موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الضبــاب الذهبــي

قبل توجهك للفراش أطفئ النور، واجلس بسريرك مغمض العينين، مستريحاً مسترخياً، واشعر بأن الغرفة كلها تمتلئ بضباب ذهبي لامع ساطع، وأن هذا الضباب يتساقط عليك وينهمر من حولك... تصوّر ذلك لدقيقة واحدة، وخلال بضعة أيام ستصبح قادراً على رؤية الغرفة كلها منيرة براقة...

ثم استنشق الهواء ليتغلغل الضباب الذهبي عميقاً في قلبك... قلبك فراغ فارغ... وهذا الضباب يملؤه بالحياة والطاقة والإشراق... بعدها ازفر مع الإحساس بأن الضباب يغادر قلبك ليتركه فراغاً مرة أخرى...

إن الضباب الذهبي يملأ قلبك ووجدانك في الشهيق، ثم يفرّغه في الزفير... استمر بهذا لمدة سبع دقائق، ثم اخلد للنوم لكن وأنت فارغ خالٍ من الضباب الذهبي.
سيكون نومك ذا نوعية مختلفة جداً من الفراغ والنقاء، عميقاً صافياً كقطرات الندى وزهر الأقحوان... صباحاً بمجرد أن تفتح عينك ستشعر بأنك كنت تسبح في عالم آخر تماماً، متلاشياً، مستسلماً كما يذوب الزبد في ماء البحر...

قبل أن تنهض من فراشك اجلس من جديد لمدة خمس دقائق وأعد التجربة ذاتها على أن تنهض دوماً وأنت ممتلئ متشبّع بالضباب الذهبي، محتفظاً به داخل فؤادك ووجدانك... ستشعر على مدار اليوم كله بطاقة ذهبية رقيقة شفافة جداً تنساب وتتدفق في أعماقك...
اجعل من النهار معاشاً للتزوّد بالطاقة والامتلاء بها، ومن الليل سُباتاً لإخراج الطاقة وإفراغها...

أما الخطوة التالية فهي أن تبقى شاهداً ملاحظاً مراقباً... سواءٌ عندما يدخل الضباب الذهبي عميقاً ليملأ قلبك، أو عندما يخرج منه... ستبقى في كل الحالات شاهداً على كل ما تُشاهد.. على كل الأحداث والحوادث... فما أنت بالليل ولا بالنهار، وما أنت بالفراغ ولا بالامتلاء... وما أنت بالجسد ولا بالأفكار...
أنت الشاهد للحق والحقيقة فحسب.. أنت السر القريب البعيد، الظاهر الباطن.... أنت ضوء الله وعطره في الأرض....



أضيفت في:23-5-2006... صيدلية الروح> من البصر إلى البصيرة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد