موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

يا حبيب قلبي

إن ما سأقوله فيما يلي ليس تعليماً للجنس أبداً... فالجنس أمرٌ طبيعي وبدائي جداً... ولكننا سنتحدّث عنه بسبب عاداتك ومعتقداتك المعقّدة التي تكبُت وتشوّه ميولك الجنسية الطبيعية وتُحوّلك إلى مهووس جنسياً، على مبدأ الكبت يُسبّب الفَلْت، سواءٌ قُمتَ بالجنس أم لم تقم... سواءٌ أكنتَ عاهراً أم طاهراً لا يهمّ.... فأنت لديك كامل الحرية والمسؤولية... وبإمكانك أن تفهم إذا حاولتَ أن تفهم...

من الواضح جداً أن تسعين بالمئة من مشكلاتنا سببها الكبت الجنسي... وتشويه طهارة الجنس عن طريق أفكارٍ تغزو رأسك باستمرار وتسيطر عليه فتجعلك في أدنى مقام...

لكن في النهاية أنت المسؤول الأول والأخير عن حياتك... وإذا كانت المحطة الأولى في رحلة الحياة ناقصة ومشوّهة فلن تستطيع التقدّم أبداً...


الحياة لا تعرف إلا الكمال في كل خطوة... وإذا فاتَتكَ الخطوة الأولى ستبقى عالقاً عند أول السلّم... وأنت تحلم وتحلم... وما أنت بحليم ولا عليم...

تذكّر جيداً بأن لديك طاقة واحدة فقط هي طاقة الحياة... والجنس هو الشكل الأول لهذه الطاقة التي تتحوّل وتتطوّر بالتأمّل المستمر إلى محبة صافية لكل ما في الوجود... إلى صلاة تصلك بالمعبود... حيث تصل الطاقة إلى مقاماتٍ أرقى وأحلى ذات طبيعة مُرهفة شفافة... تصلك بالأكوان فوق كل زمان ومكان...

الجنس هو الشكل الخام لهذه الطاقة... كالجوهرة في ظُلمة المنجم التي تحتاج إلى الصقل والكثير من العمل... وعندئذٍ تستطيع أن ترى بأنها جوهرة حقيقية فعلاً...


لكن ما نراه في مجتمعاتنا هو العكس تماماً، فبدلاً من تطوير وتحويل طاقة الجنس التي تُعطيك لمحاتٍ عن الحياة الأبدية... نجد كَبتاً وتدنيساً لهذا المقام... بلا علم ولا احترام...
والنتيجة: أجيال وأجيال من أشباه النساء وأشباه الرجال... والهوَس الجنسي ونتائجه... وتراهم سعداء بهذا لاعتقادهم بأنهم يُقيمون الدين والأعراف والتقاليد... وما هم بقوَّامين ولا قائمين، ولا لأفكارهم فاهمين...

الجنس ظاهرة أساسية ومهمة جداً في الحياة... بل هي الأهم على الإطلاق... ولكننا قد خُدعنا منذ الطفولة... وزرعوا أكاذيبهم وأفكارهم المشوِّهة لفِطرة الطفل وبراءته...
وعندما يبلُغ ويبدأ باكتشاف حقائق الحياة... يشعر بذنب عظيم وكأنه يرتكب جريمة كبيرة...

إن الجريمة الحقيقية قد ارتُكبَت بحقّك أنتَ منذ طفولتك من قِبل الجاهلين المُحيطين بك أينما نظرت...
فقد وضعوا في رأسك حالةً فكرية معينة منعتك من رؤية الحقيقة... وحجبتك عن نور الحياة... فبقيتَ عبداً لخفافيش الظلام...

لقد حوَّلوك إلى إنسانٍ بلاستيكي... إلى رَجلٍ آلي...
أو بالأحرى إلى رِجِل كرسي... وقعدوا على هالكرسي...

لكن الرجل الآلي أفضل منك بكثير، فهو لا يحسّ ولا يشعر أبداً... لأنه لا يحمل الحقيقة ولا يهرب منها...

أما أنت فلديك الأمانة التي لم تحمِلها الجبال...

إن التفسير والتحليل الفكري الخاطئ للأديان أدى إلى دينٍ مزيف تماماً في أيامنا هذه...

وأدى إلى جهلٍ على جميع المستويات والمقامات... ومات المقام... وانحلّ الوَصل وحلَّ الفَصل... وأصبحتَ ضحيّة الكبت الذي أدّى إلى الفَلت... الفَلت الفكري أو العملي...
والزّنا إما عبر الأعضاء أو عبر الحواس كلها...

وفوق كل ذلك يجعلونك تشعرُ بالذنب... فطبيعتك وحقيقتك تقول لك أن تسير مع الحياة... بينما تقول لك أفكارك المُستعارَة بأن تكبتَ الحياة وتقتلها... وهذا مرض أشد من انفصام الشخصية... إنه انفصامك أنت بالذات...

في الحقيقةِ هُم مَن يجب أن يشعر بالذنب... وأي ذنب أعظم من هذا... أن يفسدوا حياة الإنسان... ويحوّلوه إلى جثة متحركة... قادرة على التفكير لكن دون وِجدان...


الجنس أمرٌ طبيعي... وحديثنا عنه الآن ناجمٌ عن كبت هذه الطبيعة... وكونها ظاهرة مفعمة بالحياة وأنت إنسان حيّ، فهي حاجة مُلحّةٌ دوماً... وكلما كبتّها وأسكتّها... سكنَتْ فكرَك أكثر وأكثر وأصبحتَ مهووساً بها وعبداً لها...

ومَن يحارب الحياة يكون إنساناً ميتاً...

أما عندما يصبح الجو طبيعياً على الفطرة... ويفهم الإنسان جميع أسرار جسمه بالعلم... لن يكون هناك حاجة للتحدث عن الجنس... فهو لا يستحق حتى أن تفكّر به أو أن تقلق بشأنه...

وعندها نتحدّث عن ما هو أرقى وأسمى... عن مراحل متقدّمة من وعي الإنسان وحياته... عن مستويات أعلى من الطاقة نفسها... نتحدّث عن الجَمال والفن والأنغام.... ويعمّ السلام.


الجنس هو المقام الأول في حياتك...

أما الله أو الحياة الأسمى تتعرّف عليها في آخر مقام وهو السابع... وذلك أشبه بسلّمٍ من سبع درجات... حيث تسمو الطاقة درجةً فدرجة... إلى المقام السابع فتتفتح كزهرة النّرجس الفوّاحة... وتُصبح أنتَ العطرَ الأبدي الذي ينساب في هذا الوجود إلى أبعد من كل الحدود.......

 

أضيفت في:1-8-2009... الحب و العلاقات> عهر و طهر
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد