موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

فضيحة المال ومصيبة القروض: الدَّين غضب الله والوالدين!

HTML clipboard

ما هو المال؟... المال هو قوة نظرية غير موجودة، لم توجد أبداً ولا توجد الآن، ولن توجد على الإطلاق، إلا نظرياً على شاشات الحاسب!!!
الناس يموتون اليوم بالآلاف، لأن ليس لديهم رصيد وأرقام كافية على شاشة الحاسب...
هذا أمر غريب ورهيب وغير معقول أبداً... لكنه للأسف حقيقة.
يسأل الناس: ما هو المال؟ ما هو الدَين والائتمان والتسليف والرصيد المالي و و و....
 

كيف تم اختراع المال؟
المال اليوم هو: بنوك خاصة تديِّن مالاً غير موجود، يسمى: الرصيد أو الحساب.


وما هو الرصيد أو الحساب؟ ما هي البطاقة المصرفية الائتمانية؟ طبعاً بسهولة يمكنك أن تجاوب وتخرجها من محفظتك: انظر هذه هي!
عندما تذهب إلى بنك ما وتريد أن تتدين 50 ألف دولار مثلاً، فالبنك لا يقوم بطبع أي عملة ولا يقوم بتحريك معادن ثمينة في أي مكان، بل كل ما يفعله هو الكتابة على الحاسب في رصيدك: 50 ألف دولار.
ومنذ تلك اللحظة، لم تعد أنت في دَين قدره 50 ألف دولار، بل أيضاً فوائد القرض أو الدين المضافة عليها.
وإذا لم تستطع الدفع لذلك البنك من مالك الخاص، وطبعاً الأنظمة المصرفية قد قامت بلعبتها العالمية الماكرة وخسرتَ وظيفتك بطريقة ما، فلا تستطيع تسديد ديونك، فإن البنك يستولي بالقانون على ثروتك الواقعية الملموسة التي توجد فعلاً! سيارتك ومنزلك وأرضك وعملك ومعملك!!

هذا ما حدث عبر قرون عديدة... وهكذا تم مص ثروات العالم ونقلها إلى جيوب فئات قليلة متحكمة مستبدة.
 

وما هو الازدهار الاقتصادي اليوم؟


هو عندما تجري هذه الوحدات الكثيرة من أرقام التبادلات، أو ما يسمى "المال"، وتدور بكثرة بين الحواسب والحسابات الالكترونية فتصنع كثيراً من الحركة والفعاليات الاقتصادية، وهذا يعطيك ثقة بالوضع الاقتصادي الحالي، وبسبب هذه الثقة تتشجع أنت على استلاف المزيد من القروض المالية، وتمتلك منزلاً أكبر وسيارة أكبر وأحدث وإجازات طوال السنة وغيرها من الرفاهيات...
والأنظمة المصرفية، التي يديرها ويمتلكها دائماً نفس الأشخاص، يلقون الطعم للناس بالصنارة: تعال وامتلك حساباً كبيراً.. خذ قرضاً كبيراً قدر ما تريد وحقق أحلامك!؟؟ قروض للجميع!
أنت تعمل مقابل دولارين بالساعة... هل تريد 50 ألف دولار بدلاً منها؟؟
لا مشكلة... أهلاً بك... بلعتَ الطعم ووقعت في الفخ!
سترد طبعاً: وأين المشكلة؟ لقد حصلت على منزل على كل حال!!!!!

بعدها ما يفعلونه هو: سحب المال من التداول.... وهم فئة قليلة من الأنساب الدموية المجرمة.. وعندما يسحبونه قائلين: أوووه لا.... للأسف لدينا الآن عجز مصرفي، لا يمكننا إعطاء القروض وإعطاءكم مزيداً من المال غير الموجود وجعلكم تدفعون الفوائد عليه، أوه لا... الأمر جدّي وسيء جداً.... فعلاً هناك مشكلة في الكفالات المالية، (طبعاً هم المتحكمين، هل ترى؟).

وإذا عدنا لننظر إلى هذه المصيبة الحديثة المنتشرة، كمية الاكتئاب والإحباط الهائلة، سببها ليس أن الناس لا تريد أن تعمل، أو أنها لا تريد خسارة منازلها، بل لأنه ليس هناك وحدات تبادل كافية في الحركة المصرفية فتنقص الفعاليات الاقتصادية... تناقص هذه الفعاليات لا يسمح للناس بكسب المال لدفع ديونها وقروضها!
فيأتي البنك الآن ويقول: شكراً لكم جزيلاً ويستولي على كل شيء....

الفرق الوحيد بين الازدهار والانفجار، هو موضوع سماح البنوك الخاصة بوحدات التبادل "المال" من خلال الحسابات والبطاقات، أو عدم سماحها.
سمعتُ بأحد السياسيين، وكلهم سواء بالنسبة لي لا أستطيع التمييز بينهم، لأنهم جميعاً رؤوس يابسة متشابهة لكن فمهم كبير ومرن جداً.... المهم، قبل بضعة أيام قابلت أحدهم، حيث قال أنهم اضطروا إلى كفالة ومساعدة أحد البنوك الضخمة مالياً، بـ(المزيد من الدين!) من أجل أولئك الناس المساكين الذين تم استلابهم مسبقاً (من قبل الناس المفروض أنهم سينقذونهم من ورطتهم!).
الشارع العام لا يمكنه السير اليوم دون الحسابات المالية... الناس لا يمكنهم دفع فواتيرهم دون أرصدة... وهنا يظهر سؤال كبير: ما هو النظام الحقير الذي سمح بظهور هذه الحالة؟؟؟!!

إذاً هذا الشيء المسمى "مال" صار هو المورثات التي تقود المجتمع... يتحكم بكل الخيارات... يقرر ما إذا لدينا مأوى أم لا... وفئة قليلة جداً تتحكم به...
النقطة المهمة هنا: عندما تجد أن بعض البنوك تفلس فتستولي عليها بنوك أخرى، يعتقد الناس: (أووه هذا سيء جداً على الأنظمة المصرفية.. مثلاً بنك Lehman Brothers قد أفلس... وبنك Merrill Lynch قد أفلس واستولى عليه (اشتراه) بنك أميركا.. يا إلهي ماذا يجري؟.. لا بد أن الأمر سيء جداً للأنظمة المصرفية)...... لا!
قد يكون سيئاً بالنسبة لبعض الناس الموظفين في تلك البنوك، الذين خسروا وظائفهم ولديهم عائلات يعتنون بها.. لكنه ليس سيئاً بالنسبة للأنظمة... لأن تلك الشبكة من القلة يمتلكون كل اللعبة!.. ورغم أن الوجوه ضمن اللعبة قد تتغير، لكن المتحكمين بها يبقون نفسهم، لذلك لا يخسرون أبداً..
أووه.. بنك Merrill Lynch قد خسر.. لا بأس لأننا نمتلك بنك أميركا أيضاً الذي اشتراه، ونمتلك البنك العالمي المركزي أيضاً، فلا بأس سنذهب إليه!
هكذا تعمل الحيلة الكبيرة.. والناس لا يدركون الموضوع لأنه لا يبدو واضحاً هكذا بسهولة.
وكل هذا يجري على حساب الصحة والسلام والتناغم في حياة الناس.. وتجري الأموال المسروقة كلها لخدمة الدعارة والملاهي والمافيات...
 

وما الأساس الذي يبنون عليه خدعتهم؟


كن خائفاً ومرتعباً....


عندما يتم تخويف الناس، وكل حكومات الدول والسياسيين تقوم بتخويف شعوبها من خلال الحفاظ على "أعداء البلد" أو تفريق الناس وزرع الصراعات والأمراض والفقر...
عندما يخاف الناس من شيء ما، فإنهم يقدمون طاقتهم لمن "يحميهم" وينقذهم مما يخافون... وهذه حيلة السياسيين والقياديين ورجال الدين.
وهذه حالة الحكومة الأميركية والاتحاد الأوروبي وكثير من الدول الغربية والشرقية... التي أسسها منذ البداية فئات صغيرة فاشية دكتاتورية... ولا تزال تتحكم بالناس والأموال حتى اليوم.

 

There are More Hot Fadeehas on: www.davidicke.com
 

أضيفت في:27-6-2010... فضيحة و نصيحة> صباح الصحوة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد