موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

اقبل السلبية بنظرة قلبية

على المرء أن يتعلم العيش مع سلبيات ذاته...
عندها فقط يمكنه أن يكون كاملاً في حياته...

إننا جميعاً نريد أن نعيش الإيجابيات فقط...
عندما تكون سعيداً ستقبل بالسعادة...
عندما تكون حزيناً سترفض الحزن...
لكنك مكوّن من الاثنين معاً!

عندما تسير كل الأمور بسهولة
تشعر براحة الجنة والأمان...
وعندما تتوقف أمورك وتتعرقل
تشعر أنك في جهنم بين النيران...

لكنك يجب أن تقبل الطرفين... هذه هي الحياة التي تجمع النقيضين:
الحياة تتكون من امتزاج الجنة والنار معاً بابتهاج...
الفاصل بين الجنة والنار وهمي غير موجود...
في هذا الوجود الممدود وفي أبعاده وحتى في الخلود، لا يوجد جنة في الأعلى ولا نار في أسفل الحدود... إنهما موجودان في كل لحظة من الزمان.... هنا والآن...
في لحظة ما تكون في الجنة... وفي لحظة أخرى تكون في النار...

على المرء أن يتعلم المظاهر السلبية أيضاً في ذاته... وعليه أن يسترخي تجاهها في رضى وقبول... وعندها ستُفاجأ يوماً ما أن السلبيات تضيف طعماً مكمّلاً لطبخة الحياة!
السلبيات ليست شيئاً غير ضروري دون نفع... إنها بهارات الحياة...
دونها ستكون الحياة مملة ورتيبة... أقرب إلى الموت من الحياة...
فكّر قليلاً... ماذا لو شعرتَ بالمزيد من السعادة... زيادة وزيادة وزيادة.....
ماذا ستفعل عندها؟
لحظات الحزن أو الإحباط تُعيد الحماسة للبحث والمغامرة... تعيد إليك رغبة الحياة.

عليك أن تتناغم مع تكامل كيانك... واقبل كل المظاهر الجيدة والسيئة...
لا يوجد أي طريقة للتخلص من أي شيء... ولم ينجح أي شخص بالتخلص من أي شيء على الإطلاق.... لكن المرء قادر تدريجياً على قبول الكل...
عندها سيحدث انسجام ووئام بين الظلام والنور.. بين الحزن والسرور...

وهذه الرقصة جميلة جداً...
التباين والاختلاف يعطي جمالاً للحياة دون أي خلاف...

لذلك حاول أن تعيش تلك اللحظات أيضاً.... دون صنع المشاكل.

لا تبدأ بالتفكير: "ماذا عليّ أن أفعل حتى لا أكون قلقاً؟"
عندما يظهر القلق: كُن قلقاً!
عندما يظهر الحزن: كُن حزيناً...
ولا تصنع ضجة كبيرة حول الموضوع... فقط كن حزيناً.. ماذا يمكنك أن تفعل غير هذا؟

موضوعنا مثل قصة الطقس: نحن في فصل الصيف وحرارته المتوهجة... فماذا تستطيع أن تفعل؟
عندما يكون الطقس حاراً: اشعر بالحرارة وتعرّق... وعندما يكون بارداً: ارجف من البرد واستمتع بذلك!
تدريجياً... سترى العلاقة المتبادلة بين الحالتين...
سترى الخيوط الخفية المشدودة بين القطبين المتعاكسين...

يوماً ما ستفهم هذه القطبية...
ذلك اليوم سيكون مليئاً بالأنوار...
يبوح لك بكثير من البركة والأسرار...

أضيفت في:26-10-2006... صيدلية الروح> التعامــل مع المـــَزاج
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد