موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

بين التفكير و الرؤية

ماذا أكتب لكم كل يوم... هل هي مجرد كلمات على الشاشات؟... القراء الذين لا يقرؤون سوى الكلمات لا يستطيعون فعلاً فهم ما أتحدث عنه.. هذه ليست محاضرة بل مشاركة.. ليست مناقشة فكرية وحشو الدماغ بمعلومات ميتة.. لا..

في الواقع نحن لا نتبادل معلومات بل نسعى لعيش بعض الآيات...

نسعى إلى حالة من الحياة.. إلى مظهر ما من الوجود..

نسعى للدخول إلى الوجود الصافي.. لكن هنا طبعاً الفهم يعني مدخل فحسب، باب للدخول لما هو أبعد من الفهم.

يمكن فهم الحياة فقط بعد اختراق أعماقها.. ويمكن الشعور بالحب فقط بالمرور في حالة الحب وليس بالتفكير به..

علينا أن نعيش الحياة.. هل أقدر على جعلك تفهم ما أقصد هنا؟

لا مشكلة إذا لم تفهم تماماً لا تقلق فالقلق يصعب الفهم.. فقط استمع.

فقط فكّر قليلاً وانظر: الأزهار تتفتح على الأشجار.. انظر فحسب كم هي جميلة..
هذه الورود الجورية المعطرة.. هل ندرسها ونفكر بها أم نراها ونشمها؟

عندما يغرد البلبل، هل نفكر به أم نسمعه؟.. بنفس الطريقة انظر لما أقول..

هذا ليس تفكيراً وتحليلاً وفلسفة، بل رؤية حادة مخترقة تستطيع أخذك مباشرة إلى مكان معاني الكلمات...

التفكير يصطدم ويرتجف أمام الكلمات.. لكن الرؤية تخترق بصمت..

يستمر التفكير بالتمعّن دون جدوى بالأواني...

بينما الرؤية تفتح الباب وتكشف المعاني...

وتصبح الرؤية أعمق إلى درجة تتحرر فيها من التفكير..

التفكير والتشاور الفكري يحتاج للزمن، فهو فعل وردّ فعل...

بينما عنصر الزمن غير موجود في الإدراك والرؤية الداخلية.. إنه مرحلة الفهم المتطور جداً.

ألم تختبر ذلك في لحظات تذوق الجمال والحب والنشوة؟

أليس الوعي العميق فحسب هو ما يبقى في تلك اللحظات؟

ألا يقول الوعي للفكر والأفكار وداعاً حينها؟؟

الحقيقة والجمال والسعادة وكل ما هناك في الحياة، يمكن معرفته فقط في صمت وسكينة اختفاء الأفكار والأمواج في بحيرة الكيان.. وليس في تلاطم أمواج الأفكار المتزاحمة.

أضيفت في:8-1-2017... كلمة و حكمة> همسات من الحياة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد