صدقاتكم وشكركم الحقيقي

تساعدنا لكي نستمر

.. القيمة الداخلية

 لا تنشغل كثيراً بالمال والصنعة… فأنت لست مجرد أداة أو سلعة…
لم تُرسل إلى هذه الحياة لتكون أكثر مهارة وخبرة…
لكن لتزداد فيك روح الحيوية والذكاء والحضرة…
لكي تحتفل وتنتشي من الفرح… فالحياة حلوة لا مرّة…

كان أحد الحكماء يتمشى مع تلاميذه ومروا في غابة فيها مئات الحطابين الذين يقطعون الأشجار… لأن أحد الأمراء يريد بناء قصر جديد… ورأوا في بقايا الغابة شجرة وحيدة كبيرة جداً… لها آلاف الأغصان الكثيفة… كبيرة لدرجة أن عشرة آلاف شخص يستطيع الجلوس في ظلها….
طلب المعلم من تلاميذه أن يسألوا عن سبب عدم قطع هذه الشجرة.. بالرغم من أن معظم أشجار الغابة قد قُطعت.... وذهب التلاميذ وسألوا الحطابين: "لماذا لم تقطعوا هذه الشجرة بالتحديد؟؟"
أجاب الحطابون: "هذه الشجرة عديمة الفائدة تماماً.. لا تستطيع صنع أي شيء منها… فروعها ملتوية وخشبها مليء بالعقد.. حتى إذا أشعلتها فدخانها يعمي العيون من كثافته… هذه الشجرة خالية من أي قيمة أو فائدة…"
رجعوا إلى معلمهم وأخبروه.. فضحك وقال: "كونوا مثل هذه الشجرة…. إذا أردتم النجاة في هذه الحياة فكونوا مثلها تماماً: عديمي الفائدة على الإطلاق!... عندها لن يقوم أي شخص بإيذائكم….
إذا كنتم مستقيمين فستقطعون ويُصنع منكم الكراسي والطاولات… وإذا كنتم جميلي المنظر ستُباعون في السوق مثل الحيوانات…
كونوا مثل هذه الشجرة تتفادون إيذاء الآخرين… وعندها ستكبرون وتنضجون وسيأتي آلاف الناس للجلوس في ظلكم…"
طبعاً هذا الحكيم له رؤية تختلف تماماً عن فكرك… فهو دائما يقول: كن الأخير في كل الحالات.. عِش في دنياك كأنك تموت غداً… كأنك لستَ موجوداً أبداً… ابقَ مجهولاً ولا تنافس أحداً…
لا تحاول إثبات قيمتك وأهميتك… ابقَ عديم الفائدة وافرح وعِش لحظتك….

ستقول لي أن هذا الكلام غير عملي ولا واقعي… لكنك إذا فهمته ستجد أنه الأكثر واقعية… لكن في مستوى أعمق من الأشياء الظاهرية… لأن جوهر الحياة هو الفرحة والاحتفال… ويجب ألا نحولها إلى مجرد سوق وأعمال…
الحياة أقرب إلى الشعر والفن والتأمل لا إلى التجارة والهم والقتال…
يقول المعلم: إذا حاولتَ أن تكون ذكياً.. إذا حاولتَ أن تكون ذا فائدة... سوف تُلجم بطريقة أو أخرى كالحمار... لأن العالم لا يمكن أن يترك شخصاً مفيداً دون استثمار...

فإذا أردتَ أن تعيش السعادة والنشوة... تخلص من أفكارك وانظر بعين الجَلوة...
ارمِ جميع الأفكار والنظريات.. لتخرج منك أحلى الأشعار والآيات...
ولا تحاول تقليد أحد... بل كنُ أنت نفسك بالذات...