موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الولادة والموت

ليست الولادة والموت سوى مشهداً وهمياً من مشاهد مسرحية الحياة

 

لا أحد يولد ولا أحد يموت... لا أحد أتى ولم يرحل أحد

 

إنها لعبة العقل... المادة... لعبة الشكل الذي يفنى

 

وحده الله يبقى... الأجساد تولد وتفنى... الأشياء تأتي وترحل... لكن جوهر كل شيء، مصدر ونور كل شيء وحده يبقى..

 

خمسة عناصر اجتمعت وتكوّن منها الجسد... التراب، الهواء، النار، الماء والأثير... تتجسد ثم تتحلّل... لكننا نبقى... نترك الجسد ... لكننا أحياء ... روح حية ... والروح لا تولد ولا تموت .. وحده الجسد يولد ويموت

 

الموت رحلة جديدة ... فرصة جديدة لنعي هويتنا الحقيقية ... لنتعلم ونفهم ونرى الوجود بعين الروح لا الجسد المحدود ... الموت ليس نهاية الحياة بل ذروة الحياة

 

حين تذبل الزهرة في المساء، فإن عطرها الذي أرسلته في الصباح يبحر في الفضاء... كل ذرة من هذا العطر باقية خارج حسابات الوقت والزمان ... الى الأبد

 

الجسد يفنى ... لكن عطر الروح الأبدي سيبقى دائماً وأبداً في كل مكان

 

إذاً لنتعلم كيف نفرق ونفهم... كيف نميز الحياة الحقيقية من الحياة الوهمية... كيف نحيا الحياة بنظرة تجاوزيه أبعد من حدود العقل

 

لنذكر الله... الأبدي الذي لم يولد ولن يموت... حينها سنقترب من الحي داخلنا والذي لا يموت... فمن عرف نفسه عرف ربه... الله بداخلنا وخارجنا وفي كل مكان

 

هذه الذكرى النافعة... قربنا من الله بداخلنا الأقرب من حبل الوريد سيفتح بصيرتنا ان الله ليس فقط في قلوبنا وأعمق نقطة من كياننا، إنما في كل شيء... وهو ليس كمثله شيء

 

حينها سنتجاوز الفكر والانفعالات وحتى العواطف... لأننا حقاً أبعد من كل هذا وأعمق وأطهر

 

حينها سنذوب في اللانهائي و اللامرئي و اللامحدود... حينها سيأتي الفناء... والفناء في الله هو حقا بداية الحياة..

أضيفت في:5-7-2009... كلمة و حكمة> من قلب الأحباب
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد