موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

هل كان محمد سنياً أو علي شيعياً؟

الجهل ليس له دين ولا طائفة

وهكذا نفعل بجهلنا بكل نبي ومسيح

نقتل الحقيقة ونصنع منها دين ومذهب للبيع

إلى متى نستمر بالجدل البيزنطي سني شيعي؟

be Ali not alawy

Muhammad not muhammady

Chriiiiiiiist not christian


 

السنة وشيعة علي

يقول الباحث العراقي "مالوم أبورغيف" أن تسمية السنة جاءت من الإيمان بسنة محمد واعتبارها المكون الثاني للإسلام الذي أخذ منه مبدأ الانصياع لولي الأمر، وهو النص الذي استغل تالياً لخدمة أغراض السلطة وكان من نتاجه مجموعة من الدول الإسلامية بجمهورها الخامل ..ولكن الشيعة كانوا دائماً يمثلون الجمهور الديناميكي المتحرك المعارض لهذه الدولة ولولي أمرها ولكيانها، ولم يكونوا في البداية طائفة دينية ولم يرفعوا شعار العودة للإسلام ولا تحكيم القرآن، وبالتالي فإن الصراع بين الطرفين لم يكن دينياً في بدايته، وخاصة في فترة الخلفاء، بل أصبح صراعاً بين جناحي علي ومعاوية، بعد أن استغل كبار الصحابة مكانتهم وقرابتهم للخلفاء من أجل تجميع الثروات واقتناء العبيد والجواري، مقابل جمهور واسع من المسلمين المعدمين الذين وجدوا في أحقية علي في الخلافة وسيلة للاحتجاج على سياسة من استولوا على الملك والثروة فوزعوها بينهم وعلى أقرباهم وخاصتهم، ولم يعدلوا ولم ينصفوا.


وبالتالي كان الصراع منذ البداية سياسياً للاستيلاء على السلطة بدأ بانتقادات لتصرفات ولوم على أفعال ليست دينية وإنما مدنية الطابع وإنْ استخدم الدين في بعض الأحيان لتبريرها .ولم يأخذ الصراع طابع العنف المسلح إلا بعد أن آلت السلطة لجمهور المعارضة التي مثلها علي بن أبي طالب بعد مقتل عثمان بن عفان. وحتى آنذاك لم يكن القتال بين الأطراف المتخاصمة يدور حول تفسير آية أو اختلاف عبادة أو اعتراض على طقس حج أو عمرة أو على رسميات زواج أو شكليات صلاة أو صيام، فقد كان المسلمون جميعهم متشابهون في إيمانهم وممارساتهم الدينية ولم يوجد بشكل عام من هو أعلم من غيره، فالخليفة ليس أعلم الناس ولا أفقههم وذلك لبساطة الحياة، كما لم تكن العبادة الشغل الشاغل لعامة الناس ولا حتى لخاصتهم


لم يختلف الشيعة في نظرتهم للإسلام عن السنة إلا في مسألة السلطة وأحقية توليها، وليس في حيثيات الإسلام ولا في تفاصيل العبادات. فالاختلاف كان سياسياً طبقياً، وإذا جاز القول فإنه كان صراع بين اليسار وبين اليمين، ولم يتميز المسلمون بعضهم عن البعض الآخر بالصلاة ولا بالصيام ولا بقوانين الزواج، بل تميزوا بالاصطفاف السياسي والطبقي، بالولاء للسنة أو الذين يمثلونها من خلفاء راشدين أو أمويين أو عباسيين، أو أرستقراطيين وأغنياء، أو بالتشيع لعلي من عموم القوم. ومن هنا نستطيع القول أن منشأ السنة هو منشأ ديني أي أنها ولدت من رحم السلطة، بينما المنشأ الشيعي هو منشأ سياسي ثوري معارض، ولهذا السبب نرى دائماً أن رجال الدين السنة غالباً ما يحاولون تديين السياسة وإعطاء الصراع الدائر بين الدولة وبين الجماهير الثائرة التي كانت في أغلب أوقاتها أو فتراتها شيعية، يعطونها طابعاً طائفياً وبعداً دينياً وينسبون للشيعة أبشع التهم والمثالب بما فيها الـتآمر على الوطن وتشويه الدين والشعوبية.


وعندما استولى طرف من الشيعة على السلطة، كما حدث في فترات مختلفة مع الفاطميين في المغرب ومصر والدولة الحمدانية في الموصل وحلب والدولة الصفوية والبويهية وكذلك دولة القرامطة، كان لا بد من وجود غطاء ديني مذهبي يميزهم عن غيرهم من الدول الإسلامية السنية ويبرر لهم حكمهم خاصة بعد أن انتهى الأئمة الكبار من نسل علي إما قتلاً أو سجناً أو اغتيالاً بالسم. لذلك كان لا بد من إنشاء مذهب تعبدي ديني يختلف في أصوله وفروعه عن ذلك الذي أعطى الشرعية للخصوم من جماعة السنة، والاختلاف لا يكون فقط في الولاء لعلي ولعن خصومه ورموزه بل وجعل منصب الخلافة والملك منصباً دينياً إلهياً وليس دنيوياً، فكان وجوب الرجوع للقرآن وللحديث النبوي وللتاريخ للبحث عن ما يدعم هذا الاتجاه.


في عملية البحث والتنقيب والتفسير وإيراد القصص والحكايات والروايات، وأحياناً اصطناع الأحداث في صيرورة التكوين الشيعي المذهبي، ولدت طائفة دينية خاصة، لها مؤرخيها ومحدثيها ورواتها وفقهاءها ورجال دينها، تختلف بكاملها عن التشيع الأول الذي كان حركة احتجاج ثورية ضد التعسف والجور والاضطهاد والتعصب القبلي والقومي. ..فكان المذهب الشيعي الذي لا يمثل الخط الفكري الثوري التاريخي للشيعة، بل ركز جل اهتمامه على العبادات والتشريعات الإسلامية الدينية وبحث عن أوجه الاختلاف في مجالات الشكليات الطقوسية ولم ينظر لجوهر التسلط إلا من منظار المصلحة المذهبية فقط، وبالتالي لم يختلف النموذج الشيعي في الحكم عن النموذج السني... فكلاهما يؤمن بحكم تسلطي كهنوتي ديني. وبالتالي لم ينظر أصحاب المذهب الشيعي إلى الاضطهاد والظلم السلطوي إلا كونه اضطهاداً للشيعة كمذهب للعبادة ولمنع الشعائر الدينية الشيعية وليس كونه اضطهاداً سياسياً وقمعاً سلطوياً طبقياً وإجراءات تعسفية ومصادرة لحريات الناس بشكل عام، لذلك من الصعب وجود فرق بين حكم الشيعة في إيران وبين حكم السنة في السعودية أو في السودان... فالأحزاب الشيعية الإسلامية لا تمثل شيعة علي إنما تمثل شيعة المذهب، وبين شيعة علي وشيعة المذهب اختلاف كبير جداً، فشيعة علي وجدوا فيه مناضلاً من أجل الحق وقف مع معسكر الفقراء والمضطهدين وكان ثورة على الظلم والجور وانتقاد وفضح لإهدار الأموال وتبذيرها وضد إساءة استخدام السلطة وساعياً للاهتمام بعامة الناس والنضال ضد ترف المتسلطين وحياة القصور واقتناء الغلمان والجواري والأطيان، بينما شيعة المذهب جعلوا من علي منافساً بالخلافة وخصماً دينياً ومقدساً إلهياً، لم يروا فيه الثورة ولا الاصطفاف الطبقي....

أضيفت في:29-5-2010... فضيحة و نصيحة> صباح الصحوة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد