موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

تعاليم المسيح

كلنا يعرف أن شعب إسرائيل واجه مشكلة كبيرة في إتباع وتطبيق المبادىء الأساسية لنظام هذا الكون بعدما قاموا بتدنيس أجسادهم وأنفسهم بالأطعمة الخاطئة التي إنعكست سلباً عليهم وعلى طريقة عيشهم لأجيالٍ وأجيال من البؤس والتفرقة والتشرذم.

لقد أتى المسيح وغيره من الأنبياء لتصحيح هذا الخلل الحاصل في الميزان الكوني البشري. لقد تعلم المسيح الطريقة "الإيسينية" التي ترتكز في جوهرها على المبدأ الكوني نفسه لهذا النظام الطبيعي والمتكامل لهذه الحياة, أو " الماكروبيوتيك" الذي إتبعه هو وتلامذته معاً, وحثهم على نشر هذه التعاليم الكونية الموحدة أينما ذهبوا وأينما حلوا. فما كانوا يأكلون لحوم  الحيوانات, خصوصاً البرية منها.

 

لقد ورد كلام في كتاب الرسل, الفصل العاشر, الفقرة 9 – 14 يتحدث عن رؤية للتلميذ بطرس: وعندما كان التلامذة في رحلة وهم في مكان ليس ببعيد عن المدينة, صعد التلميذ بطرس الى السطح في الساعة السادسة ليصلي وكان يتضور جوعاً, وبينما كانوا يحضرون الطعام, رأى بطرس مركبة ما تشق السماء وتهبط على الأرض, وكأنه شرشف كبير محبوك من أطرافه الأربعة, كما لو أنه طير سماوي ضخم أو حيوان بري كبير له أربعة أرجل متحركة, حيث سمع صوت يقول له "إنهض يا بطرس واقتل وكل," ولكنه رد على الفور قائلاً "لا يا إلاهي لن أفعل هذا, لأني لم أكل من قبل كل ما هو شائع وغير طاهر."

 

لقد كان رفض بطرس قاطعاً وجازماً في رؤيته هذه, إذ قال لا لهذا الصوت الإلهي, لأنه وباقي التلامذة ما كانوا يقتلون ليأكلوا, بل كانوا يتناولون الأطعمة الطبيعية والصحية كتلك المتبعة في النظام الكوني الماكروبيوتيكي.

 

لقد أتي البعض ليذكروننا بمقولة المسيح الشهيرة أن ليس كل ما يدخل فمنا يدنسنا, بل ما قد يخرج منه. ولكن المسيح قال أكثر من هذا لتلامذته. لقد قال إذا صمتم عن الطعام ستتسببون بالخطيئة لأنفسكم, وإذا صليتم ستدانون, وإذا تصدقتم ستجلبون الشر الى أرواحكم. لكن هناك تفاصيل مهمة وردت قبل كل هذه الأقوال توضح لنا الصورة الكاملة لحقيقة ما كان قد قاله المسيح وعنى به في ذلك الظرف أو تلك الساعة, وإلا لكان هذا الحديث مجتزئاً أو إنتقائياً.

 

فبينما كان المسيح يتلمذ تلامذته ويعدهم لنشر الوعي والصحة والسلام في مختلف المناطق, وخصوصاً بين المتعبين والمرضى, قام أحد تلامذته بتوجيه هذا السؤال التافه لمعلمه: "ماذا نفعل إذا قدم لنا أحدهم طعاماً لا يتناسب مع طريقتنا وتعاليمنا, فهل نصوم ونمتنع عنه؟

 

فمن هنا آتى جواب المعلم لهذا التلميذ الخائب: ليس كل ما يدخل فمنا يدنسنا, بل ما قد يخرج منه. وإذا صمتم عن الطعام ستتسببون بالخطيئة لأنفسكم, وإذا صليتم ستدانون, وإذا تصقدتم ستجلبون الشر الى أرواحكم.

فكيف لكم أن تصفوا الدواء الشافي إذا إمتنعتم عن التقرب من هذا الداء. فأنتم أصحاء وواعين فلن يدنسكم القليل من هذا الطعام. من الضروري أن تشاركوهم طعامهم وتجلسون على موائدهم وتقدرون عطائهم وتحترمون طريقتهم كي يتثنى لكم القيام بما أنتم من أجله ساعون. لهذا, أقول لكم ليس كل ما يدخل فمنا يدنسنا, بل ما قد يخرج منه. لقد حاول المسيح جاهداً كسر قيودهم وتحريرهم من تراكمات وقيود كل هذه الأحكام والشرائع وتكبيلها الإنساني الملزم.

 

كان المسيح إنسان عملي وعميق في تعاليمه, وكان أبعد من كل هذه الأعراف والتقاليد والشرائع. لقد سعى جاهداً لتسليط الضوء على الحقيقة, حقيقة هذا النظام الكوني الموحد واللانهائي ونشر الوعي والمحبة والصحة العقلية والجسدية والروحية بين كل من أستطاع إليهم سبيلاً. حتى أن هذه التعاليم الجوهرية والمحقة لم تنل حقها الوافي والشافي بين المؤسسات والمجتمعات والأفراد الى يومنا هذا.

أضيفت في:26-4-2008... كلمة و حكمة> من قلب الأحباب
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد