موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الأمراض المعوية

للتخلص من مشاكل الأمعاء المزمنة،عليك أن تبدأ باتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي باعتباره يساعد الأمعاء على استعادة مرونتها وقدرتها على أداء وظيفتها. وبالتالي، يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات معوية مزمنة، الحد من تناول الخبز ومنتجات الطحين وزبدة الفستق وغيرها من الأطعمة الزيتية أو الدهنية وعصير الفاكهة وما إلى ذلك من أطعمة الين المتطرفة. كما يتوجب عليهم تناول الحساء يومياً، على أن يحتوي الحساء على أطعمة كالميزو والتماوي لأنهما يشتملان على بكتيريا حية مفيدة للهضم واستيعاب الطعام. أضف إلى ذلك أن بعض الأطعمة المتخمرة كالمخللات والأمبوشي تساعد على تقوية الأمعاء. ولا ننسى أن مضغ الطعام جيداً شرط أساسي لمعالجة أي من أمراض المعدة.
"أ" التهاب الزائدة:
الزائدة عضو يانغ نسبياً، باعتبارها تقع في الجزء السفلي من الجسم. وفي الواقع، غالباً ما تضطرب الأعضاء يانغ بفعل الإفراط في تناول أطعمة من نوع اليانغ. والتهاب الزائدة ينجم عن الإفراط في أكل اللحوم وبخاصة اللحوم المشوية والبيض والدجاج والسمك وما إلى ذلك. ومن المثير للغرابة أن التهاب الزائدة يحدث في معظم الأحيان بعد حفل شواء في الخارج، إثر شرب الكحول والأكل المفرط. ويعالج الطب الحديث هذه المشكلة باستئصال الزائدة. ولكن هذا الحل يؤدي إلى فقدان الحيوية وضعف في الساقين. وكثيراً ما يواجه الشخص الذي تم استئصال زائدته صعوبات في الجري أو المشي لفترة طويلة.
أما العلاج الذي يوصي به نظام الماكروبيوتك، فبسيط للغاية. واستناداً إلى هذا النظام، يتوجب على الشخص الذي يعاني من التهاب الزائدة إما أن يصوم لبضعة أيام وإما أن يتبع التوصيات التي أشرنا إليها في ما يتعلق بأمراض الكبد. كما ويمكنه أيضاً الأخذ بالنصائح التالية التي تساعده على التخلص من الالتهاب:

1- بما أن التهاب الزائدة ينتج عن الإفراط في تناول أطعمة اليانغ وبخاصة الأطعمة الحيوانية، يمكن استخدام لصوق باردة كلصوق (لبخات) التوفو أو اليخضور لموازنة اليانغ، شرط أن تكون كثافة مزج اليخضور أو التوفو حوالي 1.25 سم بحيث يحتك مباشرة بالجلد. وما إن يسخن اللصوق على الجلد، يتم استبداله بلصوق آخر بارد. 2. لا ينصح باستخدام كمادة الزنجبيل لأن الحرارة التي تولدها قد تؤدي إلى بعض المضاعفات في حالة الزائدة.
3. إن كان الشخص المصاب بالتهاب الزائدة يعاني من الحمى، ضع لصوق (لبخة) التوفو على جبينه وبدّل اللصوق كل ساعة ونصف. ويمكن أيضاً وضع اللصوق على البطن حول الزائدة.

أما استئصال الزائدة، فينبغي أن يكون الحل الأخير، لأن الزائدة تقوم بدور هام في الحفاظ على التوازن في المنطقة المعوية بأكملها.
"ب" التهاب الأمعاء:
غالباً ما يترافق التهاب الأمعاء مع بعض العوارض كالإسهال والإمساك والمغص والحمّى. وهو قد يكون إما مزمناً وإما حاداً، وينتج في الحالتين كلتيهما عن الإفراط في تناول أطعمة الين أو اليانغ.
عندما يكون التهاب الأمعاء حاداً، يشعر الشخص المصاب بألم قد يصحبه إسهال أو حمّى. وإن كانت هذه الحالة ناجمة عن الإفراط في تناول أطعمة من نوع الين، يمكن استخدام كمادات الزنجبيل الساخنة أو أكياس الملح المحمص، مع التوقف طبعاً عن استهلاك أطعمة الين والالتزام بنظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي. من ناحية أخرى، إن كان التهاب الأمعاء ناجماً عن الإفراط في تناول أطعمة من نوع اليانغ، يمكن استخدام لصوق (لبخة) القلقاس أو أي لصوق بارد، مع الإمتناع عن تناول كافة الأطعمة الحيوانية.
أما التهاب الأمعاء المزمن فينمو ببطء وينتج عن الإفراط في تناول أطعمة الين أو اليانغ بشكل متكرر. وكثير من الأشخاص يعانون من هذا الالتهاب المزمن، حتى إن الأشخاص المصابين بالتهاب الأمعاء في الولايات المتحدة يشكلون 75% من مجمل عدد السكان. ويتمثل العارض الأكثر شيوعاً لهذه الحالة بعدم انتظام الغائط، حيث يعاني الأشخاص المصابون تارة من الإمساك وطوراً من الإسهال. ويمكن تشخيص هذه الحالة من خلال الوجه، باعتبارها تنعكس في شفة سفلى منتفخة.

1- الزحار: قد ينتج الزحار عن الأميبة أو الديدان أو البكتيريا أو السموم الكيميائية التي تهيج الأمعاء. ومثل هذا الاعتلال غالباً ما يحدث أثناء الذهاب في رحلة إلى منطقة لا يكون الطعام أو الماء فيها نظيفاً. ونذكر من العوارض المميزة للزحار الإسهال والتشنجات والمغص، وفي بعض الأحيان احتواء البراز على المخاط أو الدم. ويعتبر الزحار داءً مزمناً قد يطول لمدة أشهر. وإن الطعام الأمثل في نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجى لمعالجة هذه الحالة يتمثل بالأمبيوشي أو العصير المستخرج منه. فإن كنت تنوي السفر إلى مكان كالهند أو جنوب أميركا أو أفريقيا، احمل معك كمية كبيرة من ثمار الأمبوشي (الخوخ الحلو المخلل) لتتناول منها حبة أو اثنتين كل صباح مع بعض من شاي البانشا. فالأمبوشي فعّال لإبطال تأثير البكتيريا الضارة ويحول دون الإصابة بالزحار والهيضة (الكوليرا). ولكن إن حدث وأصبت بالزحار، أضف عصير الأمبومشي إلى شاي البانشا واشرب من هذا المزيج مرة كل ساعتين. وإن لم تتوفر ثمار الأمبوشي أضف الملح إلى الأرز المطبوخ أو أي من الحبوب الكاملة وامضغ هذه الوجبة جيداً. تجنب تناول جميع أنواع السلطات والفواكه والأطعمة غير المطبوخة إلى أن تتحسن حالتك، وقلل من تناولك السوائل. وفي حال كنت لا تزال مسافراً، اغلِ المياه قبل استعمالها للشرب أو الطبخ.وعندما تتحسن حالتك، عد لاتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي.

2- الهيضة (الكوليرا): نذكر من عوارض الهيضة الحمّى الشديدة والإسهال التقيؤ، وفي بعض الحالات العجز عن المشي. ولمعالجة الهيضة، يتوجب على الشخص المصاب اتباع النصائح الغذائية نفسها الموصى بها في ما يتعلق لمعالجة الزّحار. ويمكن وضع لصوق (لبخة) التوفو أو اليحضور على الجبين لإزالة الحمّى، كما يمكن وضع كيس من الملح المحمص على البطن لتقوية الأمعاء. وإن كان الشخص المصاب بالهيضة يشعر بالغثيان أو يتقيأ بصورة متكررة، يقدم له عصير الأمبوشي مع الزنجبيل المبشور. كما أن حماماً ساخناً للوركين يفيد في حالة تشنج الساقين. وينبغي أن تضاف إلى مياه الحمام الساخنة أوراق فجل الدايكون أو اللفت أو غيرها من الأوراق الخضراء وبذور الخردل. أما إن لم تتوفر الأوراق والبذور، فيمكن استبدالها بالملح. في الواقع، الحمام الساخن يعزز جريان الدم في الجزء السفلي من الجسم. وفي حال تعذر القيام بحمام ساخن، ننصح بوضع كمادة زنجبيل أو لصوق الخردل أو كمادة مياه ساخنة على البطن أو على موضع الألم.

3- زحار الأطفال: يمكن الوقاية من زحار الأطفال بتجنب الخوخ والتفاح والموز وغيرها من ثمار الأشجار. ولكن الفراولة وغيرها من فواكه اليانغ التي تنمو في الأرض لا تسبب مثل هذه الحالة الناجمة عن الإفراط في تناول فواكه من نوع الين. ويتوجب على الأطفال المصابين بالزحار تجنب الخضر النيئة والفواكه حتى زوال الحالة المرضية، والاستعاضة عنها بالنصائح الغذائية الموصى بها أعلاه. ومرة أخرى، يمكن وضع لصوق (لبخة) التوفو أو اليخضور على الرأس لإزالة الحمى. ولأن الحمام الساخن لا يلائم الأطفال يستعاض عنه بوضع مناشف ساخنة على مواضع الألم. وبعد تحسن حالة الطفل المصاب، تعيد الأم طفلها إلى نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي. وفي حالة المعالجة بعصير الأمبوشي أو الملح، ينبغي تقليل كمية الملح لأن الحاجة للملح لدى الأطفال أقل منها لدى الراشدين.

"ج" التهاب القولون:
هو في الواقع التهاب يصيب المعي الغليظ ويترافق مع إفرازات مخاطية كثيرة. ولمعالجة التهاب القولون، ينبغي البدء باتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي ووضع الكمّادات الساخنة على منطقة الأمعاء. ويمكن أيضاً الإفادة من مزيج التماري والبانشا الساخن. وغالباً ما ينتج التهاب القولون عن الإفراط في تناول أطعمة الين أو اليانغ المتطرفة مما يؤدي إلى تكون دم حمضي في الجسم.
"د" الفتق:
يحدث الفتق عندما ترتخي المعدة أو الأمعاء أو تتمدد. وغالباً ما يعمد الأطباء إلى إجراء عملية جراحية لمعالجة الفتق. إلا أن هذه العملية لا تزيل سبب الفتق أو تعالج تمدد الأعضاء والأنسجة. فما تستدعيه معالجة هذه الحالة هو النظام الغذائي السليم. وفي الواقع، يمكن معالجة الفتق خلال مدة تتراوح بين أربعة وستة شهور من خلال نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي، مع الالتزام بالتوصيات التالية :
1. يتوجب على الشخص الذي يعاني من الفتق أن يأكل قرة العين (بقلة مائية) والكرنب والكرّات والملفوف والدايكون وأوراق الجزر (أو أي خضار ورقية ذات ألياف كثيرة) ليقوّي عضلات جدار الأمعاء.
2. ويتوجب عليه أيضاً أن يتناول كل يوم طبقاً من العشبة البحرية هيجاكي hijiki كونها تحتوي على كثير من المعادن.
3. الملح ضروري لتقلص أنسجة المعدة أو الأمعاء. وهنا ننصح باستخدام ملح البحر غير المكرر في الطعام وزيت نباتي ذي جودة عالية، كبس على البارد.
4. يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد العودة إلى الوزن الطبيعي.
5. من الضروري تجنّب الأطعمة ين كالمثلجات والفاكهة والسكّر وما إلى ذلك، فإن نصف برتقالة قد يجعل أنسجة الأمعاء ترتخي وتتمدد. 6. ينبغي تجنّب الحمامات الساخنة الطويلة لأنها تمتص المعادن من الجسم. 7. في حال بروز نسيج الأمعاء، ننصح بوضع منشفة مشبعة بالبخار الساخن على الأست (باب الشرج) ثم وضع بعض من زيت السمسم ودفع النسيج إلى الخلف بواسطة الإصبع.
8. ننصح بلبس نوع خاص من المشد وبممارسة العديد من التمارين الرياضية. ونوصي الأشخاص الذين يعانون من الفتق بالعودة إلى نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي بعد تحسّن حالتهم للحؤول دون عودة هذه الحالة المرضية.
"ه" البواسير:
يصاب المرء بالبواسير لسببين رئيسين:
1. الإفراط في تناول أطعمة الين التي تتسبب بتمدد الأوعية الشعرية الدموية في المستقيم.
2. الإفراط في تناول بعض الأطعمة يانغ، كالبيض واللحم والسمك، التي تجعل الأنسجة تتقلّص وتنزف. وللتخلّص من البواسير ين، نوصي بإتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي مع تجنّب الفواكه والسلطة والسوائل وغيرها من الأطعمة المسببة للتمدد. أما في حالة البواسير يانغ، فنوصي بتجنب كافة المنتجات الحيوانية مع التقليل من كمية الملح إلى الحد الأدنى. وفي الحالتين، لا بد من عودة المريض إلى نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي بعد تحسن حالته.

أضيفت في:30-4-2006... الغذاء و الشفاء> جهاز الهضم
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد