سر السعادة
HTML clipboard
كان هناك تاجر
كبير..و كان لهذا الرجل ابن..و كان هذا الابن لديه شغف كبير للوصول إلى الحكمة و
السعادة..فأرسله والده ليكتشف معنى السعادة و الحكمة عند أكثر الرجال حكمة..مشى
الولد في الصحراء أربعين يوماً..و وصل أخيرا أمام قصرٍ جميل يقع على قمة الجبل..و
هناك كان يعيش الحكيم الذي كان يسعى للبحث عنه....
فبدلاً من أن
يلتقي رجلاً مباركاً..فإن بطلنا وجد نفسه داخل صالة تعج بنشاط كثيف..تجار يدخلون و
يخرجون..و أناس يثرثرون....و في إحدى الأركان فرقة موسيقية صغيرة تعزف ألحاناً
هادئة...و كان هناك مائدة محملة بمأكولات من أطيب و أشهى ما تنتج هذه البقعة من
العالم..هذا هو الحكيم الذي يتحدث مع هذا و ذاك...
و كان على الشاب
أن يصبر لمدة ساعتين حتى يأتي دوره......
أصغى الحكيم إلى
الشاب الذي كان يشرح له سبب زيارته....لكن الحكيم أجابه أن لا وقت لديه لكي يشرح له
معنى السعادة...
فطلب منه القيام
بجولة في القصر...ثم العودة لرؤيته بعد ساعتين...و أضاف الحكيم و قال :أريد أن اطلب
منك معروفاً و هو يعطي إلى الشاب ملعقة كان قد صب فيها قطرتين من الزيت...
"أمسك الملعقة
بيدك طوال جولتك و حاول ألا ينسكب الزيت منها"..
أخذ الشاب يهبط
و يصعد سلالم القصر مثبتاً عينيه دائما على الملعقة..و بعد ساعتين عاد إلى الحكيم..
إذاً, سأل
الحكيم : هل رأيت السجاد العجمي الموجود في صالة الطعام؟؟هل رأيت الحديقة التي أمضى
كبير الحدائقيين عشر سنوات لتنظيمها؟؟؟هل لاحظت أروقة مكتبتي الرائعة؟؟
كان على الشاب
المرتبك أن يعترف بأنه لم يرى شيئاً من كل هذا على الإطلاق..فشاغله الوحيد كان ألا
تنسكب قطرتا الزيت التي عهد له الحكيم بهما...
حسناً, عد و
تعرف على عجائب عالمي_قال له الحكيم_فلا يمكن الوثوق برجل تجهل البيت الذي
يسكنه...اطمأن الشاب أكثر...و أخذ الملعقة..و عاد يتجول في القصر..معيراً انتباهه
هذه المرة لكل روائع الفن التي كانت معلقة على الجدران و في السقوف...رأى البساتين
و الجبال المحيطة بها و روعة الزهور ...و الإتقان في وضع كل واحدة من تلك الروائع
في مكانها المناسب...
و عند عودته إلى
الحكيم...روي له ما رآه بالتفصيل...
و لكن أين قطرتي
الزيت اللتين عهدت لك بهما؟؟نظر الشاب إلى الملعقة و لاحظ أنه قد سكبها...حسناً,قال
الحكيم , هاك النصيحة الوحيدة التي سأقولها لك:
"سر السعادة هو
بأن تنظر إلى عجائب الدنيا و لكن دون أن تنسى أبداً وجود قطرتي الزيت في ملعقتك"
أضيفت في:30-7-2009... كلمة و حكمة> قصة و رقصة .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|