موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

القطط نعمة وبركة في حياتنا

http://www.alaalsayid.com/images/articles/cats1.jpg

إن الحياة تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم... ويمكننا جميعاً أن نرى ونشعر بهذا التعقيد وهذا الاحتلال والسيطرة على عقولنا وأجسادنا، من خلال وسائل الإعلام السائدة بدعاياتها المتواصلة المضللة، ومن خلال غزو السموم المستمر لبيئتنا وتسميم الطعام والماء والهواء....

لا حاجة لأن تكون عالم في الذرة حتى ترى أن هناك جدول وخطة محكمة والأدلة عديدة ومثبتة.. خطة هدفها استعبادنا.. طبعاً هذا شيء فظيع ومرعب!

أحد أجزاء الخطة هو فصلنا عن الطبيعة... وهذا يحدث بالتدريج خطوة فخطوة... عملية بطيئة مصممة لإقناعنا تماماً باستعبادنا والتمهيد لمجتمع ما بعد الإنسان، وهو المستقبل الذي ننتظره.... كلما انفصلنا أكثر عن العالم الطبيعي أصبحنا آلات أكثر كالروبوتات وأكثر قابلية للاستعباد.

إذاً نحن بحاجة لأن نستيقظ كل يوم ونشتم رائحة الورود بدلاً من دخان السيارات!.. قد تكون الطبيعة هي مُنقذنا الوحيد من الاستعباد القادم والنظام العالمي الجديد الأورويلي الذي يظهر بوضوح وضخامة هذه الأيام، لأن كل شيء في الطبيعة يحمل طاقة الشفاء.

عندما نكون في الطبيعة، في الغابات، السواحل، الجبال أو الحدائق، وخاصة برفقة الحيوانات.. يعطينا هذا فرصة بأن نتأمل ونتكامل داخلنا... هناك شرخ متباعد في حالة البشر اليوم، مصدره دوماً هو الفكر الأناني المستكبر... نحن جميعاً نحمل هذا الجرح والشرخ.. وهو ببساطة يظهر بدرجات متفاوتة متنوعة على مستوى كل فرد.

نحن نعرف أننا أتينا من النجوم البعيدة.. من حضارات تم زرعها في أجزاء أخرى من الفضاء.. ونعرف أن كثيراً من الحروب تم خوضها لأجل امتلاك السيطرة على أجسادنا ووعينا... في تاريخنا القديم، أصبنا بصدمة عميقة جسدياً ونفسياً، وتستمر هذه الصدمة معنا حتى هذا اليوم، توازياً مع استمرار المعركة لامتلاك أجسادنا وأفكارنا وأرواحنا... http://www.alaalsayid.com/images/articles/cats2.jpg

مورثاتنا لها أصول أرضية وغير أرضية.. هذا يعني أننا نحن البشر كائنات مركبة، جزء منا مثل الحيوانات، لكن بسبب التلاعب الوراثي القديم كان ولا يزال هناك انشقاق في وعينا.. هذا الانشقاق أزال (ولو جزئياً) ثقتنا واتصالنا المباشر مع القوى الشافية في الطبيعة.

الاتصال بالطبيعة ربما يكون الطريقة الوحيدة لشفاء جرح البشرية، لأن هذا الجرح يدور حول انفصالنا عنها.... نشعر كثيراً بالخوف ونكرر عيش الصدمة القديمة باستمرار بسبب ذلك الانفصال.... في مستوى عميق ما، نحن نعرف ذلك لكننا نشعر بالعجز عن تغييره... نحن نولد في حالة الانفصال، ونمضي في الحياة نعاني من ألم الانفصال، ثم نموت.. وحيدين.... هذه ببساطة طريقة حياتنا كلها.. ومن وقت لآخر نقوم بإسقاط كل ألمنا وتوقنا وشوقنا للاتصال والتواصل، على الآخرين.. وبعدها نصل لاختبار المزيد من الألم من خلال مسرحيات دراما العلاقات (الإسقاطات دوماً لا تعمل لمدة طويلة).... لو عندنا وعي كافي، سننسحب ونسحب كل إسقاطاتنا، أشياءنا وأفكارنا الخاصة بنا، وسنوجد طريقة نستمر بها مع من نحب بسعادة كما نأمل في هذا العالم المجنون.....

لكن حتى عندما نشق طريقنا ونخترق الحمل النفسي الناتج عن الصدمة المشتركة بين البشر، ونجد بعض الدواء والشفاء من خلال العلاقات، لن نستطيع الهرب من الجنون المحيط بنا... وهنا يأتي دور قططنا العزيزة.

الحيوانات تحمل طاقة طبيعية صافية، وطبيعية لدرجة كافية... للأسف نحن لسنا كذلك.. لقد كنا ولا نزال مخَرّبين، وبالأحرى عقولنا مخرّبة، وقد فقدنا اتصالنا الفطري مع العالم الذي نعيش فيه، مع كوكب الأرض ومع الفضاء... لم نعد نشعر بالإيقاعات الطبيعية للشمس والقمر والنجوم، مثلما كان البشر يشعرون في يوم ما.... ولا نثق بأمنا الطبيعة والأرض بأنها تشفي أجسادنا وتهدئ أرواحنا... أصبحنا كائنات فضائية غريبة على كوكبنا الخاص بنا....

http://www.alaalsayid.com/images/articles/cats3.jpgالحيوانات ليس لديها فكر أناني مستكبر، لذلك بقيت متصلة بالأرض... إنها تثق تماماً بالطبيعة وتعيش دوماً في اللحظة الحاضرة... ولذلك الحيوانات هي نعمة كبيرة لنا، إنها رابط اتصالنا الوحيد مع عالم الطبيعة.

القطط من بين الحيوانات الجميلة والذكية جداً، لديها مستوى من الوعي بصراحة يدعو كثيراً من البشر للخجل من أنفسهم... مخزونها من العواطف ضخم جداً، يمكنك بوضوح أن تشعر مقدار ما عندها من الفرح، الرضى، الرحمة، التمرد والمحبة.... إنها تختبر العاطفة مهما كانت، وتتجاوب للعاطفة وهي نقية دون أي تلوث بالخوف أو بالأنا....

شخصيات القطط مميزة مثل الكائنات الأخرى (ولديها أيضاً خريطة ولادة فلكية مثل البشر).... وقد توصل عدة علماء إلى أن تردد الذبذبات عند القطط عالي جداً... ونظراً لأنها نقية ومتحررة من الفكر الأناني فلديها الكثير لتعلمنا إياه... عندما تعيش معنا، سنلاحظ فوراً كيف نستمتع بفوائد طاقتها الذبذبية العالية... وظهر أنها بمجرد مرورها في الحديقة أو المنزل ستطرد الطاقات السلبية وتحوّل حقول الطاقة حولها إلى إيجابية.... كما اختبر وأثبت عدة أطباء دور القطط في معالجة المرضى عندما تجلس بنفسها عفوياً على مكان المرض وتعالجه، وظهر حتى أن صوت خرخرة القطة (هررررر) له تأثير شافي!... قال إيكارت تول مرةً: "لقد كان عندي العديد من معلمي التأمل والزنّ أتعلم منهم الكثير، وجميعهم كانوا قططاً!"

http://www.alaalsayid.com/images/articles/zen%20meow.jpg

طبعاً لا يهم ما هو نوع حيوانك الأليف، سواء كان كلب أو ببغاء أو أرنب أو حصان... فهي جميعاً قادرة على الشفاء وتذكيرك بأنك غير مفصول عن الطبيعة....

نحن جزء من هذه الأرض... أمنا... وهذا الفضاء بأكمله... بمقدار ما هم جزء منا أيضاً.

هذه الحقيقة مخفية داخلنا فحسب.... وحيواناتنا هي جسر لنا، طريق للعودة إلى حقوقنا القديمة الأزلية، عندما عشنا حياة مليئة بالسلام والصحة وأحراراً من طغيان واستبداد الوقت والفكر الأناني.... هذا التوحيد مع العالم الطبيعي هو المكان الذي تجد فيه أرواحنا كل شفاء وهناء.... إنه المكان ذاته الذي تعيش فيه الحيوانات، ومن خلالها نستطيع العودة إليه بتقديرنا واحترامنا للقداسة فيها وفينا وبالتعلم منها..

 

أترككم بحب وسلام.. لا تنسوا حضور هذا الفلم المميز عن التخاطب مع الحيوانات:

‘The Animal Communicator’, here.

 

أضيفت في:12-12-2013... زاويــة التـأمـــل> العلم و التأمل
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد