موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الجسد الإلهي... ومقام التوحيد

Noteمع موسيقى مرفقة

 

الجسد الإلهي هو الأعلى والأسمى... لأنك الآن قد عبرت حتى عالم الأحداث... لقد ذهبت إلى المصدر الأصلي، المصدر الأصلي الذي كان قبل الخلق وسيكون بعد العدم...

إذاً من السادس إلى السابع لا يوجد حتى لا-طريقة، لا شيء يفيد مطلقاً... بل كل شيء يمكن أن يكون عقبة.. من الكوني إلى الإلهي والفناء هنالك فقط حدث: بدون مسبب، ولا تحضير، ولا حتى طلب...

إنها تحدث بشكل آني فوري.. عليك فقط أن تتذكر شيئاً واحداً: يجب أن لا تتمسك بالسادس. التمسك بالسادس سوف يمنعك من التحرك إلى السابع... لا توجد طريقة إيجابية للتحرك إلى السابع ولكن يمكن أن يكون هناك إعاقة سلبية.. يمكنك التعلق بالكون أو فكرة "الرحمن"... يمكن أن تقول: "لقد وصلت!".. ولكن هؤلاء الذين يقولون أنهم وصلوا لا يمكنهم الذهاب إلى السابع.

 

إذا بحثت عن أشياء، فلا يمكنك الذهاب إلى السابع... لذلك هنالك تحضيرات سلبية فحسب... المطلوب هو فكر سلبي، فكر لا يتطلع إلى أي شيء... ولا حتى الاستنارة، ولا حتى الخلاص أو الله أو الحقيقة... فكر لا ينتظر أي شيء، ولا حتى الله أو النور أو الحكمة... فكر موجود فقط بدون أي تطلعات أو رغبات أو أمنيات... فقط الكينونة الساكنة في السكن... ثم يتم الحدث.. وحتى الكون يختفي بأكمله.

 

إذاً يمكنك العبور إلى السابع خطوة فخطوة... ابدأ بالمادي واعمل لتصل إلى الأثيري ثم النجمي، والعقلي، والروحي... يمكنك أن تعمل حتى تصل إلى الخامس. ومن الخامس فقط ابقى متيقظاً... العمل ليس مهماً هناك، الوعي هو المهم... وفي النهاية من السادس إلى السابع حتى الوعي لا يعود مهماً... فقط الكينونة... هذه هي القدرة الكامنة في بذورنا، هذه إمكانياتنا ونورنا...

 

مقام التوحيد

المقام السابع هو مقام التوحيد أو القرب من الله... عندما تتحرك طاقتك إلى السابع، ستصبح أنت النبع وأنت الزهرة المنتجة للعسل والعطر، فلا تحتاج للذهاب إلى أي زهرة أخرى...

والآن النحلات الأخريات يبدأن بالقدوم إليك... وأنت تجذب النحلات من كل أنحاء الأرض.. أو حتى في بعض الأحيان، نحلات من كواكب أخرى تبدأ بالقدوم إليك... صار عندك النفس الراضية المرضيّة.

المقام الأدنى هو مقام النفس الأرضية، التي تولد منه الحياة، حياة الجسد والحواس... في المقام السابع تولد الحياة الأبدية، ليست من الجسد ولا من الحواس... إنها ليست فيزيولوجيا كتب الطب بل فيزيولوجيا الدين والروح.... أرجوكم لا تبحثوا عنها في كتب الطب فهي لا توجد هناك.. إنها تعبير مجازي وهي طريقة في الكلام... إنها خريطة لتجعل الأشياء مفهومة.

 

 

يبقى هناك رحلة واحدة فحسب: الرحلة إلى فناء الكيان... الوجود هو نصف الرواية فقط، هنالك أيضاً عدم  الوجود.... النور موجود، ولكن على الطرف الآخر يوجد ظلام... الحياة جزء واحد، ولكن هنالك أيضاً الموت... لذلك، من الضروري أيضاً معرفة عدم الوجود أو الفراغ المتبقي...

لأن الحقيقة الكلية يمكن أن تعرف فقط عندما يُعَرف الوجهان: الوجود وعدم الوجود...

عندما يُعرف الكيان بكليته.. ويُعرف فناء الكيان بكليته.. عندها تصبح المعرفة تامة.

عندما يُعرف الوجود بكليته وعدم الوجود بكليته... عندها نعرف الكل وإلا فتجربتنا ناقصة.

لا يوجد كمال في السادس، لأنه لا توجد إمكانية لمعرفة عدم الوجود... لذلك فإن السادس ينكر وجود الفناء ويصفه بالوهم.... يقول أنه غير موجود، يقول أن الوجود هو الحقيقة وعدم الوجود زيف... ببساطة لا يوجد شيء كهذا، وبذلك فإن سؤال المعرفة الكاملة لا يُطرح.  

 

في السابع هناك الفراغ.. المكان الذي نقفز فيه من الكيان إلى فناء الكيان... في الجسد الكوني يبقى هناك شيء مجهول، لكن هذا أيضاً يجب أن يُعلم: ما هو عدم الوجود؟ ماذا يعني أن تُمحى بالكامل؟

لذلك، فإن المستوى السابع يعني الموت النهائي بطريقة ما... انطفاء اللهب الذي تحدثنا عنه سابقاً.

"أنا" قد انطفأت... و"أكون" انطفأت أيضاً...

لكننا الآن وصلنا مرةً أخرى إلى كينونة، نكون فيها واحداً مع الكل...

الآن نحن والرحمن لسنا اثنان... وهذه أيضاً يجب أن تترك.

من كان مستعداً للقفزة الأخيرة سيعلم الوجود وعدم الوجود.

 

إذاً هذه هي الأجساد السبعة والمقامات السبعة.. التي تقع ضمنها كل الوسائل وكذلك كل العوائق.

لا توجد حواجز في الخارج... لذلك لا يوجد سبب للبحث في الخارج..

إذا أردتَ أن تسأل أحداً أو أن تستفهم من أحدٍ فلا تتسول!

الفهم شيء والتسول شيءٌ آخر.. يجب أن يستمر بحثك، وكل ما سمعته أو فهمته يجب أن تجعله مدار بحثك أيضاً... لا تجعله اعتقادك وإلا فإن ذلك سيكون تسولاً.

سألتني شيئاً وأعطيتك جواباً... إذا كنتَ قد أتيت من أجل صدقة فسوف تضعها في حقيبتك وتخزنها كما لو كانت كنزاً... لكنك في هذه الحالة تكون متسولاً ولا تكون متأملاً!

 

كلا.. ما قلته لك يجب أن يصبح بحثك.. يجب أن يسرع بحثك.. يجب أن يثير ويحفز فضولك... يجب أن يضعك في صعوبة أكبر، يجعلك أكثر قلقاً ويثير فيك أسئلة جديدة، وأبعاد جديدة... وبذلك سوف تشق طريقاً جديداً من الاكتشاف.... عندها تكون قد فهمت ما قلته... وإذا ما ساعدك هذا على فهم نفسك فلا يكون تسولاً.

 

إذاً تقدم إلى الأمام لتعرف وتفهم، تقدم إلى الأمام لتبحث، لستَ الوحيد الذي تبحث بل هنالك الكثيرون أيضاً... قام العديد بالبحث ووصلوا. حاول أن تعرف، أن تفهم تماماً ما قد حدث لهؤلاء الناس وأيضاً ما لم يحدث معهم.. حاول أن تفهم كل ذلك... ولكن بينما تحاول أن تفهم هذا لا تتوقف عن المحاولة لفهم نفسك... لا تفكر أن مهمتك هي فهم الآخرين!.. لا تؤمن بتجاربهم.. لا تصدقهم بشكل أعمى.. ولكن حوّل كل شيء إلى تساؤلات.... حول كل شيء إلى أسئلة وليس إلى أجوبة، عندها سوف تستمر رحلتك.. عندها لن يكون ذلك تسولاً بل سيكون بحثاً صادقاً.

 

بحثك هو الذي سيوصلك إلى نهاية المطاف والطواف... بينما يحصل الإختراق ضمن ذاتك سوف تجد وجهي كل مقام... كما قلتُ لك، وجه أعطي لك بواسطة الطبيعة والآخر عليك أنت أن تكتشفه. الغضب أعطي إليك، والمسامحة هي ما يجب أن تجدها... الجنس أعطي إليك، الحب والعزوبية يجب أنت أن تطورها... الأحلام تملكها، لكن الرؤيا ما يجب أن تحققها...

 

إن بحثك عن "المعاكس" سوف يستمر حتى المقام الرابع... من الخامس سيبدأ بحثك عن الذي لا يتجزأ، عن الشيء غير الثنائي... حاول أن تكمل بحثك عن ذلك، والذي هو مختلف عن ما وصلت إليه في الجسد الخامس.. عندما تحقق السعادة، حاول أن تجد ما هو بعد السعادة... في المستوى السادس تحصل على الكيان المطلق كأنه الرحمن، ولكن استمر بالتساؤل: "ما الذي يوجد بعد فكرة الرحمن؟"

 

ثم في يوم من الأيام... سوف تدخل إلى الجسد السابع، حيث الكينونة وعدم الكينونة، النور والظلام، الحياة والموت يحدثان معاً... هذا هو الوصول إلى القمة وليس هناك من وسائل لوصف أو شرح هذه الحالة.

 

لهذا السبب فإن كتبنا المقدسة تنتهي في الجسد الخامس، أو تصل على الأكثر إلى الجسد السادس. إن هؤلاء الذين يفكرون بطريقة علمية لا يتكلمون حول ما يوجد بعد الخامس.

الحقيقة الكونية والتي هي غير محددة وغير محدودة تبدأ من هناك... والحكماء والصوفيون فقط يتكلمون عن المستويات ما بعد الخامس... من الصعب التكلم عن هذه المستويات لأن على المتكلم أن يناقض نفسه مرة تلو الأخرى.

إذا قرأت كل النصوص التي قالها أحد الصوفيين فإنك ستقول أن هذا الإنسان مجنون!!.. في بعض الأحيان يقول شيئاً وفي البعض الآخر يقول شيئاً آخر... يقول "الله موجود".. ويقول أيضاً إنه غير موجود... يقول: "لقد رأيته".. وبنفس الوقت يقول: "كيف يمكن أن تراه؟!... إنه ليس مادة بحيث تستطيع العين أن تراها"... هؤلاء الحكماء يوقظون هكذا أسئلة بحيث إنك تتعجب هل هم يسألون الآخرين أم يسألون أنفسهم.

 

تـبدأ الروحانية من المستوى السادس.. لذلك حيث لا يوجد تصوف أو روحانية في الدين، فاعرف أن هذا الدين قد انتهى عند الجسد الخامس... ولكن التصوف أيضاً ليس المرحلة الأخيرة، فالنهائي هو الفراغ واللاشيء.... الدين الذي ينتهي بالتصوف ينتهي بالجسد السادس.. الفراغ هو النهاية، الفناء هو النهاية، لأنه بعدها لاشيء يمكن أن يقال.

 

لذلك فإن بحثك عن التوحيد، يبدأ مع الجسد الخامس... كل البحث عن الأضداد ينتهي مع الجسد الرابع... كل الحواجز موجودة داخلنا وهي مفيدة، لأن هذه الحواجز بحد ذاتها عندما تتحول، تصبح وسائل للمضي للأمام..

إن صخرة مرميةً على الطريق تبقى عائقاً في وجهك طالما لم تفهمها... في اليوم الذي تفهمها فيه ستصبح هذه الصخرة سلماً لك... إذا لم تفهم، ستصرخ عندما ترى الصخرة المرمية في طريقك وتقول: "إن الصخرة في طريقي فكيف يمكنني أن أتقدم!؟" ..وعندما تفهم سوف تتسلق الصخرة وتمضي قدماً شاكراً الصخرة بهذه الكلمات: "لقد باركتني كثيراً أيتها الصخرة لأنني بعد أن تسلقتك وجدتُ نفسي في مستوى أعلى.. الآن أنا أتقدم.. وقد كنتِ وسيلة واعتبرتك عائق".

الطريق مسدود بهذا الجلمود... ماذا سيحدث؟ إعبره وسوف ترى!

بهذه الطريقة تغلّب على الغضب، تسلقه واعبر إلى الرحمة... فهي موجودة في مستوى آخر... اعبر فوق الجنس واحصل على العزوبية والتي هي في مستوى مختلف تماماً... عندها سوف تشكر الجنس والغضب لكونهما درجات حجرية موضوعة لغاية محددة وقد استخدمتها بشكل صحيح.

 

كل صخرة على الطريق يمكنها أن تكون عائقاً أو وسيلة، هذا يعتمد بالكامل على ما سوف تفعله بها.... شيء واحد أكيد: لا تتصارع مع الصخرة، لأنك عندها سوف تكسر فقط رأسك ولن تكون الصخرة مفيدة... إذا تصارعت مع الصخرة فإنها سوف تسد طريقك، لأننا حيث نتصارع نتوقف..

دوماً علينا أن نقف بجانب الشخص أو الشيء الذي نتصارع معه، لا نستطيع أن نتصارع معه عن بعد... لذلك فإن الشخص الذي يتصارع مع الجنس عليه أن يتورط  بالجنس كما يفعل من يتمتع به... بالحقيقة ربما يكون أكثر قرباً من الجنس بكثير من الذي يتمتع به، لأن مَن يتمتع به قد يتوقف عن ذلك في يوم من الأيام، ويتجاوزه... ولكن الذي يتصارع معه لا يستطيع التوقف... إنه يبقى يدور ويدور في حلقة مفرغة.

 

إذا صارعتَ الغضب فسوف تُصبح غاضباً!.... سوف تملأ كل شخصيتك بالغضب وكل جزء من جسدك سوف يهتز به، وسوف تبث الغضب من حولك...

إن القصص التي نقرأها عن بعض الحكماء والزاهدين المدّعين، والتي هي قصص غاضبة عنيفة، تحدث لأنهم تصارعوا مع الغضب.. فهم لا يستطيعون التفكير بشيء سوى اللعنات وتكفير الآخرين.. هؤلاء الناس تصارعوا مع الصخرة وهم الآن في محنة صعبة.. لقد أصبحوا ما تصارعوا معه.

 

قد تقرأ عن شيوخ وحكماء آخرين، هبطت عليهم نساء من السماء وأفسدوهم في دقيقة!.. هذا غريب... لأن هذا يحصل فقط عندما يكون الرجل يتصارع مع الجنس، وليس العكس... لقد تصارع وتصارع وبذلك أضعف نفسه، وبقي الجنس آمن وقوي في موقعه، ينتظر فقط انكسار الرجل ووقوعه... هذا الجنس يمكنه أن ينبثق الآن من أي مكان، وهناك دوماً إمكانية لأن تأتي الحوريات الجميلات من السماء خصيصاً لمثل هؤلاء الشيوخ!

عندما يُقمع الجنس ويُكبت بقوة، فإن امرأة عادية تصبح ملاكاً وكائناً سماوياً... يجسد الدماغ ويعكس أحلاماً في الليل وأفكاراً في النهار ويصبح مملوءاً تماماً بهذه الأفكار... وعندها يصبح الشيء العادي ساحراً.

 

إذاً على الباحث أن ينتبه من الميل إلى القتال... عليه أن يبذل قصارى جهده ليفهم.... محاولة الفهم تعني فهم الذي أعطي له من الطبيعة، ومن خلال ما أعطي لك سوف تصل إلى المراد...

هذه نقطة البداية... إذا هربتَ من المعطى لك في البداية فمن المستحيل الوصول إلى الهدف... إذا هربت بخوف من الجنس فكيف ستصل إلى العزوبية؟... لقد كان الجنس النافذة التي أعطيت لك من الطبيعة والعزوبية هي البحث الذي يجب القيام به عبر هذه النافذة بحد ذاتها...

 

إذا نظرتَ بهذه الطريقة فلا ضرورة للتسول من أي مكان

الفهم هو المطلوب منك فقط يا إنسان

كل الوجود موجود من أجل غاية الفهم

تعلم من أي شخص... استمع لكل الناس والألوان

وفي النهاية استفتي قلبك واستمع لنفسك

أضيفت في:10-1-2011... علوم المقامات والطاقات> سبعة أجساد وسبعة مقامات
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع



 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد