موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

هل هناك فرق بين العلاقة الجنسية والجسدية والحميمة؟

انتبه !!!

 

كل من يسمع هذه الكلمات يتذكر العلاقة بين الرجل والمرأة..... هذه العلاقة هي لا تختلف من ناحية الأداء بل هي مختلفة من ناحية الحال...

 

هذه العلاقة التي لا يقربها رجال الدين كثيراً أي هي المنطقة الممنوعة والمحرمة والمذمومة....

 

هكذا تعرفنا عليها بالإشارات والهمس وبالتالي نخاف من البوح بما نشعر ولهذا لا نعرف الفرق بين الكلمات ومعانيها.

 

الهرمونات الجنسية تختلف بعملها عن باقي الهرمونات أي أن كل الهرمونات تعمل حين يولد الطفل أو الحيوان إلا الهرمونات الجنسية تستغرق وقت لكي ينمو الجسم ويصل إلى مرحلة يستطيع أن يتحمل ظهور هذه الهرمونات وهذا ينطبق على النباتات والحيوانات والإنسان.

 وحينها ترى الأشجار تثمر وتلد الحيوانات ويختبر الصبيان حالات من الانتصاب والنشوة والبنات تختبر الدورة الشهرية وكل شخص يشعر بحالة خاصة وعادةً تكون مزيجاً من الأحاسيس والعواطف أحياناً تجلب الفرح والقوة والتفاؤل والمنافسة وأحياناً تجلب الغضب واليأس والإحباط.

 إذا تمت علاقة وأنت في هذا الحال إذن هذه العلاقة هي علاقة جنسية أي أنك كنت تحت تأثير الهرمونات المتدفقة في جسمك. هذا لا يقتصر على الشباب فقط فالهرمونات تتدفق إلى مراحل متقدمة في السن إذن في أي عمر كنت إذا عملت علاقة تحت تأثير هذه الهرمونات فهي علاقة جنسية.

 

ولأن الإنسان يحس أنه متأثر بهذه الهرمونات فيفكر بالزواج حتى يضمن أن يكون هناك شخص آمن ومتوفر دائماً للحصول على علاقة مستمرة.

 بعد الزواج تصبح هذه العلاقة روتين... يعني ليس ضرورياً أن تكون العلاقة في وقت تدفق الهرمونات بل ممكن أن تأتي من ضجر أو تأثراً بالإعلانات أو تحس بالقلق في الليل فتخوض العلاقة حتى تنام وهذه العلاقة هي العلاقة الجسدية.

الفرق بين العلاقة الجنسية والجسدية هو أنك بعد العلاقة الجنسية تحس بفرح ونشاط وبعد العلاقة الجسدية تحس بالإحباط. هذا لأنك في العلاقة الجنسية أنت تلبي طلب يطلبه جسمك فترضيه أي كنت جوعان فأكلت فتستمتع بالأكل وتشبع ولكن في العلاقة الجسدية الجسم لم يطلب منك شيء وأنت حمّلته فوق طاقته أي كنت شبعان فأكلت فتحس بالتخمة...

 

أما العلاقة الحميمة هي أن تحول الفرح والنشاط الذي تحسه في هذه العلاقة إلى حب وتعمل على أن يكبر هذا الحب فيك حتى يصل إلى أبعاد أوسع.

 

في هذه العلاقة تصور نفسك زرعت بذرة في الأرض، أنت فرحان لأنك زرعت شيء وتفكر به وبازدهاره وبثمره ولكن بعد فترة تحس بالإحباط وتقول هل يجب أن أرعاه وأرويه كل يوم؟! لقد تأخر في النمو... لنجرب بذرة ثانية... والبذرة الثانية والثالثة وغيرها... كلها تتطلب وقت وصبر ومعرفة حتى تزدهر وتنمو...

 

أنت في العلاقة الجنسية تزرع البذرة ولأنك لم تتعلم أن تحول هذه الطاقة إلى شيء أكبر وأهم فتحس بالإحباط وتتحول هذه الطاقة إلى علاقة جسدية محبطة.

إذن حول الفرح والمتعة إلى حب وحاول أن تنمي هذا الحب كل يوم أكبر وأكبر حتى لا تسعه الفرشة فقط بل هو. أكبر من الفراش وغرفة النوم، تخطى البيت والزوجة والأولاد بل هو أكبر أصبح حباً شاملاً يشمل كل الناس والحيوانات والنباتات وأنت تكبر فيه وتنمو... تزدهر وتثمر...

 

أكيد سنسأل كيف يمكن لهذه العلاقة أن تعمل على الازدهار والنمو؟

 

تذكر أول مرة دخلت هذه العلاقة. أكيد أنا لا أتكلم عن الاغتصاب أو العلاقة الإجبارية بل العلاقة التي كنتم انتم الاثنين راضين ومرتاحين فيها كيف شعرت؟ كنت حاضراً جسمياً وفكرياً وروحياً.

 

أي كانت هناك هرمونات كافية موجودة في الجسم وأنت لا تفكر بشيء أو حافز للرغبة بهذه العلاقة إذن توقف الفكر وتحركت فيك كل المشاعر والأحاسيس. إذن كنت كاملاً ومتكامل في هذه اللحظة، كاملاً أي إذا كنت رجلاً فأنت في منتهى اليانغ وستتكامل مع منتهى الين الموجود في المرأة والعكس صحيح أيضاً...

 

هذا هو العمل الوحيد الذي يستطيع أن يوفر لك هذا التكامل....

 

أنت تستطيع أن تأكل وتفكر بالماضي أو تنام وأنت تفكر بالغد أو بالمستقبل البعيد حتى يمكنك أن تصلي وتردد الكلمات وأنت تفكر بما تطلبه من الله ومتى سيتحقق...

 

إذن إذا سمعت أنك تستطيع أن تصل إلى الحد الأقصى للتأمل والوعي عن طريق الجنس هذا لا يعني أنك حر، اذهب وانكح ما طاب لك..!! بل هو يعطيك فكرة عن الحضور والتكامل في اللحظة وبعد أن تعرفت على هذا الشعور تستطيع أن تنميه أكثر وأكثر إلى أن تصل في يوم تستطيع أن تستغني عن  الشريك في هذه العلاقة لأنك ستتعرف على الرجل والمرأة الداخلية. إذا كنت رجلاً ستتعرف على المرأة الداخلية وإذا كنت امرأة ستتعرفين على الرجل الداخلي وستكون كاملاً ومتكاملاً بحد ذاتك... هذا هو الازدهار.

 

وهذا ليس هو آخر المطاف بل حين تصل إلى هذا التكامل تشعر بالرغبة بالتوحد مع طاقة كاملة ومتكاملة أكبر منك إذن ستتعرف على الله وتتوحد مع طاقة الألوهية وهكذا ستتعرف على الإله الداخلي... أنت تثمر.

أضيفت في:21-4-2008... زاويــة التـأمـــل> انــتــبـــه !!
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد