الداء والدواء
بنظرة واحدة متأملة إلى جسم الإنسان وحقيقة تكوينه, يقف الناظر مذهولاً أمام هذا النظام الكوني البسيط - المعقد وطبيعته العادلة المتوازنة. إذ أن كل حركة من جسمنا هذا ليست إلا دليلاً مادياً قاطعاً على استمرارية وجود هذه الطاقة الحيوية التي سماها بعض الناس الله أو الروح, أو بكل بساطة الوجود.
وجدت الأمراض والشفاءات منذ أن وجد الإنسان نفسه كائناً على وجه هذه الأرض. فجسم الإنسان هو "الحصن والهدف, الداء والدواء." لذا, من الحكمة أن نغوص في طبقات ومقامات أعماقنا البشرية ونستطلع بكل وعي وإدراك حقيقة تكويننا الجسدي – العقلي - والروحي.
نعم, هناك مصدر واحد موحد لهذه الطاقة السماوية التي يتغذى بها كل ما هو موجود في هذا الوجود, إذ أن هذه الطاقة تصلنا روحياً في المقام الأول من خلال الرياح الشمسية أو النور الذي ينحدر علينا من السماء دون توقف ليغذينا ويغذي أمنا الأرض التي هي بدورها تغذي كل من يرضع من ثديها الرحيم, لتدر على جميع أبنائها بالغذاء الروحي والمادي معاً والذي يتحول إلى ذرات تغذي كل خلية من خلايا أجسادنا, محدثةً كوكبةً من الانفجارات الذرية المتتالية التي تولد بدورها كل هذه الانفراجات في الحركة الكونية والطاقة الحرارية اللازمة ليتمتع بها كل كائن حي في هذا الكون الفسيح.
لهذا يجب علينا التساؤل, لماذا استطاع القدماء أن يحققوا بسواعدهم وحدها – أعمالاً إنشائية جبارة عجز أبناء هذا العصر عن الإتيان بمثيلها دون الاستعانة بالروافع والآلات, كالأهرامات وبقية العجائب السبع... فلماذا حدث هذا التقهقر في القدرة الإنسانية على المقاومة الطبيعية؟
هل هذا هو الثمن الذي يجب علينا أن ندفعه ثمناً لمدنيتنا ومطابخنا الحديثة التي أعملت قوة نيرانها في أغذيتنا فخربتها وسلبتها طاقتها وعناصرها المفيدة, لمجرد إرضاء الأذواق والشهوات!!! فهل نسينا هذه الحكمة القديمة القائلة: "بأن الإنسان لا يعيش بما يأكل, إنما بما يهضم."
فالبنسلين الذي كان ظهوره معجزة القرن العشرين الدوائية, لم يعد يفيد اليوم. فتأثيره لم يعد مجدياً أو فعالاً كما كان في السابق لأن الناس أساؤوا استخدامه فبطل مفعوله, فالأجسام اعتادت عليه, والجراثيم صادقته وتآلفت معه. لهذا يجب أن لا تنسوا:
"أن طعامكم دواءكم, ودواؤكم في طعامكم."
أضيفت في:4-8-2008... الغذاء و الشفاء> ماكروبيوتيك؟ .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|