موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

غريبٌ أمر الإنسان... يقبل الولادة لكنه يرفض الموت

كم هو غريبٌ أمر الإنسان... يقبل الولادة لكنه يرفض الموت، مع أن الولادة والموت نهايتان لحدثٍ واحد...

الموت مخفيّ في الولادة... أليست الولادة تحديداً هي بداية الموت؟.. هكذا ينبع الخوف، ينبع بسبب عدم قبول الموت... وبسبب الخوف يبدأ الركض.... الفكر المرعوب الراكض يصبح غير قادر على فهم الموت... لكن مهما ركض المرء فمن المستحيل الهرب من الموت.

الموت قد بدأ وحضر منذ لحظة الولادة وأخذ أول نفس... من جهة أولى لا يمكن الهرب من الموت، ومن جهة ثانية بعد الركض في كل الطرق في النهاية يجد المرء أنه لم يصل إلا للموت.

هناك قصة قديمة عن أحد الأنبياء... صعد يوماً إلى السماء على حصانه السريع لمقابلة الله... عند الوصول وبعد دخول النبي بقي الحصان عند الباب... وهنا رأى الحصان حمامةً واقفة على الباب وترتجف من الخوف... فسألها عن سبب خوفها.

بدأت الحمامة تبكي وقالت: "منذ قليل، دخل ملاك الموت إلى القصر... وعندما رآني هنا توقف قليلاً، نظر بدهشة وابتسم قليلاً وتابع سيره للداخل... لم تكن ابتسامته الغامضة سوى إشارة عن موتي الحتميّ... نهايتي اقتربت!".. وانفجرت الحمامة بالبكاء والنحيب.

قال لها الحصان: "رويدك، اهدئي قليلاً.. أنتي خائفة كثيراً دون مبرر... لا تزالي صغيرة بالعمر لذلك لا يوجد احتمال بأن تموتي من مرضٍ ما... وبالنسبة لأعدائك، يمكنك أن تقفي على ظهري، وفي لحظة خاطفة سآخذك إلى جبل السنديان الذي يبعد آلاف الكيلومترات، وهناك لا يوجد أي حيوانات تهاجم الحمامات"..

عندما سمعت الحمامة اقتراح الحصان شعرت بالارتياح.. وفي لحظة واحدة أخذها الحصان إلى جبل كبير تستطيع أن تطير فيه كله دون رؤية أي عدو لها.

لكن مع عودة الحصان، رأى ملاك الموت خارجاً من البوابة... ابتسم الحصان وقال: "يا سيدي، تلك الحمامة لم تعد هنا... إنها تعيش دون خوف في جبل السنديان البعيد... لقد عدتُ للتو بعد إيصالها إلى هناك".

عندما سمع ملاك الموت هذا ضحك عالياً وقال: "إذن أوصلتها إلى هناك في النهاية؟ كنتُ متفاجئاً فقط كيف أن الحمامة هنا... فعليها أن تدخل من باب الموت خلال بضعة دقائق في جبل السنديان!".

أضيفت في:17-8-2014... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد