إذا أتت التعاسة كنتيجة لتحقيق شيء مزيف ومستحيل..

لكن يمكننا رؤية العالم من وجهة نظر خالية من الغرور أيضاً..

"الأنا" تعاكس "الكل"... "انعدام الأنا" هو "اتحاد للكل"..

اعلم أن الوجود لا يمكن تقسيمه أو تقطيعه.. كل القطع المقسومة وحتى الأجساد المحددة بالجلد هي مجرد نتائج وهم الحواس والفكر البشري... إذا كنتُ "أنا" فأنا مجرد قطعة.. أما إذا كنتُ "لا أنا"، غير موجود، فأنا في الكليّة الكونية الكاملة.

أن تكون في قطعة هو عبودية،

وأن تكون في الكليّة هو حرية..

إذا كنتُ "أنا" فأنا في تعاسة، لأن ذلك النوع من الوجود هو صراع دائم وحرب لا تنتهي..

إذا كنتُ "لا أنا"... إذا لم أكن، فأنا في سعادة لأن عدم الكيان هو سلام غير محدود..

عندما يتحرر وعينا من "الأنا" سيصبح متحرراً من التقاليد..

والانفصال عن الأنا هو الاندماج الفوري مع الروح الأسمى..

أضيفت في:7-1-2017... كلمة و حكمة> همسات من الحياة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد