موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

ما هي الزراعة الأًصيلة Permaculture

مقدمة:

الزراعة الأصيلة permaculture هي منهج علمي وأخلاقي يهدف إلى نشر ثقافة مستدامة تساعد الإنسان على تلبية احتياجاته من الغذاء والمأوى وغيرها بطريقة تفيد البيئة ولا تضرها وتفيد كافة مكونات البيئة الحية وغير الحية (التراب، الهواء، الحيوانات، الأشجار… ).
ليس هناك تعريف واضح ومحدد للزراعة الأصيلة وذلك لكونها مفهوماً عاماً يتوسع باستمرار لكن يمكن القول أن الزراعة الأصيلة هي أداة فعالة تستخدم لتصميم أنظمة مستدامة عالية الإنتاجية تتمتع بالاكتفاء الذاتي وتحاكي الأنظمة الطبيعية في تنوعها واستقرارها وقدرتها على التكيف.
يختصر بيل موليسون فلسفة الزراعة الأصيلة قائلاً: إنها فلسفة العمل مع الطبيعة لا ضدها، إنها التصميم المتأني الدقيق والواعي بدلاً من الكدح المضني بدون تفكير.
الزراعة الأصيلة في جوهرها هي فلسفة أخلاقية فهي تعتبر أن الأخلاق يجب أن تكون الأساس في تعاملنا مع البيئة والأرض والمجتمع وهي تحدد ثلاثة أخلاق رئيسية يجب على كل دارس للزراعة الأصيلة الالتزام بها وهي: رعاية الأرض بكل مكوناتها الحية وغير الحية، رعاية الإنسان وتلبية كافة احتياجاته المادية والمعنوية، والحد من الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية.
الزراعة الأصيلة كأداة تصميم تنظر إلى أي موقع (سواء كان مزرعة أو أرض زراعية أو حديقة منزلية أو قرية) على أنه نظام متكامل فتدرس العناصر الموجودة في هذا النظام وتعمل على تعزيز العلاقات الإيجابية بين هذه العناصر بحيث تعمل كلها معاً بانسجام وتعاون وبهذا فإنها توفر على الإنسان الكثير من الجهد والوقت والمال. (على سبيل المثال في حديقة منزلية يمكن تحويل بقايا الطعام ومخلفات المطبخ إلى سماد يغذي تربة الحديقة، والحديقة تنتج الخضار والفواكه والغذاء اللازمة لسكان المنزل)
لتحقيق هذه الأهداف فإن الزراعة الأصيلة تعمل على تدريب الناس على الاعتناء بالأرض والحيوانات وإدارة المياه والزراعة … إلخ بطريقة مستدامة بحيث يحققون أقصى استفادة من العناصر الموجودة لديهم بأقل جهد وتكلفة ممكنة. ولهذا فإن التدريب هو عنصر أساسي في الزراعة الأصيلة لأنه يساعد على نشر هذه المبادئ والمعارف بين جميع المهتمين، ويتم التدريب من خلال دورة أساسية تدعى دورة تصميم الزراعة الأصيلة وهي تعطى على مدى أسبوعين وتختصر فيها المبادئ الأساسية للزراعة الدائمة، إضافة إلى دورات تخصصية أخرى.

 

 معنى الاسم:

كلمة permaculture اشتقت في الانجليزية من كلمتي permanent أي دائم و agricultureأي زراعة، لكن المفهوم توسع ليعنيculture permanent أو الثقافة المستدامة. فالزراعة الأصيلة كانت في البداية تركز على الإنتاج المستدام للغذاء، إلا أن فلسفتها توسعت مع الوقت لتشمل الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية. وهي حركة ديناميكية ما تزال في مرحلة التطور، فعلى سبيل المثال قام بعض ممارسي الزراعة الأصيلة بإدراج الجوانب الروحية والتطوير الذاتي ضمن إطار الزراعة الدائمة.

 

كيف نشأت الزراعة الدائمة:

نشأت فكرة الزراعة الأصيلة في السبعينات على يد بيل موليسون وهو عالم بيئي أسترالي وأستاذ في جامعة تسمانيا. كان موليسون قد أمضى عدة سنوات في دراسة علم الأحياء في البراري حيث كان يقوم بمراقبة الأنظمة الطبيعية وكيف تعمل، وقد أصابه القلق الشديد تجاه الدمار الذي أصاب هذه الأنظمة، لكنه قرر أنه بدلاً من الغضب تجاه ما يحصل حوله فإن من الأفضل البدء بالعمل من أجل إيجاد حل إيجابي لذلك فكر أن أفضل حل هو العيش وفقاً للنماذج السائدة في الطبيعة.
حصل موليسون من خلال مراقبته الطبيعة على ملاحظات هامة، فقد وجد أن الأنظمة الطبيعية كالغابات والمناطق الرطبة، جميعها مستدامة فهي تولد بنفسها الطاقة اللازمة لها وتقوم بإعادة تدوير نفاياتها. كما لاحظ أيضاً أن الأجزاء المختلفة التي تشكل النظام البيئي الطبيعي جميعها تعمل معاً وكل عنصر منها يقوم بأداء دور مهم. على سبيل المثال فإن النحل يقوم بتلقيح النباتات، في حين أن الطيور تعمل على مكافحة الحشرات، وتقوم بعض النباتات بسحب الآزوت من الهواء وتثبته بصورة تستطيع معها النباتات الأخرى الاستفادة منه، وهكذا فإن كل عنصر يقوم بعمل مفيد. استخدم موليسون هذا المبدأ وغيره من أجل تصميم ووضع أنظمة زراعية مستدامة.
في السبعينات قام موليسون وتلميذه ديفيد هولمغرين بنشر بعض الكتب التي توضح هذه الأفكار، وفي الثمانينات قام بنشر مبادئ التصميم التي وضعها وبدأ بتدريس الزراعة الأصيلة في دورات تدريبية لينشر فكرته في جميع أنحاء العالم. وبحلول التسعينات كان الزراعة الأصيلة قد حققت انتشاراً في الولايات المتحدة وأصبحت معروفة في العديد من دول العالم. وإلى الآن ما تزال الزراعة الأصيلة تتوسع كحركة عالمية شعبية، ويتم تعليمها بصورة أساسية ضمن دورات وورشات عمل “تصميم الزراعة الدائمة” والتي تتم غالباً خارج الإطار الأكاديمي.

 

من يمارس الزراعة الأصيلة؟

هناك ممارسو الزراعة الأصيلة الذين يتعلمونها ويدرسونها ومن ثم يقومون بممارستها بصورة واعية من أجل أن يحققوا لأنفسهم حياة أكثر استدامة، وإلى جانب هؤلاء، هناك العديد من الناس الذين يمارسون الزراعة الأصيلة دون أن يدركوا ذلك، مثلاً النشطاء في مجال البيئة، المزارعون الذين يعتمدون على الزراعة العضوية، الأشخاص الذين يمارسون إعادة التدوير، بعض المجتمعات التقليدية، باختصار أي فرد يسعى إلى إقامة حضارة إنسانية مستدامة. من المفيد أن نلاحظ أن الزراعة الأصيلة تستمد الكثير من أفكارها وممارساتها من المعارف التقليدية التي سادت لفترات طويلة.
هل مرت معك مصطلحات مثل: التصميم البيئي، التصميم المستدام، علم البيئة التطبيقي، أو التصميم الأخضر؟ كل هذه مصطلحات تتحدث عن الفلسفة ذاتها وهي الاقتداء بالأنظمة الطبيعية من أجل تعزيز الاستدامة. الفرق بين هذه المصطلحات وبين الزراعة الأصيلة هو فقط في الاتساع والشمول. فالزراعة الأصيلة تعتمد على هذه الأنظمة الطبيعية وتضعها ضمن إطار عام شامل. الزراعة الأصيلة هي نظام شامل يمكن تطبيقه على جميع نواحي الحياة، إلا أن إنتاج الغذاء يظل اهتماماً أساسياً لها. وكما ذكرنا سابقاً فإن الزراعة الأصيلة هي فلسفة ديناميكية حية ما تزال مستمرة في التطور.
كيف يمكن لك أن تمارس الزراعة الأصيلة ؟
باعتبار أن الزراعة الأصيلة نظام ديناميكي شامل فإنه من الممكن ممارستها بطرق مختلفة وعلى عدة مستويات. هذه الدورة سوف تساعدك على فهم: الأخلاقيات أو الجانب الفلسفي في الزراعة الدائمة، بعض المبادئ والتوجيهات من أجل تطبيق الزراعة الدائمة، الاستراتيجيات أو الأهداف التي يمكن أن تركز عليها في تطبيقك للزراعة المستدامة، وبعض التقنيات أو الطرق العملية التي تمكنك من تطبيق الزراعة الأصيلة على أرض الواقع.

 

أخلاقيات الزراعة الأصيلة:

عندما نتحدث عن الزراعة الأصيلة لا بد لنا أولاً من الحديث عن الأخلاقيات لأن الزراعة الأصيلة هي نظام أخلاقي، بمعنى أن الأخلاقيات هي الأساس الذي يقوم عليه هذا النظام وهذه الأخلاقيات تحدد لنا كيف يجب أن نتصرف تجاه الطبيعة وتجاه بعضنا البعض.
1- العناية بالطبيعة: أي أن نحرص على الحفاظ على الأنظمة الطبيعية
2- العناية بالناس: أي تلبية حاجات الناس بحيث يتمتع الناس بحياة مستدامة وذات نوعية جيدة دون الإضرار بالأرض
3- وضع حدود على الاستهلاك: إننا كبشر لا نستطيع أن نستمر في الاستهلاك بلا حدود لأننا نستزف موارد الأرض بصورة غير مستدامة، ولا بد لنا من وضع حد لاستهلاكنا واستثمار الفائض من مواردنا من أجل العناية بالطبيعة والعناية بالإنسان.

 

مبادئ الزراعة الأصيلة:

استمدت هذه المبادئ من مراقبة الطبيعة، فنحن نراقب كيف تحصل الأشياء في الأنظمة البيئية الطبيعية ونحاول أن نقلدها. هذا المبدأ هو الأساس الذي نتبعه عندما نمارس الزراعة الدائمة.
لقد قام ممارسو الزراعة الأصيلة باستنباط العديد من المبادئ، وسوف نركز في هذه الدورة على سبعة منها لكي نقدم فهماً عاماً حول أهمية وطريقة عمل مبادئ الزراعة الدائمة.

1- الترشيد: لا تستخدم إلا ما تحتاجه
2- تجميع الوظائف (العنصر الواحد يقوم بأكثر من وظيفة): وتعني الحصول على عدد كبير من المخرجات من كل عنصر موجود في النظام. على سبيل المثال الشجرة هي أحد عناصر النظام. الشجرة تعطينا الظل، تؤوي الكائنات البرية، تنتج مواد للتسميد والبناء، تصد الرياح، تسمد التربة وتمنع انجرافها، تعمل على رفع منسوب المياه الجوفية… إلخ. الشجرة تقوم بالكثير من الأعمال المختلفة ضمن نظامنا وهذا هو المقصود بتجميع الوظائف.
3- تعدد الوظائف (تلبية أحد الاحتياجات بأكثر من طريقة): على سبيل المثال تحصل العائلة على حاجاتها المنزلية من الماء بطريقتين: فلديهم نبع ماء لكن في السنوات الشديدة الجاف يجف هذا النبع لذلك هم بحاجة إلى مصدر مساند لذلك يلجئون إلى نظام لتجميع مياه الأمطار عن طريق سقف منزلهم وبهذا يؤمنون قسماً من حاجتهم.

4- التكامل (استخدام ما ينتجه كل عنصر لتلبية احتياجات لعنصر آخر في النظام): هذا يعني أن هناك علاقة تبادلية من الأخذ والعطاء بين العناصر، فمخرجات أحد العناصر يمكن أن تكون مدخلات لعنصر آخر. هناك مثال جيد على هذا وهو الكومبوست. البقايا التي تزيد في المطبخ وهي تعتبر مخرجات من المطبخ تتحول إلى مدخلات نضيفها إلى كومة الكومبوست حيث تتحول إلى سماد قيم نستعمله فيما بعد في تسميد الحديقة، التي بدورها ستعطي مخرجات هي الغذاء الذي سيعود كمدخلات إلى المطبخ، وهكذا تتكامل الدورات داخل النظام.
5- المستوى المناسب: بمعنى أن ما نصممه يجب أن يكون ضمن نطاق ما هو متاح لنا من وقت وخبرة ومال.أحد الأمثلة الجيدة على هذا المبدأ هو إقامة سد هائل لتوليد الطاقة الكهرمائية فهذا من شأنه أن يسبب اضطراباً شديداً في مجرى النهر وقد يسبب الفيضان أو خسارة البيئات الطبيعية، في حين أن إقامة مولدة كهرمائية صغيرة يمكننا من توليد الكهرباء من مياه جدول دون الإضرار بمجرى الجدول ودون التسبب بأي فيضان أو تدمير. وهكذا فإن استخدام المولدة الصغيرة يعتبر ضمن المستوى المناسب أكثر بكثير من إنشاء سد ضخم.
6- التنوع والتعدد من خلال استخدام عدة أنواع من العناصر لتحقيق المرونة: لنقارن بين حديقة فيها أنواع نباتية متعددة وبين حقل لا يحتوي سوى القمح (الزراعة الأحادية). إن حقل القمح قد يتعرض لسنوات جفاف أو سنوات مطر غزير وقد يصاب بنوع معين من الحشرات، وهو يتأثر بكامله بهذه العوامل وبالتالي هناك خطر من فقدان كامل المحصول. لكن إذا كان لديك نظام مختلط يضم أنواعاً عديدة من المحاصيل أو الأنواع النباتية فلن تكون معرضاً لخطر كبير. قد تكون بعض النباتات الموجودة لديك مقاومة للجفاف وبعضها الآخر يحتاج إلى بيئة أكثر رطوبة، ففي سنوات الجفاف قد تخسر جزءاً من النباتات لكن سيبقى لديك غيرها بحالة جيدة. إذن الفكرة هنا هي أن نصمم نظاماً يتمتع بالمرونة بحيث يستطيع الصمود في وجه أي ظرف من خلال تنوع العناصر الموجودة فيه.
7- التبرع بالفائض: أي تصميم أنظمة تحقق وفراً ومشاركة هذا الوفر بدل الاحتفاظ به.

 

كيف نطبق أخلاقيات ومبادئ الزراعة الأصيلة؟

الطريقة الأكثر شيوعاً لتطبيق الزراعة الأصيلة هي اختيار مكان تريد أن تطبق فيه هذه الممارسات، ويمكن أن يكون هذا المكان مكاناً جغرافياً مثل بيتك أو بقعة أرض فارغة أو حقل أو حديقتك الخاصة أو يمكن أن يكون حياتك الخاصة نفسها. بالنسبة للمكان الجغرافي يمكن أن يكون ضمن المدينة أو الريف، وقد يضم مباني وسكاناً. بكلمات أخرى يمكنك أن تختار أي مكان تريده. نشير إلى هذا المكان عادة بكلمة الموقع، أما “تصميم الموقع” فيعني تطبيق ممارسات الزراعة الدائمة. عندما يتم اختيار الموقع يمكنك البدء بعملية التصميم أو إعادة التصميم.
عملية التصميم تتضمن المراحل التالية: تحليل الموقع، وضع التصميم، التنفيذ

 

أولاً – تحليل الموقع:
علينا أن نتذكر أن كل موقع له ظروفه الخاصة، وعلى الرغم من أن مبادئ الزراعة الأصيلة قابلة للتطبيق في جميع أنحاء العالم إلا أن الطريقة التي نطبق فيها هذه المبادئ تختلف حسب الموقع.
البداية لتصميم موقعك هي مراقبته فترة كافية من الوقت. إنك بحاجة إلى وضع نظام لهذا الموقع بحيث يكون فعالًا وقادراً على أن يحافظ على نفسه بدون الكثير من التدخل البشري، وهذا يتطلب التخطيط الدقيق والمراقبة لفترة طويلة. الزراعة الأصيلة تركز على فكرة مراقبة الطبيعة والعمل على تقليد النماذج الموجودة فيها، كما أنها تركز على الترابط بين جميع العناصر الموجودة في النظام والعلاقات بينها.
يقول بيل موليسون في كتاب مدخل إلى الزراعة الأصيلة ص18: “لكي نساعد مكون التصميم (بركة، منزل، غابة، حديقة، مصدات رياح.. إلخ) على القيام بوظيفته بفعالية يجب أن نضعه في مكانه المناسب”، وهذا هو الهدف من هذه الخطوة ضمن عملية التصميم.
هناك خمسة طرق لبحث وتحليل موقع التصميم:
1- تحديد خصائص الموقع: أي دراسة خصائصه الطبوغرافية والمناخية، التربة، المياه، الغطاء النباتي والحيواني، والبنية التحتية. يمكنك الاستعانة بالخرائط الخاصة بالموقع أو وضع مصورات خاصة بك لتوثيق المعلومات التي تتوصل إليها.
2- تحليل العنصر البشري: لمن يعود المكان؟ ما هي أهداف السكان وما هي مواردهم؟ لابد من العناية بالبشر كما نعتني بالأرض
3- تحليل الطاقة الواردة إلى الموقع: ما هو اتجاه الشمس؟ الريح؟ طرقات المشي؟ التصميم القطاعي هو الأسلوب الذي نتبعه من أجل مراقبة وتوثيق تدفق الطاقة من هذه العناصر وغيرها خلال الأوقات المختلفة من السنة. إن رسم القطاعات يظهر الاتجاهات المختلفة للطاقات المتدفقة من مصادر الطاقة ويساعدنا على تحديد المكان الذي سيوضع فيه كل عنصر لدى تصميم الموقع.
4- توزيع المناطق: المناطق هي مفهوم آخر نتعامل معه أثناء وضع التصميم واختيار المكان المناسب لكل عنصر. تتحدد كل منطقة بحسب تكرار زيارتنا لها، فالعناصر التي تتطلب الكثير من الاهتمام أو يتم استخدامها بشكل دائم يجب أن توضع في المنطقة التي تزار بشكل دائم. فمثلاً حديقة الخضراوات يجب أن تكون قريبة من باب المطبخ.

• المنطقة 0: البيت – مسكون بشكل مستمر
• المنطقة 1: حاشية البيت – يزار بشكل يومي
• المنطقة 2: البستان والحديقة – تزار عدة مرات في الأسبوع
• المنطقة 3: حديقة الغابة الغذائية – تزار مرة كل أسبوع
• المنطقة 4: المرج والغابة – تزار مرة كل شهر
• المنطقة 5: البرية – وتزار مرة بالسنة أو ربما أبداً
5- تحليل احتياجات ومنتجات كل عنصر من عناصر الموقع: ما الذي سينتجه عنصر ما ضمن الموقع (المخرجات)؟ وما هي الموارد التي سيستهلكها (المدخلات)؟ ما هو مقدار الجهد اللازم للحفاظ عليه؟ تذكر مبادئ تجميع الوظائف، تعدد الوظائف والتكامل. إن الزراعة الأصيلة نظام تصميم شامل لذلك فإنه يأخذ بعين الاعتبار العلاقات بين عناصر النظام.

 

ثانياً – وضع التصميم
يمكنك في هذه المرحلة أن تستخدم المعلومات التي حصلت عليها في المرحلة السابقة من أجل رسم تصور يظهر توضع كل عنصر من العناصر المختلفة الموجودة في الموقع. يجب أن يترافق التصميم بخطة زمنية لأنه ليس من الممكن تطبيق التصميم بكامله في وقت واحد.

 

ثالثاً – تطبيق التصميم
يستغرق تطبيق التصميم فترة من الوقت. يمكنك أن تبدأ على نطاق صغير وتتوسع تدريجياً بالقدر الذي يسمح به الوقت والتمويل والموارد الأخرى، وسوف تظهر التغيرات على الموقع بصورة تدريجية مع الوقت.

 

استراتيجيات وتقنيات مفيدة من أجل إنشاء وتطبيق تصميم الموقع:

يمكن أن نفهم الاستراتيجيات على أنها الأهداف التي تضعها نصب عينيك عندما ترتب وتركز جهودك أثناء وضع وتنفيذ التصميم، أما التقنيات فهي الوسائل العملية التي تهدف إلى تحقيق هذه الأهداف.
سوف نتحدث عن بعض الاستراتيجيات والتقنيات التي يمكنك استخدامها لتطبيق الزراعة الأصيلة وذلك في تسع مجالات مختلفة: الأنظمة الطبيعية، الغذاء، الماء، إدارة الفضلات، الطاقة، المأوى، الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية، العلاقات البشرية، والتطور الشخصي.

 

أولاً – الأنظمة الطبيعية:
الأنظمة الطبيعية كالغابات، المناطق الرطبة، والجداول تقوم بدور حيوي بالنسبة لنا والحفاظ عليها يحقق لنا العديد من الفوائد.

الاستراتيجيات:
1-  إصلاح وحماية الأنظمة البيئية الطبيعية: إن قطع أشجار الغابات يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية مثل قلة الأمطار، تدهور التربة، انخفاض إنتاجية الأرض، ازدياد الفيضانات، فقدان المواد المغذية في الأرض، وارتفاع نسبة الترسبات في الأنهار. أما في المناطق التي تتم فيها المحافظة على الغابات فإننا نلاحظ فعلياً المزيد من الهطولات المطرية بسبب ارتفاع نسبة التبخر والنتح الصادرة عن أوراق الأشجار، كما يقل تدهور التربة والفيضانات وتتحسن البيئة بشكل عام. الأراضي الرطبة هي أيضاً نظام طبيعي يجب حمايته فهي تلعب دوراً حيوياً في تنقية مياهنا. وأخيراً يجب علينا حماية الجداول لأنها تعتبر بيئة للعديد من أشكال الحياة البرية ومصدراً للمياه النقية.
2- حماية وتعزيز التنوع الحيوي: من حق جميع الأنواع الحية أن تحصل على حياة ملائمة، والزراعة الأصيلة تؤمن أن لكل كائن حي قيمته ومساهمته الهامة ضمن النظام حتى لو لم يكن له قيمة تجارية.
3- تلبية الاحتياجات البشرية باستخدام أقل مساحة ممكنة من الأرض: وذلك لكي نعطي أكبر مساحة ممكنة من الأرض للأنظمة الطبيعية، وهذا أحد المبادئ الأساسية في الزراعة الدائمة. فلو تمكن البشر من تلبية احتياجاتهم بطريقة مستدامة أي باستخدام أقل قدر ممكن من الموارد ومن الأراضي فسيتركون عندها مساحة أوسع للأنظمة الطبيعية، والأنظمة الطبيعية قادرة على الاعتناء بنفسها ولا تحتاج إلى تدخل البشر.

التقنيات
حواجز الضفاف: أحد التقنيات التي نستخدمها لحماية الجداول هي زرع حواجز الضفاف وهي الغطاء النباتي الذي يمتد على ضفة النهر مباشرة. الوضع المثالي هو وجود ما لا يقل عن 50 قدماً من النباتات على كل من جانبي الجدول، وهذه النباتات تلعب دوراً هاماً فهي تعمل على تثبيت الضفة وتنقي المياه وتحمي من الفيضان وتلقي بظلها على الماء مما يخلق بيئة ملائمة لأشكال الحياة المائية.

 

ثانياً – إنتاج الغذاء:
إن تلبية احتياجاتنا من الغذاء هو أحد العناصر الهامة في أي نظام مستدام، وهو أحد أهداف الزراعة الدائمة

الاستراتيجيات
1- إنتاج الغذاء محلياً: هناك الكثير من المنافع التي تتحقق من إنتاج الغذاء محلياً، منها الحصول على غذاء طازج، الحركة والنشاط، التواصل مع الأرض، والتواصل مع المجتمع. كما أن شراء الغذاء المنتج محلياً يخلق مجتمعاً محلياً مترابطاً، والتقليل من مسافة نقل المنتجات يساعد على تقليل استهلاك الوقود الأحفوري.
2- استخدام الطرق العضوية في إنتاج الغذاء مثل الزراعة المتعددة وزراعة النباتات المعمرة والتقليل من استهلاك الوقود الأحفوري
الزراعة العضوية تعني عدم استخدام أي نوع من المبيدات أو الأسمدة الكيماوية أو مواد قتل الأعشاب. الزراعة المتعددة تعني زراعة العديد من أصناف النباتات في نظامنا وليس الاكتفاء بزراعة صنف واحد، الأمر الذي يتماشى مع مبدأ التنوع. أنظمتنا الزراعية الحالية تركز إلى حد كبير على الزراعات الحولية أي المحاصيل التي تزرع وتحصد مرة كل عام، أما في الأنظمة المستدامة فإننا نعتمد في تلبية احتياجاتنا الغذائية على النباتات المعمرة (أي النباتات التي تبقى لعدة سنوات). وأخيراً فإننا نحاول التقليل قدر الإمكان من استخدام الوقود الأحفوري الذي يستخدم عادة في تشغيل آليات المزرعة و إنتاج الأسمدة الكيماوية.
3- معاملة الحيوانات بلطف: تعتبر الحيوانات جزءاً مهماً من نظام إنتاج الغذاء حتى لو كانت هي نفسها لا تؤكل، مثل الديدان والعصافير والحشرات، فلكل منها دورها الهام ضمن هذا النظام.
نستخدم الدجاجة عادة كمثال يظهر المنتجات والوظائف المتعددة للحيوان، فالدجاجة تنتج البيض واللحم والريش والزرق وغاز الميثان وغيرها، ومن الوظائف التي تقوم بها أنها تنبش الأرض وتتعارك وتطير وتبحث عن الطعام. وعندما يكون لدينا دجاج ضمن نظامنا فيجب أن نضمن تأمين جميع احتياجاتها من مأوى وعلف وفرش وماء وهواء ومساحة للحركة، وهذا يختلف تماماً عن نظام التربية الصناعي الذي لا يعتبر الدجاجة سوى مصدر للغذاء ويحرمها من الحياة المريحة.
4- بناء الموارد الحيوية في الموقع: اعمل على تعزيز خصوبة التربة وزيادة عدد الأنواع النباتية المفيدة الموجودة في الموقع. استخدم النباتات الأصلية واختر النباتات الدخيلة بعناية شديدة بعد التأكد أنها ليست من النوع الغازي. فكر بالموضوع وكأنه استثمار، حيث يمكنك أن تستثمر جزءاً من أموالك في شراء بعض النباتات المعمرة المفيدة وزرعها في موقعك، فهذا سيزيد من قيمة الموقع وإنتاجيته وستكون قادراً على سد جزء من حاجتك من الغذاء.

التقنيات
هناك بعض التقنيات التي يمكن استخدامها لبناء التربة وتحسين خصوبتها وزيادة تنوع النباتات فيها:
أ‌- لا تخلط الطبقات السطحية من التراب: هناك عدة طبقات للتربة، والطبقتان العلويتان 0 و أ هما اللتان نركز عليهما معظم الاهتمام. الطبقة 0 هي عبارة عن مادة عضوية، والطبقة أ هي مزيج من التربة والصخور والمواد العضوية. في الزراعة التقليدية يتم حرث وتقليب هاتين الطبقتين، أما في الزراعة الأصيلة فنحن لا نفعل ذلك. إن الطبيعة تبني التربة بوضع المادة العضوية في الأعلى لذلك علينا أن نفعل الشيء ذاته، وهذا يساعد أيضاً على الحفاظ على التركيب المناسب للتربة، إذ يوجد داخل التربة كتل ترابية وقنوات ومسام ليعبر منها الهواء ونحن لا نريد أن ندمر هذا التركيب.

طبقات التربة
الطبقة 0: أوراق متساقطة، مواد عضوية
الطبقة أ: طبقة الزراعة، وهي غنية بالمواد العضوية
الطبقة ب: طبقة التراكم
الطبقة ج: تربة متحللة، ليس فيها الكثير من المواد العضوية أو الحياة
الطبقة د: تربة أم غير متحللة
ب‌- ضع طبقة من الملش (mulch) لكي تصنع فرشاً جديداً للحديقة. تستخدم طبقة الملش في الأماكن التي توجد فيها نباتات غير مرغوب بها، وإليك الطريقة:
• اقطع النباتات الغير مرغوب بها وافرشها على الأرض
• غطها بطبقة من الكومبوست أو الروث أو غيرها من المواد العضوية لكي تجذب الديدان
• ضع طبقة من الكرتون فوق الطبقة العضوية لتشكل حاجزاً يمنع النباتات من النمو مرة ثانية.
• ضع فوق طبقة الكرتون طبقة أخرى من الكومبوست أو الروث لجذب المزيد من الديدان.
• ضع طبقة من القش أو أوراق النباتات أو قلامات الأعشاب أو غيرها من المواد النباتية، وهكذا سيكون لديك ملش جديد للحديقة.

يمكنك وضع النباتات مباشرة فوق الملش عن طريق حفر ثقب فيه وإضافة بعض الكومبوست ومن ثم يوضع النبات، أو من الممكن ترك الملش يرتاح لمدة ستة أسابيع قبل زراعة أي شيء فيه وذلك لكي نتيح المجال أمام الطبيعة لكي تهيئه لنا للزراعة. ستجتذب الديدان إلى الكومبوست وتأتي إليه وبهذا فإنها ستهيئ لك التربة وتنعمها وتحافظ في نفس الوقت على تركيبتها، أما الكرتون فسوف يتحلل تدريجياً وبعد ستة أسابيع تستطيع بكل سهولة أن تزيح طبقة القش وتزرع النباتات.

ازرع عدة فصائل من النباتات لكي تعمل مع بعضها البعض مما يخلق لدينا نظاماً بيئياً مصغراً، والفصائل التي يمكن زراعتها قد تتضمن :
أشجار فاكهة مركزية ، بقول لتثبيت النتروجين وتخصيب الأرض، نباتات عميقة الجذور لكي تجذب المواد المغذية الموجودة في أعماق التربة وتسحبها نحو السطح بحيث تستفيد منها النباتات الأخرى، نباتات تجذب الحشرات المفيدة

اصنع غابة غذائية: الغابة الغذائية هي نظام زراعي معمر يشبه في نظامه الغابة الطبيعية، وهو أكثر إنتاجية من الحديقة الحولية لأنه يمكنك من زراعة النباتات الغذائية وغيرها على سبع طبقات: الأشجار الكبيرة كأشجار الفاكهة والجوز، الأشجار الأصغر، الشجيرات، الأعشاب، الجذور، النباتات الأرضية، النباتات المتسلقة مثل العنب.
الشخص الذي اخترع هذه الفكرة هو البريطاني روبرت هارت، وقد استمد منه بيل موليسون فكرة الغابة الغذائية وأدرجها في الزراعة الدائمة.

استخدم البيوت الزجاجية وإطارات التبريد من أجل إطالة فترة النمو: فهذه التقنيات تحصر طاقة الشمس فترفع درجة الحرارة مما يمكننا من زراعة النباتات حتى في الفصول الباردة. من الممكن بناء هذه التقنيات بطريقة بسيطة وغير مكلفة باستخدام بالات من القش وبعض المواد المعاد تدويرها. إطار التبريد هو عبارة عن بيت زجاجي صغير يمكن وضعه داخل أو خارج البيت الزجاجي.
يمكن صناعة البيت الزجاجي  من بالات من القش، إطار خشبي، قضبان معدنية وبلاستيك. لقد وصلت الحرارة داخل البيت إلى 100 درجة فهرنهايت في منتصف الشتاء. أما إطار التبريد فهو عبارة عن صف من بالات القش يعلوها باب زجاجي قديم، وبما أنه موضوع داخل البيت الزجاجي فإن الحرارة داخله كانت حتى أعلى من حرارة البيت الزجاجي.

ازرع النباتات ضمن أحواض: هذه التقنية مفيدة بشكل خاص في المناطق المدنية حيث قد لا يتوفر مساحة كبيرة مفتوحة للزراعة وفي هذه الحالة يمكنك استخدام الأحواض في المناطق التي لا توجد فيها تربة كالأرصفة والأسطحة. وباعتبار أن التربة في المدينة عادة تكون من نوعية سيئة وقد تكون ملوثة قد يكون من الأفضل الزراعة ضمن الأحواض بدل الزراعة في التربة مباشرة وقد يكون من الضروري إحضار مواد عضوية لوضعها فوق التربة في الأحواض.

 

ثالثاً – المياه:
الاستراتيجيات:
• حصاد المياه وتخزينها في الموقع
• استخدام المياه لعدة مرات قدر الإمكان ضمن النظام
• الحفاظ على المياه قدر الإمكان
• المياه الخارجة من النظام يجب أن تكون نظيفة

التقنيات:
استخدم غسالة ذات باب أمامي فهي أقل استهلاكاً للمياه من الغسالات التي تملأ من الأعلى
استخدام المنخفضات (وهي حفر قليلة العمق على محيط الأرض) من أجل حصر المياه بدل تركها تسيل بعيداً
استخدم نظاماً لحصاد مياه الأمطار عن سطح المنزل من أجل إعادة استخدامها ضمن النظام.
جمع المياه الرمادية وإعادة استخدامها: المياه السوداء هي المياه التي تحتوي الفضلات البشرية، أما المياه الرمادية فهي مياه الغسيل والاستحمام والمطبخ وما إلى ذلك. هناك أنظمة عديدة لإعادة استخدام المياه الرمادية، منها ما هو بسيط كجمع مياه الاستحمام واستخدامها في ري النبات، ومنها ما هو أكثر تعقيداً كإسالة هذه المياه عبر حوض فيه نباتات رطبة تعمل على تنقيتها.

 

رابعاً – إدارة النفايات:

الاستراتيجيات:
- عدم إنتاج أي نفايات: بمعنى أن لا شيء يخرج من النظام وكل شيء يتم إعادة استخدامه
- عدم استخدام المواد التي لا يمكن إعادة تدويرها، وبخاصة المواد السامة
-  تقليل المواد التي نستهلكها
-  إعادة الاستخدام
-  إعادة التدوير

التقنيات:
إليك بعض التقنيات المستخدمة في إدارة الفضلات الصلبة:

أ‌- الكومبوست: هناك عدة أنواع من أنظمة الكومبوست، منها كومبوست الديدان وهو مفيد بصورة خاصة في المدن من أجل معالجة نفايات المطبخ حيث توضع طبقة من ورق الكرتون وتوضع فيها الديدان وترمى فيها نفايات المطبخ، فتعمل الديدان على معالجة هذه النفايات منتجة سائلاً غنياً بالمواد المغذية يمكن استخدامه في سقاية النباتات.
ب‌- مراحيض الكومبوست: يمكن إعادة تدوير الفضلات البشرية وتحويلها إلى سماد بدلاً من مزجها مع المياه الصالحة للشرب كما نفعل حالياً في مراحيض السيفون. يمكن تجميع هذه النفايات وخلطها مع مادة غنية بالكربون مثل نشارة الخشب وتركها تتخمر. ويستخدم السماد الناتج لتغذية الأشجار غير الغذائية.

 

خامساً – الطاقة:

الاستراتيجيات:
- استخدام مصادر الطاقة المتجددة قدر الإمكان، كطاقة الشمس والريح والطاقة الكهرمائية والطاقة البشرية وطاقة الحيوانات والطاقة الحرارية
- ارفع كفاءة استهلاك الطاقة واعمل على تخفيض نسبة الانبعاثات إلى أقصى حد: استخدم التقنيات الكفؤة في استهلاكها للطاقة. ابتعد عن كل ما من شأنه أن يطلق في الجو غازات الدفيئة أو المواد السامة أو المواد العالقة (مثل حرق الوقود)
- لا تستخدم الوقود الأحفوري إلا عند تأسيس النظام واحرص على تولد كمية من الطاقة أكبر مما تستهلكه: إن الأنظمة التي تعتمد في تشغيلها على الوقود الأحفوري هي قطعاً أنظمة غير مستدامة، ليس فقط لأن الوقود الأحفوري معرض للنفاد ولكن أيضاً لأن حرق هذا الوقود يطلق في الجو غازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري وتغير المناخ. لكن في هذا الوقت قد لا نجد متاحاً أمامنا إلا الآليات والمعدات التي تعتمد على الوقود الأحفوري في تشغيلها. يمكن استخدام هذه المعدات والآليات فقط لدى تأسيس الأنظمة المستدامة، فعلي سبيل المثال يمكن استخدام آليات الحفر من أجل صنع بركة ماء وهذه البركة سوف تولد كمية من الطاقة بشكل طاقة حيوية أكبر من الكمية التي استهلكتها أثناء حفرها.

التقنيات:
- تجفيف الغسيل تحت ضوء الشمس بدلاً من استخدام النشافة
- استخدام الطرق الطبيعية في التكييف والتدفئة: يجب تصميم المباني بحيث تستخدم الطاقة الشمسية في التدفئة وذلك عن طريق استعمال واجهات زجاجية في جهة الجنوب وبؤرة حرارية من أجل امتصاص وتخزين طاقة الشمس. أما تكييف المنزل بالوسائل الطبيعية فيتم عن طريق التهوية المناسبة، تظليل النوافذ الجنوبية والتظليل بواسطة الأشجار.
- استخدم مولدات صغيرة تعمل على الطاقات المتجددة مثل توليد الطاقة الكهرمائية من جدول مائي.

 

سادساً – المأوى:

الاستراتيجيات:
- اختيار موقع المنزل بحيث يقلل إلى أدنى حد من أثره البيئي واحتياجات النقل: اختيار موقع المنزل بحيث يكون في مناطق حسنة التخديم أو قريباً من مكان العمل أو المدرسة أو قريباً من خط سير المواصلات العامة حتى تخفف من أعباء التنقل.
- إعادة تجديد المباني القديمة إن أمكن
- استخدام المواد الطبيعية والمعاد تكريرها في البناء: تستهلك صناعة البناء العالمية حوالي 3 بليون طن من المواد الأولية سنوياً وعندما تصبح المنازل قديمة وغير قابلة للاستخدام فإنه يتم تدميرها مما ينتج كميات هائلة من الأنقاض التي تشكل عبئاً على الطبيعة. إلى جانب ذلك فإن المواد المستخدمة في البناء تؤثر على صحة ساكنيه لذلك من الضروري اختيار مواد البناء بعناية. إن مواد البناء التقليدية مثل الخشب المعالج والإسمنت سامة ويجب تجنبها واستخدام مواد طبيعية بدلاً عنها مثل الخشب غير المعالج، الحجر، اللبن، القش والطوب فهي أفضل لصحة السكان وأيضاً يمكن إعادة تكريرها في الطبيعة لدى انتهاء عمر المبنى.
- تصميم المباني بحيث تستخدم الطاقات المستدامة، أنظمة تكرير المياه، إنتاج الغذاء، وأنظمة إدارة الفضلات، فهذه الأنظمة كلها تتكامل ضمن المبنى وتجعل منه نظاماً مستداماً.

التقنيات:
بعض الأمثلة عن مواد طبيعية يمكن استخدامها في البناء:
اللبن وهو طين وتراب ممزوجاً بالتبن أو القش
بالات القش: القش مادة عظيمة للبناء لأنها تعتبر فضلات وفي بعض المناطق فإنها تحرق مما يسبب تلوثاً للجو، لكن من الممكن تجميعها في بالات وتحويلها إلى مادة بناء متينة ذات خواص عزل جيدة جداً.

 

سابعاً- الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية:

وهي جزء مهم في أي نظام مستدام. إننا بحاجة إلى إعادة تصميم أنظمتنا الاقتصادية والاجتماعية لكي نعيش بصورة مستدامة.

الاستراتيجيات:
- الاكتفاء الذاتي: أي تلبية أكبر قدر ممكن من احتياجاتنا ضمن النظام
- بناء تجمعات سكنية تعاونية: من المستحيل على الإنسان تلبية جميع احتياجاته بمفرده لذلك نحن بحاجة إلى بناء مجتمعات تعاونية بحيث يعمل فيها الناس معاً على تلبية احتياجاتهم. إن الزراعة الأصيلة تدعم مفهوم التعاون بدلاً من المنافسة.
- إقامة أنظمة اقتصادية محلية بديلة: إن الأنظمة الرأسمالية القائمة تخلق فوارق طبقية كبيرة بين الأغنياء والفقراء، فالشركات الضخمة تقوم بسحب الأموال من المجتمع لتغني بها حملة الأسهم والمدراء التنفيذيين. وعلى النقيض من ذلك فإن الزراعة الأصيلة تسعى إلى إعادة تداول الثروة ضمن المجتمع المحلي وضمان التوزيع العادل للموارد، وذلك عن طريق إقامة أنظمة اقتصادية بديلة مثل التعاونيات.

التقنيات:
- اعتمد على البساطة والزهد في العيش عن طريق الحد من استهلاك السلع
-  قم بتأسيس مجتمع مقصود أو انتقل للعيش في هكذا مجتمع: المجتمع المقصود هو مجتمع صغير محلي وغالباً ريفي يتألف من أشخاص أو عائلات يشتركون في نفس الاهتمامات أو القيم. لمزيد من المعلومات حول المجتمعات المقصودة انظر الرابط http://www.ic.org
-  نظام المقايضة: حيث يقوم الأفراد بمقايضة السلع والخدمات بدلاً من استخدام الأموال لشرائها
-  التعاونيات: التعاونية هي منظمة أو هيئة يملكها الأعضاء عن طريق شراء أسهم، ويتشاركون في إدارتها. هناك تعاونيات تجارية، مدارس تعاونية وحتى بنايات سكنية تعاونية.
-  الملكية المشتركة للأراضي (ترست الأرض): ترست الأرض هو قطعة أرض مشاع تملكها غالباً جمعية غير ربحية بدل أن تكون مملوكة بصورة فردية، وبهذا فإن منافع الأرض سوف تعود على المجتمع المشارك بكامله بدل أن تذهب إلى جيب شخص واحد.

 

ثامناً – العلاقات الاجتماعية:

العلاقات بين الأفراد هي أحد المكونات الهامة لدى إنشاء ثقافة مستدامة، إذ أننا أصبحنا بحاجة إلى أن نعيد تصميم العلاقات فيما بيننا بحيث تكون أكثر محبة وأكثر إغناء.

الاستراتيجيات:
إقامة علاقات تعاون ومحبة بين أفراد المجتمع وهو ما نفتقده في ثقافتنا السائدة. إننا بحاجة إلى أن نعبّر بصدق عما نشعر به، أن نستمع بشكل جيد للآخرين، أن نتواصل مع بعضنا البعض بوضوح، نحل نزاعاتنا بدون عنف، ونتخذ القرارات بالإجماع.

التقنيات:
الحل السلمي للنزاعات: هناك عدد من الطرق التي يمكن اتباعها لحل أي نزاع بدون عنف. يجب تطوير الطرق التي تلائم مجتمعنا وفي نفس الوقت الاستفادة من الطرق المتبعة في مجتمعات أخرى.
اتخاذ القرارات بالإجماع بدلاً من التصويت، فالتصويت يعني أن هناك رابحون وخاسرون أما في الإجماع فإن الجميع يتفق على القرار المتخذ ويدعمه.

 

تاسعاً – التطوير الذاتي:

في الزراعة الأصيلة نشير إلى الحالة العاطفية والعقلية بأنها “المنطقة صفر”، ونسعى إلى أن نعيد تصميم “نظامنا البيئي الداخلي” بحيث نصبح أقوى من الداخل وبالتالي أكثر قدرة على إقامة ثقافة مستدامة. يمكن دمج الحياة الروحية ضمن الزراعة الأصيلة كأداة من أدوات التطوير الذاتي.

الاستراتيجيات:
-  أحبّ نفسك وقدّرها حق قدرها: ترى فلسفة الزراعة الأصيلة أن كل شيء أو كائن في هذا النظام له قيمته، لذلك عليك أن تعرف قيمتك وأهميتك لكي تكون قادراً على أن تستمتع بالحياة وتساهم بشكل إيجابي في عمار الأرض.
-  اتبع أسلوب المعالجة الداخلية للنفس، إذا لم نعالج نفوسنا فلن نكون قادرين عن القيام بأي من الأشياء التي ذكرناها آنفاً. علينا أن نتخلص من كل ما أصابنا من قمع وإساءات وإدمان، فلا نكون بعد الآن في موقع الضحية أو الإنسان المقهور وإنما نكون قادرين على أن نتحرك من موقع قوة.
-  احصل على السلام الداخلي: إن السلوكيات المدمرة للبيئة مثل الاستهلاك المفرط ما هي إلا نتيجة لمحاولات بائسة لملء الفراغ الروحي. لكن عندما نتعلم كيف نملأ نفوسنا من الداخل فإننا لن نبحث بعد الآن عن الملذات من الخارج، بل سنجد سعادتنا الداخلية وبهذا سنكون قادرين على أن نعيش بانسجام مع أنفسنا ومع البيئة.

التقنيات:
-  التغذية السليمة، التمارين، الراحة، والاسترخاء: من الصعب الحصول على كل هذا في ثقافتنا التقليدية المليئة بالضغوط، لكن تذكر: أن الحياة اللاهثة ليست حياة مستدامة! التزم بتخصيص وقت لنفسك لتعتني بها. إن الحياة المستدامة تبدأ من المحافظة على حالتنا الجسدية والنفسية في أحسن حال.
-  عالج نفسك: إذا كنت قد تعرضت إلى الإساءة أو القهر أو الإدمان أو الأذى فعليك بممارسة النشاطات الكفيلة بمعالجتك من آثار هذه الإساءات، بما في ذلك العلاج النفسي والاستشارة، تدريب التقوية الذاتية وما إلى ذلك.
-  الممارسات الروحية: مثل الصلاة، التأمل، وخدمة الآخرين… هذه الممارسات تدرّب عقولنا على السعادة والسلام.

 

المصدر: www.permaculturearabia.org/what-is-permaculture

من موقع قرية هيثكوت البيئية، الولايات المتحدة

أضيفت في:16-1-2014... الغذاء و الشفاء> الزراعة والبناء الطبيعي
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد