الحياة بسمة
الضحك قاسي قليلاً، وفيه شيء من الغضب والعنف... أما البسمة فهي أنثوية غير عنيفة ومليئة باللطف... البسمة ساكنة وكامنة لا تحدث أي ضجة... ترتسم على وجهك بخفة وهدوء، وتختفي أيضاً بهدوء... يجب أن تكون حياتك كالبسمة... الناس يصنعون كثيراً من الضجة، يقهقهون ويتفاخرون كالطاووس... لأنهم هكذا يظهرون ويكسبون الاهتمام... والأنا تتغذى على الهم والاهتمام. كم من الناس يعيرونك انتباههم؟ هذا هو هاجس الأنا... يجب أن يراك الكثير والكثير من الناس، عندها فقط أنت موجود كشخص مميز، وخاصة إذا بدؤوا بالسلام والدعاء لك يا صاحب المنصب واللقب. الأنا أصواتها صاخبة جداً... عندما تضحك يستمر شيء من الأنا بالوجود... يجب أن تكون الحياة كالبسمة لطيفة ومتواضعة... يجب أن تعاش الحياة وكأنها فناء... أنت فيها لكنك غير موجود... غائب وذائب في البحر الممدود... وستحصل على قمة الهناء في هذا الفناء... هذا الاختفاء خصب ومفعم بالمعاني ذروة الحضور وأسطع شعاع من النور... الفناء هو منبع الحياة: عندما يدخل أحد ما في حال الفناء، يصبح جزءاً لا يتجزأ من هذا النبع... يصبح جزءاً من الكون... ذابت القطرة في محيط السكون... الله أكبر.. أي هو لا شيء ولا أحد... لذلك لا تستطيع أن تجده أبداً لا في مكان ولا زمان، ليس شخصاً أو شيئاً ما... الله هو نوع من الفناء الجميل هذه هي طريقته في الوجود! أن لا يكون هي طريقة الله في أن يكون... والمتأمل عليه أن يتعلم فن الفناء من أجل البقاء عليه ألا يترك أثراً وراءه في العالم لا يوجد حاجة ليترك بصماته وراءه... الإنسان عليه أن يحلّق كالطير في الهواء الطيور لا تترك أثراً في أثير السماء وهذه هي درب البسمة والنعمة....
أضيفت في:13-8-2008... كلمة و حكمة> من قلب الأحباب .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|