موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

البصيرة المُنيرة

العين الثالثة أو البصيرة هي مركز الإدراك والوعي العميق...
فيها تتجلى أسرار الكشف والخطف.. وفيها سر كُن فيَكون والتحقيق...
المعمودية عند المسيحيين والسجود عند المسلمين والنقطة الحمراء عند الهندوسيين...
سر واحد وحقيقة واحدة يفهمها فقط مَن كان من العلماء العارفين والصادقين...

عندما تتلاشى غيوم الأفكار والأحلام، عندما يكون العقل نقياً بريئاً.. غير مشغول بالتحليل والتفكير والتركيز.. غير مهتم بالأشياء والأفعال والكلمات، فارغاً صافياً تماماً...
في هذا الفراغ اللامتناهي اللامحدود، يمكننا أن نتصل ونتحد بالحقيقة...
ليفتح باب القُرب والوَصل بعد حياة أو موتٍ مليء بالفَصل...

البصيرة عملية تَحوّل الوعي من الخارج إلى الداخل، من الهموم والقيود والقشور إلى الأصول والجذور والعطور.. من صخب الحرب إلى موسيقى الصمت والحب...
عندما تُسلّم وتستسلم لهذه السكينة بقلب خاشع وفكر صامت ووجدان طاهر، كما تعوم زهرة اللوتس فوق الماء بكل ثقة واطمئنان... عندها ستبلغ سر الأسرار...
الناصية بيت الأسرار، والسر الحقيقي فيك أنت، وفيك انطوى العالم الأكبر...
ولتحاول هذه الطريقة من التأمل:

اجلس مرتاحاً مسترخياً جداً لدرجة تستطيع معها نسيان جسدك تماماً، وتخلص من تلك الفكرة القديمة السخيفة التي تقول بأن التأمل يجب أن يكون بوضعية خاصة غير مريحة.
دلّك براحة يدك منطقة البصيرة "العين الثالثة" وهي المساحة الممتدة بين الحاجبين، لمدة ثلاث دقائق، ثم دلّك للأعلى ببطء وبغاية اللطف والرقة، وكأنك تحاول أن تفتح النافذة، نافذة الأسرار والأنوار... وإذا مرّت الدقائق الثلاث دون أن يطرأ أي تغيير على طاقتك فابدأ بالتدليك باتجاه عقارب الساعة.

إن أغلبية الناس تفتح الناصية أو البصيرة عندهم بالتدليك تصاعدياً للأعلى، وقلة منهم تفتح بالتدليك نزولاً، لذلك علينا تجربة التدليك للأعلى في البداية... ثم تخيّل بعد ذلك وجود نقطة صغيرة مضيئة بين الحاجبين في مركز البصيرة، وحتى تتوصل لهذا الإحساس يمكنك وضع علامة صغيرة حمراء فوق العين الثالثة كما تفعل النساء الهنديات عادة...

أغمض عينيك وتأمل وتمعّن في بقعة الضوء هذه، وتخيّل نوراً نجميّ الشكل ساطعاً متوهجاً أزرق اللون، وانظر للأعلى رافعاً عينيك قدر الإمكان... وستغمرك حالة من الهدوء والسكينة والصفاء كما يحدث في حالة النوم العميق، لأن العينان تأخذان نفس الوضعية خلاله، وهذا سيساعدك على تعميق التأمل...

يمكنك الجلوس على كرسي إذا كان ذلك أكثر راحة لك من الجلوس على الأرض، بحيث تكون ساقاك ممدودتين باستقامة دون أن تتقاطعا وقدماك تلامسان الأرض.. لا تضبط المنبه أبداً، بل ضع ساعة بالقرب منك، وعندما ترغب في معرفة الوقت تستطيع أن تفتح عينيك وتلقي نظرة خاطفة ثم تغمضهما من جديد... كذلك لا تطلب من أحد أن يقرع باب الغرفة عند انتهاء ساعة التأمل.. لأن ذلك سيكون له وقع الصدمة عليك.. وسيصاب جهازك العصبي كله بالخوف والقلق والاضطراب..

يُفضل أن تكون بثوب واسع طويل دون ملابس داخلية خلال هذا التمرين.. أو عارياً إذا أمكن...
مدة هذا التأمل ساعة واحدة، مرة أو مرتين يومياً إذا سمح لك الوقت...
ومن هنا من نور الناصية سينجلي عندك البصر وستتصل بالنور الأعظم والأكبر...


أضيفت في:2-5-2006... صيدلية الروح> من البصر إلى البصيرة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد